«الراي» التقت الراحل صيف العام 2013
دي مارجري عاش في طيارته الخاصة ... ومات فيها
| كتب محمد الحايك |
1 يناير 1970
11:35 م
لعل الرئيس التنفيذي لشركة «توتال» الراحل كريستوف دي مارجري، كان يقضي في طائرته الخاصة، وقتاً أكبر من ذاك الذي يقضيه في مكتبه.تحولت طائرته الخاصة إلى مكتب متنقل، يجوب عواصم العالم بحثاً عن عقد جديد، عن صفقة جديدة، عن استكشاف نفطي جديد يكون لـ «توتال» السبق والريادة فيه.
ورغم ارتباطاته وانشغالاته المهنية والديبلوماسية في مختلف أصقاع الأرض، من فرنسا وأوروبا مروراً بالأميركيتين وصولاً إلى القارة السمراء والشرق الأوسط وغيرها، حرص الرجل ذو الشاربين الكثيفين على عدم تفويت الموعد، الذي حددته دائرة العلاقات الإعلامية في الشركة، للقاء الوفد الإعلامي العالمي («الراي» كانت ضمن الوفد).
كان ذلك في صيف العام 2013، في مقر «توتال» في أحد أرقى أحياء العاصمة الفرنسية، تحدث الراحل آنذاك عن مشاريع الشركة حول العالم، متباهياً بالإنجازات الكبيرة لـ «النفطية العملاقة» التي تضم اليوم ما يزيد على 100 ألف موظف.
وبقدر حرصه على حضور الموعد، كان حريصاً على مصافحة الإعلاميين فرداً فرداً، من دون أن تفارق الابتسامة محياه. خاطب الجميع بمنتهى التواضع، متناسياً أنه يرأس واحدة من أبرز الإمبرطوريات النفطية حول العالم.
لم يغص في التفاصيل كثيراً، اكتفى فقط بلمحة عامة عن مشاريع الشركة وأهدافها خلال السنوات المقبلة، مؤكداً أن في جعبته وفي جعبة «توتال» الكثير الكثير.
ربما أراد كريستوف دي مارجري الذي رهن حياته لـ «توتال»، البقاء أكثر في طيارته الخاصة، ليبرم صفقات أكثر واتفاقات أكبر، بيد أنه وللمفارقة قضى في طيارته الخاصة أكثر مما ينبغي ... قضى نحبه.
تعيين خلف
عين مجلس إدارة "توتال" في اجتماع طارئ عقده أمس، باتريك بوياني مديرا عاما للمجموعة، وتييري ديماري رئيسا لها، على ما اعلن مصدر نقابي لوكالة "فرانس برس".
واوضح المصدر نفسه ان هذه التعيينات نهائية، وليست موقتة على ما كان متوقعا سابقا.
واضاف ان تييري ديماري الذي سبق ان تراس الشركة من 1995 الى 2010 "سينسحب لاحقا كي يتولى بوياني رئاسة مجلس الادارة كذلك". وكان بوياني يدير قسم التكرير والكيمياء في المجموعة.
وسيواجه الرئيس الجديد تحديات كبرى من بينها تراجع نمو انتاج المحروقات وازمة التكرير في اوروبا والتأخير في تطوير بعض المشاريع.
وبدأت المجموعة معالجة هذه النقاط فاعلنت في اواخر سبتمبر عن خطة لتقليص التكاليف وتخفيض استثماراتها، سيترتب على خلف دي مارجري تطبيقها.
وفي موسكو يتواصل التحقيق حول اسباب تحطم الطائرة الخاصة التي كان دي مارجري على متنها، والذي يجريه مكتب التحقيقات حول امن الطيران المدني الروسي.
ووصل ثلاثة مسؤولين من المكتب الموازي له في فرنسا الى مكان الحادث مساء الثلاثاء برفقة مستشارين تقنيين اثنين من شركة يونيجت ومستشار من شركة داسو للطيران صانعة الطائرة.