سلطان حمود المتروك / حروف باسمة
في ذمة الله الكريم وحفظه يا أباعبدالعزيز
| سلطان حمود المتروك |
1 يناير 1970
11:20 ص
الحياة سفر عظيم تدون فيه أعمال الناس وأحوالهم وما حققوه في مجالات مختلفة فهم يضربون بما حققوه أمثلة مختلفة ومتنوعة تكون مشاعل يقتبس منها الأجيال جذوات تفتح لهم أبواباً مختلفة في مجالات شتى في دروب الحياة وهم وفود يحلون في هذه الدنيا ثم يرحلون فيتركون وراءهم آثاراً طيبة يؤخذ منها دروس وجذوات مختلفة تعين الذين عايشوهم وقضوا معهم وقتاً في استبصار الطرق ومعرفة السبيل وتلمس الخطوات الواثقة للوصول إلى الغاية الطيبة.
غادر عالمنا يوم الأحد الماضي مربٍ فاضل هو الاستاذ مصطفى حسن حسين، وقد كان شخصية تربوية لها أثرها في تربية وتنشئة ورعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة عرفته معلماً في الثمانينات من القرن الماضي وهو مجد في عمله يعمل على تمحيص قدرات ذوي الاعاقة الفكرية وهو يحتضن تلاميذه كاحتضان الأب لأبنائه لا تفارق وجهه ابتسامة تعمل على تخفيف العناء عن تلاميذه يساعدهم كثيراً على تخطي العقبات ويعمل على اجتثاث الصعوبات التي تعتري سبيلهم، كان ابو عبدالعزيز مثالاً للمعلم الصبور في توصيل الحقيقة إلى أذهان تلاميذه على ما يملكون من قدرات بسيطة في تلقي المعرفة.
كان يستغل كل إمكانية من أجل تبسيط عملية التعليم والتعلم، سجل كبير لأعمال استاذنا مصطفى حسن يحتاج إلى ترجمتها في كتاب لا مقالة، عمل معلماً مساعداً في مدرسة التربية الفكرية للبنين ثم مديراً لمدرسة الوفاء للبنين وأخيرا مديراً لمدرسة تأهيل التربية الفكرية للبنين، اهتم اثناء عمله في تلك المدارس بإشراك اولياء الأمور في عملية التربية وتطوير بيئة التعليم والتعلم، كما اهتم كثيراً في تمحيص القدرات المهنية لطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، عانى كثيرا في الآونة الاخيرة من مرضه حتى رحل إلى ربه الكريم بقلب ابيض ولسان طيب ويد خيرة أعطت الخير وأشارت إليه ودلت عليه.
طوبى لأصحاب هذه الاعمال الخيرة، والحمد لله على أمره وقضائه ولا نملك في هذا الصدد إلا أن نقول «اللهم بارك لمصطفى حسن في حلول دار البلاء وطول المقامة بين اطباق الثرى واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل له واخلف على أهله وذويه وأصدقائه ومحبيه الصبر والسلوان إنك ولي ذلك والقادر عليه.
حقاً إنك في القلوب يا أبا عبدالعزيز ..
هو الموت فاختر ما علا لك ذكرهُ
فلن يموت الإنسان ما حيي الذكرُ
«إنا لله وإنا إليه راجعون»