الخالد من بغداد : التحالف الدولي على «تنظيم الدولة الإسلامية» أساسه عربي
واشنطن قد تقيم في الكويت مقر قيادة متقدماً ضد «داعش»
| كتب إيليا ج. مغناير |
1 يناير 1970
06:35 ص
ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية ان وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) تستعد لاقامة مقر قيادة متقدم ربما في الكويت لحربها الطويلة المدى ضد تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) في العراق وسورية.
وفي اول حديث للصحافيين عن الحملة التي يقودها من مقره في فلوريدا، حذر قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال لويد اوستن مساء اول من امس من توقع تقدم سريع في العملية، قائلاً انه لا يعرف الوقت الذي سيستغرقه اعداد قوات عراقية يعتمد عليها وقوة للمعارضة السورية تستطيع مواجهة «داعش» على الأرض.
وقال اوستن ان «الحملة لتدمير داعش ستأخذ وقتاً وستكون هناك تراجعات أثناء العملية، خصوصاً في هذه المرحلة التي ندرب فيها قوة عراقية تستطيع العمل بفاعلية بعد سنوات من الاهمال والقيادة الضعيفة».
ورغم الغارات الجوية اليومية على مواقع «داعش»، يتحدث الجيش الاميركي عن حرب تدوم سنوات وتتطلب ما هو اكثر من الضربات الجوية ولن تظهر نتائجها الا بصورة تدريجية وقد تستدعي نشر المزيد من المستشارين العسكريين الاميركيين على الارض.
وقالت «واشنطن بوست» انه لهذا السبب، تستعد وزارة الدفاع لاقامة بنية قيادة اكثر تنظيما، تعرف بالتعبير العسكري بـ «قوة المهام المشتركة»، لقيادة وتنسيق الحملة من مقر قيادة متقدم ربما يكون في الكويت.
ويذكر ان واشنطن سبق ان اعلنت عن ارسال 2300 جندي من المارينز إلى الكويت لاقامة مقر قيادة لعمليات التدخل السريع في المنطقة، غير ان هذه القوة لا علاقة لها بقيادة الحرب على «داعش» التي اكد المسؤولون العسكريون الاميركيون في حينه انها باقية في مقر القيادة الوسطى في تامبا بفلوريدا.
وقال هؤلاء في حين ان القوة المرسلة إلى الكويت مهمتها الرئيسية القيام بعمليات انقاذ طارئة في حال اقتضت الضرورة.
بموازاة ذلك، اعتبر نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد الصباح الذي ترأس وفداً وزارياً عربيا الى بغداد، أمس، ان التحالف الدولي ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) اساسه عربي.
وقال الخالد في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي ابراهيم الجعفري والأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي بعد اجتماعات مع الرئيس العراقي فؤاد معصوم ورئيس الوزراء حيدر العبادي ان قوات التحالف الدولي التي تستهدف «داعش» اساسها عربي، لافتا الى ما يمثله التنظيم من خطر وتهديد للعراق والمنطقة.
وقال الشيخ صباح الخالد ان تنظيم داعش لا يمثل تهديدا للعراق فحسب بل على المنطقة بكاملها «مؤكداً ان زيارة الوفد الوزاري العربي تعتبر بمثابة رسالة دعم وتضامن للعراق في وجه التحديات».
وشدد على ان امن واستقرار العراق ركيزة اساسية لاستقرار المنطقة.
واشار الى أن دعم الحكومة العراقية برئاسة العبادي بدأ منذ مؤتمر جدة الشهر الماضي، وكان دعماً سياسيا من خلال تواجد السفراء العرب ومساعدة العراق في كيفية منع تسلل الجماعات الإرهابية وانطلاقها وتمويلها.
واكد الصباح على ضرورة تقديم المساعدات للنازحين العراقيين وقطع مصادر تمويل الارهابيين ومراقبة الحدود لمنع تسللهم ومواجهة فكرهم المتطرف بمختلف الوسائل.
ورداً على سؤال لصحافية عراقية في شأن ملف التعويضات بين العراق والكويت اجاب الخالد: «شكرا على اهتمامك بالعلاقات الكويتية - العراقية التي انجزت خلال السنتين الماضيتين الكثير من الملفات العالقة واستطعنا التغلب عليها. لكن انا هنا ارتدي قبعة عربية فالكويت تترأس القمة العربية ونحن هنا في وفد عربي لدعم العراق في مواجهة هذه التحديات الخطيرة التي لن تقتصر فقط على العراق ولكن تطولنا جميعا وعلينا كلنا ان نقف متحدين لمواجهتها».
واضاف: «سوف يكون لنا لقاء قبل نهاية هذه السنة اذا كانت ظروف معالي الاخ الدكتور ابراهيم الجعفري تسمح بان تنعقد اللجنة العليا المشتركة في بغداد» لمناقشة القضايا المشتركة بين البلدين.
ورد الجعفري مؤكداً ان «العراق على أتم الاستعداد لتفعيل اللجنة الكويتية - العراقية».
وأكد الجعفري ان العراق لم يطلب من أي دولة عربية أو أجنبية ارسال قوات برية للمشاركة في الحرب على «داعش».
أما العربي فأكد أن «مواجهة المسلحين يجب ان تكون شاملة فكرية واقتصادية واجتماعية»، موضحا: «موقفنا واضح هو استقرار الدول العربية وان المواجهة مع المسلحين ستأخذ وقتا لأنها تعمل على الاخلال بالأمن وعلينا الوقوف بوجه هذه الأخطار».
وقال إن «الجامعة العربية بدأت اجراءات لمواجهة داعش من خلال تفسير الحالة الغريبة لهذا التنظيم».
ميدانياً، استمرت المعارك في مدينة كوباني الكردية السورية على الحدود بين «داعش» ومسلحي القوى الكردية مدعومة بقصف جوي من طائرات الولايات المتحدة والتحالف الذي تقوده في الحرب على «داعش» دون ان تستطيع دحره القوى المهاجمة، رغم تنفيذ اكثر من 125 غارة ضد الإمداد الآتي من الرقة وكذلك ضدّ مبان داخل المدينة نفسها.
وقال مصدر كردي مسؤول داخل كوباني لـ «الراي» ان «القوى المهاجمة وصلت إلى المركز الثقافي جنوب غرب كوباني حيث تدور المعارك منذ ايام وكذلك داخل المدينة الصناعية شمال شرق المدينة وعلى تلة مشتى نور جنوب شرق كوباني، كما يدفع (داعش) قواته من الجنوب حيث تصل الإمدادات من الرقة باتجاه المدينة، وقد تم وقف تقدم المهاجمين من خلال التنسيق بين القوى الكردية على الأرض وقيادة القوات الأميركية لاعطاء إحداثيات عن تواجد القوى الكردية على الأرض وضرب المهاجمين المتطرفين حتى على جبهات القتال المتقاربة داخل أحياء المدينة المحاصَرة».
وشرح المصدر ان «قوات من الجيش السوري الحر المعارض للنظام السوري تقاتل مع القوى الكردية داخل كوباني لأن العدو مشترك وقد استطعنا توحيد القوى، إلا أن المدينة تعاني نقصاً حاداً في الدواء والسلاح والذخيرة، والأخبار الآتية من الولايات المتحدة ان المدينة معرضة للسقوط رغم الدعم الجوي. والقتال من قبل محاربينا قد شدّ العزم لكل مقاتل ومقاتلة للموت دفاعاً عن أرضنا وأرواحنا لأن مصيرنا اذا وقع أحدنا في يد المهاجمين فسيكون أبشع من الموت السريع».
وقد أرغمت كوباني قوات التحالف على تعديل خطط الضربات الجوية لما أصبحت ترمز له المدينة من خصوصية، فـ «داعش» يصرّ على اقتحام واحتلال المدينة بغض النظر عن الثمن لأن انتصاره سيُعدّ انتصاراً ليس على الكرد وحسب بل أيضاً على طائرات التحالف، وسيستثمره ليقول لمناصريه انه يستطيع إحراز انتصارات وتقدُّم رغم الطائرات ورغم الدعم الجوي.
ومن هنا فإن كوباني تكاد ان تتحول إلى ما يشبه «اسطورة» الصراع الدائر مما دفع بالتحالف لزيادة الغارات في الساعات الاخيرة، دون ان يمنع هذا القصف الجوي من تقدم قوات «داعش» المصرة على ضم المدينة إلى الخط الذي يبدأ من جرابلس غرب كوباني وحتى مدينة الرقة.