وزير الدفاع إلى طهران «لاستطلاع» الهبة للجيش
لبنان: «طبخة» التمديد للبرلمان تفتح «الشهية» على تحريك الملف الرئاسي
| بيروت – "الراي" |
1 يناير 1970
09:16 م
تتهيّأ بيروت لأسبوع سياسي مزدحم بالاتصالات على خط إخراج مسألة التمديد لمجلس النواب الذي تنتهي ولايته في 20 نوفمبر المقبل والتي باتت محسومة بانتظار التوافق على مدة هذا التمديد وإمكان ربْط انتهاء مفاعيله بانتخاب رئيس جديد للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة تتولى الدعوة لانتخابات نيابية مبكّرة.
ومن المتوقّع ان تطلق التسوية في شأن التمديد الثاني على التوالي للبرلمان دينامية متجددة في ملف الانتخابات الرئاسية رغم الانطباع السائد بأن هذا العنوان "رهن بمسار خارجي معقّد" أكثر من ارتباطه بالوقائع الداخلية التي أثبتت عجْزها عن فكّ الارتباط بين الاستحقاق الرئاسي والاشتباك الاقليمي.
وغداة اللقاء الذي جمع بين رئيس "الحزب التقدمي الاشتراكي" النائب وليد جنبلاط ورئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع، بدا واضحاً ان الملفّ الرئاسي "يراوح مكانه" رغم تفاهم الجانبين على ضرورة لملمة الوضع الداخلي في ظل المخاطر المحدقة بلبنان والتقائهما عند انه "لو كان في الامكان انتخاب رئيس جمهورية توافقي لشكل مدخلاً كبيراً للاطمئنان على الوضع اللبناني"، وهو ما يحول دونه تمسُك فريق" 8 آذار" بالوقوف وراء العماد ميشال عون الذي لم يبدِ اي استعداد للتراجع عن ترشيحه، الامر الذي يمنع التوافق على رئيس تسوية.
وكان لافتاً اعلان جعجع بعد لقاء جنبلاط ان "مبادرة( 14 مارس) الرئاسية التي طرحتُها بنفسي ما زالت قائمة ولكن للأسف لا تجاوب من الفريق الآخر حتى الآن"، في اشارة الى تعليق ترشيحه إفساحاً في المجال امام التفاهم على مرشح توافقي.
وجاء هذا الموقف وسط تقارير تحدثت عن اتجاه قوى" 14 آذار" الى تطوير مبادرتها باتجاه اعلان دعمها لمرشح توافقي بالاسم بعد التمديد للبرلمان في محاولة لإحراج فريق" 8 آذار"، وذلك في سيناريو مشابه للمبادرة التي أتت بالعماد ميشال سليمان رئيسا للجمهورية في الدوحة عام 2008.
الا ان مصدراً نيابياً بارزاً في" 14 آذار" وصف هذا الكلام بانه "غير دقيق"، معتبراً ان "مبادرة (14 مارس) الاخيرة كفيلة بالوصول الى توافق في حال تجاوب فريق (8 مارس) الذي يستمر في التعطيل ولا يتمتع، حتى هذه اللحظة، باي جهوزية للتفاوض"، مضيفاً ان" (14 مارس) لن تقدّم اي اسم كمحرقة على مذبح (8 مارس)، والكرة الآن في ملعب الفريق الآخر".وفي خلفية هذا الموقف، ان أوان تسمية" 14 آذار" للاسم التوافقي لم يحن بعد، ولا يمكن ان يحصل قبل توافر أرضية داخلية له مع فريق" 8 آذار" او مظلة اقليمية، على غرار ما حصل ابان ترشيح الرئيس سليمان، وإلا تكون" 14 آذار" أحرقت ورقتها للتسوية باكراً وقدّمت نقاطاً مجانية للعماد عون في معركته التي تقوم على اساس "المرشح القوي".وتتوقف اوساط سياسية في بيروت عند المعلومات المتقاطعة عن أدوار خارجية في الملف الرئاسي دخلت على خطها مصر في محاولة لإحداث "اختراق" على هذا الصعيد، في ملاقاة الجهد الذي تقوم به الفاتيكان وفرنسا، مع اعتبار هذه الاوساط ان "الحراك المصري بمعزل عن تفاهم مع ايران والسعودية لا يكفي لإنهاء الفراغ الرئاسي المستمر منذ 5 مايو الماضي".في موازاة ذلك، غادر وزير الدفاع سمير مقبل الى طهران لإجراء محادثات مع المسؤولين الايرانيين، بشأن الوضع الراهن والهبة التي أبدت ايران استعدادها لتقديمها الى الجيش اللبناني، وسط معلومات عن ان "الزيارة استطلاعية ولن يتخللها اي خطوات عملية نتيجة الاعتراضات الداخلية على التزود بأسلحة من ايران في ظل العقوبات الدولية المفروضة عليها"، وهو الموقف الذي تتشارك فيه قوى" 14 آذار" مع النائب وليد جنبلاط.