« الراي» زارتهم في خيمهم وسط بيروت بعد تعليق تصعيدهم

أهالي العسكريين المخطوفين: مهلة 3 أيام للتصعيد

1 يناير 1970 09:16 م
«اليوم الاسود» الذي حذّر منه أهالي العسكريين المخطوفين في بيروت مرّ كأي يوم عادي، لا تصعيد ولا حرق للإطارات ولا قطع للطرق، الأهالي في خيمهم الاحتجاجية وسط بيروت قابعون، والوزراء لأشغالهم متابعون، وكأن الخبر الذي بدأ تحليل تداعياته، امس، لم يكن سوى تهديد آخر من الأهالي، كالوعود التي تطلقها الحكومة... فقاعة في الهواء.

«الراي» قصدت ساحة رياض الصلح، مكان اعتصام أهالي المخطوفين للاطلاع على سبب تأجيل أو وقْف تصعيدهم.

والد المخطوف محمد يوسف الذي جلس أمام إحدى الخيم قال: «نعم كان لدينا نية القيام بخطوة تصعيدية جديدة وذلك بسبب ما كنا نلمسه من تعاط غير جدي من الحكومة بملف ابنائنا، لكن بعد لقاء لجنة اهالي المخطوفين وأنا ضمنهم مع اللواء محمد خير، تم اطلاعنا على الخطوات الايجابية الفعلية، وأهمها وقف الخاطفين للإعدامات وتهديدهم بها منذ فترة».

وعما اذا كانت الحكومة وافقت على المقايضة قال: «اعتقد ان هذا ما سيحصل، فحسب ما فهمناه فان رئيس الحكومة بات مخولاً في هذا الموضوع، وهو يتعاطى معه بشكل جدي وانساني وطبعا من خلال القانون والقضاء، وبالتأكيد الدولة هي التي تحدد طريقة المقايضة».

في الخيمة المقابلة جلس والد ميمون جابر متأملاً خيراً ومتوكلاً على الله ومعتبراً ان التصعيد لن يعيد فلذة كبده رغم أنه غير مقتنع بالوعود التي تقطعها الحكومة للأهالي بين الحين والآخر، تقاطعه زوجة ابنه التي كانت على كرسي قربه وتقول: «بالأمس قال لنا اللواء محمد خير خلال الاجتماع الذي جمع نساء اهالي المخطوفين به، ان المفاوضات على السكة الصحيحة، ونحن نثق بكلامه اذ إن المعوقات التي كانت تنطلق من قلب الحكومة توقفت، فمَن كان رافضاً لفكرة مقايضة الاسلاميين بالعسكريين بات اليوم موافقاً». وتابعت: «سننتظر يومين أو ثلاثة على أبعد تقدير وسنرى إذا كان سيُترجم شيء مما وعدنا به على أرض الواقع».

شقيقة المخطوف بيار جعجع قالت: «وُعدنا باخبار سعيدة تلوح في الافق ونحن نتطلع أن تصل تلك الاخبار في القريب العاجل، ومَن انتظر ثلاثة اشهر ينتظر أسبوعاً اضافياً».

وتقاطعها والدة الأسير جورج خوري قائلة: «يقولون ان المفاوضات تسير على الطريق الصحيح وانهم يعملون ما في وسعهم لاطلاق المخطوفين في اسرع وقت، نأمل ان تكون الدولة قبلت بالمفاوضات، الأيام المقبلة سترينا صحة هذه الوعود».

وعلى درج قبالة السرايا الحكومية جلس شقيق المخطوف حسين عمار، متشائماً من كل ما يدور وقال: «كنا نريد التصعيد وليس قطع الطرق، اللواء خير نادى الأهالي وقام بتهدئتهم بوعود واهية، لا أصدق شيئاً، فلم يتغير الحديث ولا الوعود، وما زالت الامور مكانك راوح».