الخادمة الإثيوبية أخذت دور الـ «سفيرة»
السفير البريطاني في لبنان يؤدي دور عاملة منزلية ... ليوم واحد
|?بيروت – «الراي»?|
1 يناير 1970
06:07 م
ليست المرة الأولى يكون فيها السفير البريطاني في بيروت طوم فليتشر محط الأنظار، هو المعروف بمبادراته الانسانية التي غالباً ما يخلع معها القفازات الديبلوماسية ليلامس قضايا جوهرية ويلقي الضوء عليها.
الا ان مبادرته هذه المرة، بدت وكأنها على طريقة «الفانوس السحري» او «قصص الأحلام» او فيلم vice versa وجاءت من خارج كل التوقعات اذ بلغت حد تبادُل الادوار مع عاملة المنزل الاثيوبية التي أخذ دورها فيما اضطلعت هي بدور سفيرة، وذلك في معرض رغبته في الاضاءة على حقوق العمال والعاملات الأجانب في لبنان.
«حيثيات» هذه المبادرة بدأت قبل اشهر، اذ خلال تناوله الغداء في إحدى الحفلات الرسمية، لاحظ السفير البريطاني أن إدارة الحفل طلبت من العاملات تناول الطعام في مكان منفصل عن مكان جلوس الضيوف.
فترك فليتشر الطاولة التي كان يجلس عليها، وتوجّه الى طاولة العاملات لتناول الطعام معهن، وغادر الحفلة بعدها مباشرة، وهو ما علّق عليه قائلاً «ان كرم وسخاء المجتمع لا يقاس بطريقة معاملته للسفراء، بل بطريقة تصرفه مع الاشخاص الأكثر ضعفاً فيه».وفي اطار احتفال «Blog action day « ( نشاط تقيمه مجموعة من المدونين ومؤسسات المجتمع المدني، والناشطين) الذي اختار موضوع «عدم المساواة» قضية هذه السنة، تعمّد السفير البريطاني إلقاء الضوء على قضية حقوق عاملات الخدمة المنزلية اللواتي يواجهن في لبنان ظروف عمل قاسية وبعضها لا يراعي حقوق الانسان.
وبدأ فليتشر مبادرته بـ «تغريدة» على «تويتر» كتب فيها: «سأستبدل مكاني اليوم مع عاملة المنزل كالكيدن من اثيوبيا، سنحاول من خلال ذلك الاضاءة على حقوق العمال الاجانب في لبنان».وتباعاً راح ينشر صوراً له وهو يضع المئزر حول خصره، واقفاً أمام المغسلة لإزالة الأوساخ عن حلل الطعام، ويساعد في الأعمال المنزلية الاخرى ويصنع «الفتوش» و»التبولة»، وفي احدى الصور ظهر مع كالكيدان يغسل وعاءً نحاسيّاً، وكتب معلقاً: «طلبت منّي كالكيدان غسل هذا الوعاء جيداً».
وقبل هذه المهمات «المنزلية» التي ساهم فيها فليتشر بعد الظهر، كانت كالكيدان شاركته في مهامه داخل السفارة قبل الظهر.
حتى ان السفير البريطاني اصطحب العاملة الاثيوبية إلى وزارة الداخلية اللبنانية، وكان في استقبالهما وزير الداخلية نهاد المشنوق، الّذي استعرض مع فليتشر الأوضاع العامة في البلاد في ضوء التطورات.
وقال فليتشر عن تجربته مع كالكيدان: «أخشى أنها لم تعتقد أن الفتوش الذي حضرتُه، كان جيداً ، فقد وضعت فيه بعض القرفة عن طريق الخطأ، وبالتالي لم يرق لها الطبخ»، مضيفاً: «أعتقد أن التبولة التي حضرتها لا بأس بها».وأوضح السفير البريطاني: «أنا كنت معجبا جداً بكالكيدان، فهي أتت إلى السفارة وكانت متحدثة ممتازة باسم بلادها»، مضيفاً: «آمل عندما ينظر الناس إليها، بأن يجدوا فيها إنسانا يتمتع بصفات مميزة وكرامة عالية».وتابع: «آمل أن يشجع ذلك العاملات الأجنبيات في لبنان على المطالبة بحقوقهن، وأن يشجع مستخدميهن على تفهم أوضاعهن وحقوقهن ومعاملتهن باحترام أكبر».