«رستم غزالي هدد بكسر يده إن لم يمدد للحود»

شاهد سري لمحكمة لاهاي: «أبو طارق» حذّر الحريري من «حزب الله»

1 يناير 1970 06:07 م
تتواصل في لايتشندام (احدى ضواحي لاهاي) المحاكمات الغيابية في جريمة اغتيال الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري امام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي وُجه الاتهام فيها لخمسة من «حزب الله» هم سليم جميل عياش، ,مصطفى امين بدر الدين، ,حسين حسن عنيسي، ,اسد حسن صبرا وحسن حبيب مرعي.

وفي الجلسة التي عقدتها غرفة الدرجة الاولى في المحكمة الدولية برئاسة القاضي ديفيد راي، كانت بارزة الإفادة التي أدلى بها احد مرافقي الرئيس الحريري بصفته «شاهداً سرياً» ظهر مموّه الهوية والوجه، والتي ظهّرت بوضوح «المناخ السياسي» الذي سبق جريمة 14 فبراير 2005 وواكبها.

واذ لفت الشاهد الى ان سيارة الحريري «كانت مصفحة ضد التفجيرات واطلاق النار، فيما سيارات الموكب الأخرى عادية، ولكن مجهزة بأجهزة التشويش»، اشار الى ان «أرقام لوحات سيارات الموكب كان يتولاها يحيى العرب (قضى في انفجار 14 فبراير)، وخضعت للتمويه. وكذلك كانت تنطلق مواكب وهمية».

وردا على سؤال ممثل الادعاء الكسندر ميلن «هل سحبوا الحراس الامنيين من العمل مع الحريري في فبراير 2005؟» قال الشاهد: «لا اذكر. كل ما اعرفه انه كان ثمة اربعة مرافقين، ولا اتذكر اذا تم سحبهم كليا او جزئيا. يوم الحادث رافقته في الموكب المتوجه الى البرلمان بأمر من طلال ناصر الذي يعطي الاوامر الخاصة في اي سيارة من سيارات الموكب سأكون. أما تعليمات الموكب فكانت تأتي بعد أن يتبلغ الحريري مواعيده من المولجين بروتوكول المنزل». واضاف: «في 14 فبراير كانت تلك الاجهزة تعمل. والموكب كان يسير بسرعة 70 كيلومتراً عندما اقتربنا من فندق سان جورج، لأن الحريري كان على عجلة لارتباطه بموعد غداء في قريطم. وكل ما اذكره انه قبل نحو 50 مترا من موقع الانفجار أشرت قرب نفق فينيسيا الى سيارة ودراجة بالتوقف. ثم شعرت بأن أحدا ينتشلني الى المستشفى».

وتابع الشاهد: «عام 2004 عبرتُ الحدود اللبنانية في زيارات عدة الى سورية حيث كانت لقاءات للرئيس الحريري مع الرئيس بشار الاسد ونائبه عبد الحليم خدام لمناقشة الوضع الرئاسي».

وسأل المستشار في الغرفة القاضي نيكولا لاتييري «ما اذا قال لك احد الاشخاص بعد هذا الاجتماع انه كان سيئا للغاية. فمن هو هذا الشخص؟ وما الذي قاله تحديدا؟»، فأجاب: «في رحلة الشام لاحظنا ان وجه الرئيس الحريري احمر، وكان متضايقاً. وطلال ناصر كان هذا الشخص الذي اضاف: «الله يستر البلد». ولا اتذكر زيارة اخرى بعد ذلك الاجتماع. وكان ابو طارق (يحيي العرب) يحذرنا كثيرا من حزب الله».

وعندما سأل ميلن الشاهد «هل تعرض ابو طارق لحادث سير؟»، أجاب الشاهد الذي سمع كلمة حادث فحسب: «قبل اشهر من الانفجار كان الحريري كلف يحيى العرب الذهاب الى البقاع للقاء رستم غزالي الذي كان ينسق بين الحريري والأسد. ولم أقل ما سأقوله الا للمحكمة لأنني هُددت بالقتل باتصال على جهازي الخليوي. ذكر ابو طارق حينذاك ان غزالي قال له «روح قللو للتختخ اذا مش ح يمدد (للرئيس اميل لحود) ح اكسر ايدو. وكان يقصد الحريري».

وتابع الشاهد: «كان ابو طارق منزعجاً كثيرا من هذا الحديث. وفي طريق عودته تعرض لحادث سير عند طلعة الصياد، واصيبت يده وغاب عن العمل يومين»، مشيرا الى ان «الحريري كان ينتقل بسيارته فحسب من منزله من ابو رمانة للقاء الاسد وحيداً. وكان يرافقه في السيارة اللواءالشهيد وسام الحسن او ابو طارق احياناً».