تحذيرات من سوء الاستغلال رغم نجاح الـ «سوشيال ميديا» في «جمع راسين بالحلال»

«تويتر» و«إنستغرام» مقصد الباحثين عن... «شريك»

1 يناير 1970 05:14 م
خطابة:

• أكثر الكويتيين المتقدمين لطلب الزواج أصحاب مناصب ومكانة عالية

• صاحب منصب راقٍ جداً طلب أن أزوّجه طفلة لا يزيد عمرها على 11 سنة

• أتلقى طلبات كثيرة من الكويت وقطر للزواج من سعوديات ... والعكس صحيح

• وجود أعداد كبيرة من الخطابات أصبح يثير الريبة لاسيما مع طلب «عربون» أو «صور»

• الرجال في الغالب لا يفضلون الزواج من فتيات يعرضن طلب الزواج عبر «تويتر»

• الخطبة في وسائل التواصل غير آمنة وأحذر الفتيات من الثقة التامة بأي خطابة ... حتى أنا

خطاب:

• أتعامل مع جميع الطبقات والأعراق والأجناس وأراعي ذوي الاحتياجات

• زوّجت شاباً يبلغ 18 سنة كما نجحت في تزويج رجل عمره 79 عاماً

• غالبية المتزوجين يرغبون دائماً في التعدد... والنساء الأكثر جدية ومشاركة

• أغرب طلب زواج وصلني من فتاة يتيمة تبحث عن عريس ملياردير أو أمير

• الخطبة عن طريق وسائل التواصل طيبة ومقبولة بشكل عام

• إذا كانت الخطابة ذات دين فمن المؤكد انتشار هذه الظاهرة وإفادة المجتمع
تفرض وسائل التواصل الاجتماعي أهميتها اليوم في حياة الجميع، ليبلغ أثرها وبشكل جليّ على تكوين العلاقات بين بني البشر، وبمختلف أنواعها، فليست مسألة العلاقات في هذه الوسائل متوقفة فقط على الصداقة أو المصلحة، بل ربما تكون مثل هذه الوسائل سبباً في رباط مقدس مع شريك الحياة الذي طال البحث عنه.

فمن خلال كلمات معدودات تصف فيها نفسك في تغريدة واحدة في فضاء تويتر أو إنستغرام، تنقلها إلى حساب إحدى الخطابات أو الخطابين (من خلال اتفاق مسبق على مبلغ نقدي معين وأحياناً بالمجان)، قد تكون هي الحل لدخولك القفص الذهبي من أوسع أبوابه، وتحظى بشريك حياتك الذي تريد، فقد بدا من اللافت أخيراً تزايد وجود مثل هذه الظاهرة عبر فضاء «السوشيال ميديا» من خلال حسابات متخصصة في الخطبة تتخذ شعار «جمع راسين في الحلال» لتستقبل طلبات الزواج من الكويت وأحياناً ربطها ببلدان أخرى لاسيما السعودية وقطر واليمن.

وبين تلك السطور التي تتناقلها حسابات الخطابات والخطابين، يجد المطلع تنافساً واضحاً بين الراغبين في الزواج من الرجال والنساء في تسويق الذات، ومحاولة جذب شريك الحياة بطرح مواصفات تركز على العمر والطول والوزن والجمال وأحياناً القدرة على طبخ «المجابيس» بالنسبة للمرأة، وأخرى تركز على الحالة الاجتماعية والوظيفية بالنسبة للرجل، وبين هذه السطور قد يلفت النظر طلبات تبحث عن أي فرصة للزواج حتى وان كان زواجاً تعددياً، فلا تمانع بعض الطلبات من النساء من أن تكون زوجة ثانية أو ثالثة هرباً من كابوس العنوسة، ومن اللافت أيضاً تركيز أغلب الطلبات على أهمية أن يمتلك شريك الحياة شيئاً من التدين والارتباط الدائم بالمسجد، وارتداء اللباس المحتشم، وتأتي مثل هذه الطلبات عادة ممن كانت لهن تجربة مع الطلاق أو تلك التي أمضت ما يكفي من فترة العنوسة فلم تجد بُداً من أن تطرق أبواب التواصل الاجتماعي لتعتمد على نفسها في الحصول على شريك حياتها.

خطبة لقبائل وعوائل معينة!

ويتميز «سوق الخطبة الإلكتروني» بوجود بعض الحسابات المخصصة للخطبة لطبقات مجتمعية معينة كرجال الأعمال أو أبناء قبائل معينة أو حتى طوائف ومذاهب إسلامية محددة، في المقابل توجد حسابات أخرى ترفض استقبال طلبات الزواج من اتجاهات فكرية معينة وأيضاً ما يسمى بالمتحررين، ومثل هذه الحسابات لا تحظى بمتابعة كبيرة كالتي تحظى بها حسابات الخطبة المفتوحة للجميع والتي تستقبل طلبات الزواج من مختلف المشارب والبلدان.

تبادل منفعة

«موجود... خل تتواصل معي واتس أب»... بمثل هذه الكلمات يتم التفاهم والتواصل بين الخطابات والزبائن في فضاء التواصل الاجتماعي في حال الوصول إلى المواصفات المطلوبة للراغبين في الزواج، فالتواصل وتبادل «الرتويتات» أيضاً بين الخطابات أنفسهن والزبائن أمر ضروري لتسهيل عملية الوصول إلى المواصفات المطلوبة، وحتى يتاح للجميع القدرة على رؤية خيارات متعدده ليتمكنوا من اختيار ما يناسبهم، لكن ما يعيب العملية كما جاء على لسان العديد من الخطابات هو عدم جدية الكثير من المتقدمين بطلبات الزواج ومحاولتهم السخرية والمزاح من عمل الخطابات أو التحايل عليهن.

ومن المؤسف أن هذه الأعداد الكبيرة لمثل هذه الحسابات قد أوجدت فوضى وشيئاً من الخوف والارتياب لدى الناس في حقيقة من يديرها، فليست كل الحسابات آمنة ويمكن الاطمئنان لها، حيث شهدت الآونة الأخيرة العديد من حوادث النصب والإحتيال والتي احتال فيها رجال ونساء على زبائنهم من الفتيات، ومساومتهن وابتزازهن بمبالغ طائلة من المال مقابل عدم نشر صورهن وفضحهن أمام الملأ بعد أن تم منحهم الثقة على أسرارهم ومنحهم معلومات شخصية.

خطابة لجميع الطبقات

تقول إحدى الخطابات صاحبة حساب «وسيطة لجميع الطبقات» في حديثها مع «الراي»: أنا خطابة أعمل من خلال (تويتر) بسبب طبيعة المجتمع المنغلق في بلدي، والذي لا يسمح بالاختلاط بالمجتمع الخارجي والتعارف لكلا الطرفين من شباب وبنات لذا أتواجد هنا في تويتر كي أكون صله خير بزواج شرعي معلن، وأنا فقط أكتفي بالتواصل والتوفيق بين «الرأسين بالحلال»، والأهم بالنسبة لدي هي المصداقية والتي للأسف نفتقدها بشكل كبير من قبل الطلبات التي أتلقاها.

وبينت أن الخطابة لا تملك مصباحاً سحرياً للزواج فهي ليس بيدها شيء، فمن يملك أمر كل شيء هو الله عز اسمه، فنعم الطلب عندما يتوجه إليه فهو الرزاق الكريم.

وتابعت: أتلقى طلبات كثيرة من الكويت وقطر للزواج من سعوديات والعكس صحيح، إذ إنني أتلقى طلبات من قبل «البنات الكويتيات» اللاتي يرغبن بالزواج من الرجل السعودي ويرفضن الكويتي، مبينة أن أكثر الكويتيين المتقدمين بطلب الزواج من خلال حسابها لهم مناصب ومكانة في البلاد «ليست للإعلان!».

وتبين أن سبب كثرة «العوانس» في مجتمعنا الخليجي ناتج عن كثرة الشروط التي تفترضها الفتيات على من يتقدم لهن، مشيرة إلى أن ازدياد الشروط عائق للشباب الذين عادة ما يهتمون بالجمال الخارجي ويغضون الطرف عن جمال الأخلاق!.

وتحذر في الوقت ذاته من وجود أعداد كبيرة من الخطابات في تويتر واللاتي أصبح وجودهن يثير الريبة والشبهة لاسيما مع ما يفرضنه على الطرف الآخر من ضرورة دفع عربون وإرسال الصور بالنسبة للفتيات، «لدي زميلات خارج تويتر، لكن أخاف أن أتعامل معهن خصوصاً وأنهن يطلبن العربون قبل البدء بالبحث، أما أنا فإني أتسلم حقي فقط بعد عقد القران».

وحول المشاكل والصعوبات التي تواجهها في عملها تقول: أعاني من مشكلة عدم مصداقية بعض الرجال والتلاعب بمشاعر البنت حتى يتوصل لرقم ولي أمر الفتاة وينتهي به أنها غير مناسبة بعد معرفته المطلقة لمواصفاتها بدقة، وهذا يؤثر على الفتاة ويعكس انطباعاً سلبياً قد يجعلها تنفر من فكرة الزواج.

وتؤكد في الوقت نفسه أن الرجال في الغالب لا يفضلون الزواج من الفتيات اللاتي يعرضن طلب الزواج من خلال تويتر، نظراً لتشككهم بأخلاق من تفعل ذلك في فضاء «السوشيال ميديا» فالرجال في الغالب لا يثقون بهذا الأسلوب من الخطبة.

وحول أغرب طلب زواج تلقته تقول: تقدم صاحب منصب راق جداً طالباً مني أن أبحث له عن زوجة طفلة لايزيد عمرها على 11 عاماً، وقال لي كلما كانت أصغر أعطيك مبلغاً مالياً أكبر، وقد حاول أن يسلمني مبدئياً مبلغ 60 ألف ريال، لكن رفضت ذلك لأن طلبه يعبر عن اختلال في عقله، وقد تبين بعد حين أن تفكيره غير سوي وكان يسعى إلى مآرب غير سوية بدليل الصور التي كان يضعها.

وتشير بقولها: للأسف انتقال الخطبة إلى وسائل التواصل الاجتماعي أمر غير صحي وغير آمن وأحذر الفتيات من الثقة التامة بأي خطابة كانت، حتى أنا، فمن يرغب في الفتاة عليه أن يطرق باب أهلها وله الرؤية الشرعية.

وتزيد قائلة: توجد الآلاف من طلبات زواج المسيار، ولكن البنات والنساء على وعي تام أنه نزوة موقتة وتنتهي وبالتالي يرفضن هذا الزواج وبشدة، وسبب الرفض شيء طبيعي لأن كلا الطرفين غير صادقين فهم يعلمون أن هذا الزواج سينتهي بأي لحظة. مشيرة بقولها: ويبرز أيضاً من خلال الطلبات ما يسمى بزواج «المتحررين والمتحررات»، فدائماً ما تأتي طلبات تبتغي الزواج من متحررين يبحثون عن شريك حياة لا يتقيد بأي قيود كنمط في حياته، بمعنى أن الزوج والزوجة أي: المتحرر والمتحررة، يرتدون ما يشاؤون من رداء، ويفعلون ما يشاؤون خلال وجودهم في الدول الغربية، وأنا شخصياً سألت العديد ممن ينتمون إلى هذه الفئة عن معنى التحرر فقالوا اننا أمام الناس نصلي ومن خلفهم نعيش الحرية المطلقة، مشيرة بقولها: «للأسف هذه الفئة دخيلة على المجتمع».

خطّاب لكلا الجنسية

وفي حسابه «خطاب الكويت» يطرح خطاب كويتي (رفض الإفصاح عن اسمه) خدماته للزبائن من كلا الجنسين حيث يؤكد بقوله: «طبيعة عملنا تتمحور في استقبال المتقدمين للزواج من الجنسين ومن فئات عمرية مختلفة من خلال أخذ البيانات اللازمة منهم ونحاول في الوقت ذاته أن نتحقق منها بقدر المستطاع، بعد ذلك نقوم بعملية بحث على الطلبات التي وصلت إلينا، وإذا وجدنا انها تناسب المواصفات والطلبات نقوم بالتواصل معهم، وأيضاً هناك تواصل بيننا مع الوسطاء والخطابات عن طريق تويتر أو قروبات الواتس أب والانستغرام والكيك، مشيرا ً في الوقت ذاته إلى أنه يتعامل مع جميع الطبقات والأعراق والأجناس «لا أفرق بينهم وأراعي ذوي الاحتياجات الخاصة ومن يتعرضون لظروف خاصة، فعملي تطوع لوجه الله تعالى».

ويستدرك قائلاً: لقد قمت بتزويج شاب يبلغ من العمر 18 عاماً وأيضاً زوجت رجلاً عمره 79 عاماً، رغم أن الفئات العمرية الأكثر طلباً تتراوح ما بين 25 إلى 40 عاماً، حيث ان العزاب هم الأقل تقدماً، بينما نجد أن المتزوجين هم الأكثرية والذين يرغبون دائماً في التعدد، مبيناً أن مستوى الإقبال طيب ولا بأس به، رغم وجود حذر ملحوظ من الرجال والنساء، ونلاحظ دائماً أن النساء أكثر جدية ومشاركة من الرجال الذين دائماً ما نجدهم مترددين ومتخوفين من التجربة. وذكر أن أغرب طلب زواج وصل إليه كان من فتاة يتيمة تبحث عن عريس ملياردير أو أمير.

وعن نسبة نجاح زيجات تويتر وإنستغرام، يقول: لا نعلم حجم النجاح ولا توجد لدينا إحصائيات دقيقة، لكن وبكل صراحة الخطبة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وسيلة طيبة ومقبولة بشكل عام، خصوصاً وأنها تعتبر تنوعاً في أسلوب الخطبة في ظل سهولة التواصل ونقل البيانات والاتصال المباشر بكلا الطرفين»، موضحاً أنه «إذا كانت الخطابة على مستوى من الدين والأخلاق ومتمسكة بأخلاقيات المهنة فمن المؤكد أن انتشار هذه الظاهرة مفيد وفيه مصلحة للمجتمع، لكن العودة إلى الأسلوب التقليدي في السؤال عن الشخص وعن أسرته والتأكد من كل الأمور قبل الإقدام على الزواج يبقى أمراً ضرورياً».