نسمات

لا تكثر من لوم نفسك !

1 يناير 1970 01:32 ص
مرت علي مواقف تبين لي فيها حجم النسيان الذي اعاني منه في امور تافهة ما كان لي ان انساها، فلمت نفسي لوما كبيرا الى درجة الشعور بأنني لم اعد اصلح لشيء وان حياتي هي عبارة عن سلسلة من الفشل المتواصل!!

ثم وقفت وقفة لأدافع عن نفسي ضد ذلك الشعور الرهيب الذي لا فائدة من ورائه إلا بث اليأس في نفسي وتقنيطي من رحمة الله تعالى.

قلت لنفسي:

• ألا تعلم بحجم الاعمال والمهمات التي توكلها لنفسك كل يوم ومدى تشعبها، واستحالة تحقيق كل شيء منها؟

• ألا تدري بأن للعمر أحكامه، وبأن ما كنت تستطيع تحقيقه في مقتبل العمر لا يمكن قياسه مع ما يمكن ان تنجزه في هذا العمر؟!

• ألا تلاحظ حجم التغيرات التي تحدث في حياتنا اليومية على مدى السنوات الأخيرة ومدى تشعب الامور والحاجة لمتابعة التغيرات التي لا بد من متابعتها، فعلى مستوى التكنولوجيا على سبيل المثال: انفتح علينا الباب اليوم حول ضرورة تعلم كيفية عمل اجهزة كثيرة منها الهواتف النقالة التي تحتوي على آلاف التطبيقات وتعلم وسائل الاتصال الاجتماعي من تويتر الى فيسبوك الى واتس اب الى بريد الكتروني الي الانستغرام؟! أتحدى ان يستطيع احد منا قراءة ما تحتويه كتيبات الارشادات لتلك الاجهزة وتلك الوسائل، لأنه سيستغرق عمرنا كله.

• ألا ترى حجم الاتصال بالآخرين الذي اصبحنا نعاني منه، فالكل يخاطبك بالواتس اب، والكل يفتح مجاميع للواتس اب ويدخل اسمك فيها ويطلب منك التفاعل مع المجموعة، عدا المناسبات الاجتماعية التي لا تنتهي!

• اذا كانت هوايتك القراءة، فإنك قد تصاب باليأس من كثرة الكتب والمواضيع التي تصطفى على مكتبتك بانتظار قراءتك لها، وتجد نفسك مضطرا لإهمال الكثير بانتظار الوقت المطلوب.

• ألا ترى حجم التغيرات في العالم من حولنا وازدياد حدة الكوارث والمآسي التي تجتاح العالم، ومطلوب منك ان تفهم شيئا ولو كان بسيطا عن كل شيء. واذا دخلت ديوانية ورأيت الناس يتحدثون عن مواضيع محددة فإنك تشعر بالخجل ان لم يكن لك نصيب من المشاركة في الحوار؟! حتى الجلوس امام التلفاز ومتابعة ما يجري يجعلك تشعر بالتوتر الدائم!

• ألا ترى حجم التوتر اليومي الذي نعانيه ونحن نقطع الطريق بالسيارة لنصل الى مشاويرنا ومدى تأثير ذلك التوتر على نفسياتنا، ناهيك عن اضاعة الوقت الطويل في الطريق؟!

• ألا ترى ما يسببه لنا الانشغال بتجهيز انواع الطعام التي تمتلأ بها موائدنا، وقضاء الوقت الطويل في الأكل ثم الشكوى من الأمراض المزمنة والبحث عن طرق لتخفيف الوزن والرياضة؟!

• اذا، هوّن على نفسك وتعلم طرق التفكير السليم وتنظيم الأوقات، ولا تنشغل بغير المفيد من الأعمال، وقو علاقتك بالله تعالى واسأله ان يمن عليك براحة البال والبصيرة في الامور كلها.

أفضل يوم في العام

في هذه الساعات المباركة من افضل ايام العام يوم عرفة - غدا باذن الله - نسأل الله تعالى ان يمن علينا بالتوبة من جميع ما اقترفناه طوال العام، وان يتمم علينا كل خير في حياتنا، وان يستجيب لجميع دعواتنا، وان يرزقنا الفرج العاجل في حياتنا الشخصية وعلى مستوى الاوطان وعلى مستوى عالمنا الاسلامي، وان يولّي امورنا خيارنا، وان يحقق آمالنا وان يذهب عنا الهموم والاحزان.

ادعوا ربكم بالخير وتيقنوا بأنكم ستجدونه باذن الله.

نلقاكم بعد اجازة العيد بإذن الله.

د. وائل الحساوي

[email protected]