انتقد «حزب الله» وصار الحدَث على مواقع التواصل
زياد الرحباني يقرر«هجرة» لبنان إلى... روسيا
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
05:10 م
أكثر من «قنبلة» فجّرها الفنان زياد الرحباني في إطلالة تلفزيونية حملت أكثر من رسالة عن الـ «بكرا» الذي كان عنواناً لـ «سؤال دائم» تناقله اللبنانيون عن ابن السيدة فيروز من احدى أشهر مسرحياته «بالنسبة لبكرا شو».
اعلان «الهجرة» الى روسيا، انتقاد لـ «حزب الله»، وتأكيد ان مصادر استخبارات الجيش اللبناني والسفارة الروسية أبلغتا إليه أنّ «(حزب الله) هو الجهة الوحيدة القادرة تقنيا وأمنيا على التشويش ومنع مَن صوّر من عرض الحفلة التي أحياها في 23 اغسطس الماضي في بلدة الناقورة الجنوبية».
هذه هي الخلاصات «المتفجرة» من المقابلة التي أجراها تلفزيون «الجديد» مع زياد الرحباني ضمن تقرير، وتمّ تسجيلها على هامش الحفلات الثلاث التي أحياها في «المركز الثقافي الروسي» في بيروت الأسبوع الماضي، بعنوان «59 بزيادة».
ومع بلوغه عامه الـ 59، سئل الرحباني في التقرير: «لماذا( 59 بزيادة)؟ هل هي رسالة للجو العام الذي بدأت تشعر بالقرف منه؟»، فأجاب: «أنا فالل من البلد.. فالل بآخر الشهر.. كنتْ بتمنى فِل أروق، بس عرفت فجأة إنو أفضل فِل أو أنه من الأفضل أن يبقى معي مرافقين طوال الوقت، وهذا ما لم أفعله خلال الحرب».
ويشير التقرير الى ان زياد كان يتحدث هنا عن ليلة 23 اغسطس الماضي عندما أقام حفلاً موسيقياً في بلدة الناقورة الحدودية، وطلب من الحاضرين تصويرها ونقلها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، غير أنه يؤكد أن «من بين 100 شخص صوّروا الحفل، لم تظهر في اليوم التالي صورة واحدة على الإنترنت، وكأن هناك من شوَّش على الحفل عن قصد».
هي حادثة غير يتيمة بحسب الرحباني، وهذا ما أكد له شعوره بأنه مُراقَب أمنياً، وتابع: «هناك خلاف وقع بيني وبين جريدة (الأخبار)، قرأته بالتفصيل على أحد المواقع الإلكترونية، رغم أن المخابرة حدثت بيني وبين رئيس التحرير. كتبوا أنني على خلاف مادي مع الجريدة وأنني سأتركها لأعمل مع الروس مباشرة».
ويضيف التقرير: غير أن رواية الحفل لا تنتهي هنا، نصف الخبر الآخر أن زياد وجَّه في الحفل نفسه رسالة نقدية إلى (حزب الله) قائلا: «ما بقى فيكُن تغمضوا عيونكُن عن إنو في غيركن بالجنوب. مش تقولوا الأهالي ساعدوا وكل الجنوب حارب والأهالي وأحبائي... يا أخي في ناس إلُن أسامي فجّروا إذاعة لحد. في وحدة اسمها سُهى بشارة فاتت قوَّصت عَ واحد وبدون ولا إعانات من ولا دولة... كانوا يركبون العبوة شقفة شقفة ويفجّروها، يعني طريقة بدائية جداً».
ويردف التقرير: «قبل التشويش الإسرائيلي، تشويشٌ حدث للرحباني في صور، ولكن المشوِّش هذه المرة ليست إسرائيل. الرئيس (حسين) الحُسيني سمع بعض ما قلته في صور وسهّرني للصبح، إنو هيدا الحل وهيدا اللي لازم ينقال. الجريدة فرَّغت ما قلته خلال الحفل ولم تعطه لأي وسيلة إعلامية».
ثم يُكمل الرحباني على الكاميرا ما كان بدأه في الناقورة: «بتمنى من حزب الله إنو يرد عَ الشي اللي حكينا في، لأنو نحنا متهَمين بحزب الله، والعالم تعيّرني بحزب الله. ما عاد فيك تدافع عن حزب الله متواصل. التحرير شغلة بالحياة، بس في شي إسمو مجتمع بصور. صور مدينة طبيعية عملنا فيها بالـ 2009 حفل Beach Party برمضان عَ الإفطار كانت الناس عم تشرب عَ البحر والصبح رحنا أكلنا فول حتى مرق الطبَّال. شو بتشكي صور كنموذج للجنوب مثلاً؟! كيف بدنا نعمل مع الحلفاء إذا حزب الله حليفنا مثلاً؟ الشيعة اللي بالجنوب المعارضين للحزب، بس يعرفوا إني مسيحي ومع حزب الله، بصيروا يضحكوا عليي إنو طلاع شوف شو في بالجنوب».
وأضاف: «ما في تواصل مع السيد (حسن نصر الله)، بس في قصص بوصّلي ياها بطريقته، وأنا بقدّرها كتير لأنّه بتابع كلّ كلمة بتنكتب».
وعن تحالف «الحزب الشيوعي» مع «حزب الله» قال: «وجّهنا كلمة إنه كيف فينا نصدّق إننا حلفاء مع حزب الله؟ عاملين حالنا حلفاء الحزب، بس هوي ولا مرة عم يقول مزبوط إنته حلفاء. في إخفاء».
ورفض وصْف انتقاله الى روسيا بـ»الهجرة» موضحاً انه «سيعمل في قناة «روسيا اليوم» و«إذا بصِرلنا نشتغل بتلفزيون متل «روسيا اليوم»، أخت اللي بيقعد تكّة». وقال: «رايح أشتغل خيّي بالموسيقى وفي مكان لا يتضارب مع انتمائي. إنو بدل ما نجيب كل الفرقة من برا لهون لسجّل أغنية، رحت أنا. إنو فيك تجيب 50 واحد لفيروز لأنو المنتج بقلّك هيدي فيروز، بس ما فيك تجيب 50 واحد لواحد متل حكايتي عامل موسيقى. استأجرت بيت في الجوار، وبصير روح وإجي متل كل اللبنانيي. بس الفرق إنو إذا قاعد هون يعني ولن نركع، بعدين مش وحدي فالل. كل العالم رح تفل. بس إجت بشكل مستعجل لأنو صار اللي عم يصير. إذا بدنا نضل بالبلد هون، ما منعمل شي. ما في نَوى من بلد بتكون قاعد عم تشتغل شغلة، بتنقطع الكهربا هيك وهيك وبروحوا المكنات وبيحترقوا وما حدا بيعرف يعمل صيانة. نحنا عايشين بالبرّية هون، بشكل إنسان بدائي بس لابس آخر موضة وعندو أجْدد آيفون وما بيعرف يستعمل ربعه. سورية هيّي وبالثورة، سابقتنا 100 سنة، شعب معلّم ويحترم الآخر ويعمل. نحنا شعب لا بيحترم بعضو ولا بيشتغل. من وين هالأطباع هيدي جايي؟ يقولون إن الفرنساوية مورتينها هالعنفوان. خرا عَ هالجمهورية».
وبعد عرض «الجديد» لتقريرها، انهمكت مواقع التواصل بالتعليق على ما قاله الرحباني. وفيما انتقد بعض المغرّدين ما ورد في كلامه من مواقف سياسيّة، تمنّى آخرون له التوفيق في روسيا، معتبرين أنّ خياره بالرحيل صائب، خصوصاً أنّ لبنان لا يحترم فنانيه ومبدعيه. وانتشر وسم «من أقوال زياد الرحباني» على «تويتر» حيث قام عدد كبير من المغرّدين باستعادة جمل من مسرحيّاته، معربين عن أسفهم للحزن الذي بدا واضحاً عليه في المقابلة وسائلين «بالنسبة لبكرا شو، بلا زياد الرحباني».
يُذكر ان قرار الرحباني بمغادرة لبنان جاء بعد عام نشط فيه على أكثر من جبهة، إذ عاد لكتابة المقالات في صحيفة «الأخبار» بعد انقطاع، كما أجرى مقابلات عدّة أثارت جدلاً خصوصاً بعد إعلانه عن موقف والدته السيدة فيروز من «حزب الله» وانها تحب السيد نصر الله، إلى جانب إحيائه مجموعة كبيرة من الحفلات لم تمرّ كلّها بسلام، واعتذاره عن تقديم بعضها بسبب ظرف صحي على علاقة بيده كما كان أوضح في بيان.