المشهد الأول:
كل شيء في البلاد مؤجل إلى أجل غير مسمى:
• موعد بدء المدارس غير معروف، ومن يحجز للسفر عليه أن يحجز خمسة حجوزات متوقعة للعودة.
• مشاريع كبرى مؤجلة مثل مدينتي الحرير وعريفجان وطريق الصبية الى حين اعادة طرح المناقصات والبحث عن مستحقين ترضى عنهم الحكومة الموقرة.
• المشاريع النفطية مؤجلة ومنها حقول نفط الشمال، أما المصفاة الرابعة فقد تم تقطيع قوائمها بعدما اكتشفوا شبهات تنفيع لشركات في عقودها (كلام قديم فلماذا لم توقف العقود سابقاً؟).
• أما مشاريع الكهرباء والماء فقد تحولت إلى حبر على ورق، والأمل في طوارئ 2009 بعدما فشلت طوارئ 2007 و2008. أما انقطاع الكهرباء اليومي خلال الصيف فمشكلته كما قالوا ليست من الكهرباء ويمكن من الصحة!!
• وقف غلاء الأسعار مؤجل حتى يستولي التجار على الخمسين ديناراً زيادة الراتب، بعدها ياويل اللي يزيد على الفقراء المساكين.
• تعيين وكيل للتربية ومدير للهيئة العامة للبيئة وعمداء جدد في جامعة الكويت ونواب مدير في التطبيقي وتجديد للعمداء الحاليين، كله مؤجل حتى ينقشع الغبار وتنخفض درجات الحرارة.
• تحديد تنقلات الديبلوماسيين الكويتيين في شتى بلدان العالم مؤجل الى حين نفاد صبرهم وذلك ليعلموا بأنها ديبلوماسية وليست لعب عيال!!
• وزارات لا يوجد بها موظفون، والمعاملات مؤجلة والمسؤولون الكبار مسافرون في مهمات رسمية لا تأتي الا في الصيف، ونواب مجلس أمة يتنزهون على حساب المجلس.
• وآخرها بورصة منهارة وخسائر متوالية لصغار المستثمرين ومطالبات باسقاط القروض لتعويض تلك الخسائر.
المشهد الثاني:
• إعلانات يومية عن رحلات سياحية إلى شتى بلدان العالم بأقساط ميسرة.
• صور لبلدان تجمع ما بين الجو البارد والمناظر الخلابة من انهار وأشجار وحدائق غناء وطيور وهدوء.
• لن تفتح عينيك صباحاً على أخبار المجلس والحكومة ولا على دعوات العرس التي لا تنقطع أو واجبات العزاء.
• لن تفكر في كيفية استغلال ذلك الوقت الطويل لا سيما بعد صلاة العصر أو التفكير مع أم العيال في أين ستذهبون هذا المساء وسط حمام السونا المتنقل.
• ستحس بطعم الكويت بعد الرجوع إليها مشتاقاً.
أخي القارى... لك الخيار بين هذين المشهدين، فإذا اخترت المشهد الثاني فاغمض عينيك عن الخسائر التي ستقدمها من أجل نزهة جميلة قد يكون تسديد فواتيرها مؤجلاً مثل كل شيء في البلد!!
د. وائل الحساوي
[email protected]