بحث مع الأسد ضربات التحالف على «داعش»
شمخاني يكشف عن «هبة» للجيش اللبناني
| بيروت – « الراي» |
1 يناير 1970
05:54 م
اتخذت الزيارة التي قام بها الأمين العام لمجلس الأمن القومي الايراني علي شمخاني لبيروت أبعاداً ذات اهمية في توقيتها على وقع تداعيات الحملة الدولية على «داعش» كما لجهة مضمونها وتحديداً كشفه ان طهران قررت تقديم هبة من التجهيزات العسكرية للجيش اللبناني على قاعدة ان «لا خطوط حمر في التعاون بين لبنان وإيران».
وبدا واضحا من الانطباعات الاولية لهذه الخطوة ان ايران دخلت على خط تسليح الجيش اللبناني في ظل اللقاء الذي عقده رئيس الوزراء اللبناني تمام سلام مع الرئيس الايراني حسن روحاني في نيويورك الاسبوع الماضي وهي خطوة ينتظر ان تثير جدلاً داخلياً، علماً انه سيتعين على مجلس الوزراء ان يتخذ الموقف المناسب من قبول الهبة او رفضها ولا سيما انها تأتي في غمرة استعداد لبنان للاستفادة من هبة الثلاثة مليارات دولار لتسليح جيشه من فرنسا التي قدمتها له السعودية في ديسمبر الماضي والتي باتت قاب قوسين من ان تتُرجم بعد إنجاز باريس والرياض المطلوب على هذا الصعيد، اضافة الى استمرار وصول المساعدات العسكرية الاميركية وإكمال بيروت اتصالاتها لتسييل هبة المليار دولار السعودية التي أعلنت عنها المملكة بعد اندلاع أحداث عرسال بين الجيش وتنظيميْ «داعش» و«النصرة» في 2 اغسطس الماضي.
وكان شمخاني اعلن بعد زيارته سلام انه «نظراً للمواجهة التي يخوضها لبنان في بعض مناطقه الحدودية ضد الإرهاب التكفيري المتطرف فان ايران قررت ان تقدم هبة عربون محبة وتقدير للبنان ولجيشه الباسل وهي عبارة عن بعض التجهيزات التي تساعد هذا الجيش في المواجهات البطولية التي يخوضها ضد الإرهاب الآثم»، وقال: «طبعا هذا الوعد ليس طويل الأجل وإنما ستقدم هذه الهبة بشكل عملي خلال زيارة رسمية يقوم بها وزير الدفاع سمير مقبل لإيران لتسلمها بشكل رسمي».
وردا على سؤال، قال شمخاني: «ليس هناك اي خط احمر يحول دون ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، وما يهمنا بشكل أساسي هو تثبيت وترسيخ الأمن والاستقرار في ربوع لبنان».
وحين سئل: هل قبلت الدولة اللبنانية هذه الهبة؟ أجاب: «الدولة اللبنانية رحبت بهذه الهبة».
كما التقى الأمين العام لمجلس الأمن القومي الايراني في بيروت رئيس مجلس النواب نبيه بري فيما اشارت تقارير الى انه اجتمع ايضاً بالامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله.
وبعد لقاء بري، اعلن شمخاني: «اننا تحدثنا بشكل اساسي عن الاوضاع والتطورات والمستجدات على الساحة الاقليمية خصوصاً التأثيرات السلبية لهذا الموضوع على شعوب ودول هذه المنطقة بالشكل الذي يصب في نهاية المطاف في الاتجاه الذي يخدم اهداف الكيان الصهيوني».
وقال: «كما تحدثنا حول آخر مستجدات الساحة العراقية، وتطرقنا الى هذا الائتلاف الدولي المزعوم والمضحك الذي يتبنّى ظاهرياً مكافحة الارهاب دون الاستناد الى مسوّغ اخلاقي او حقوقي او شرعي، وهو لا يمكن ان يخدم توجهات ومصالح الشعب العراقي والدولة العراقية. وهذا الائتلاف كالمثل العربي القائل حاميها حراميها». وردا على سؤال حول اسباب السماح للائتلاف الدولي ان يضرب ضربته في المنطقة، قال: «هناك تخطيط اكبر من داعش. من هو داعش ومن اسسّه؟ ومن شكّل عناصر داعش وموّلها وجهّزها، ومن هيأ الساحة لنموها في سورية؟ من فعل ذلك هم الغرب واصدقاؤه في المنطقة. هناك علاقة وثيقة بين المستبدين الذين يساندهم الغرب وبين داعش، وان تمويل داعش يبدأ من اصدقاء وحلفاء الغرب في المنطقة. هذا الائتلاف موبوء وليس له قيمة في محاربة الارهاب وستثبت الايام المقبلة ذلك».
ومساء، وصل شمخاني الى دمشق في زيارة قصيرة استمرت ساعات، اجرى خلالها لقاء مع الرئيس السوري بشار الأسد ورئيس مجلس الوزراء السوري وائل الحلقي، وتركزت المحادثات على مكافحة الارهاب وضربات التحالف الدولي في سوريا على (داعش) حسب ما افادت مصادر ايرانية.