وسط تراجع حظوظ الوساطة القطرية

أهالي العسكريين اللبنانيين الأسرى يقطعون الطرق الدولية لفتح طريق... المقايضة

1 يناير 1970 05:55 م
لم تعد قضية الجنود اللبنانيين الاسرى لدى «النصرة» و«داعش»، تتحمل اكثر من عودة شريان التفاوض والمقايضة، بعد جملة من الاحداث والمستجدات الاقليمية والدولية.

جميع المعطيات تشير الى ان قنوات التدخل الاقليمي والدولي في هذه القضية قريبة من الانسداد أكثر منها الى الانفراج، بعد ضربات التحالف لتنظيم «الدولة الاسلامية»، ومشاركة قطر واتجاه تركيا للانخراط في هذه الضربات ضد معاقل «داعش». ومع هذه المعطيات كانت بدأت منذ نحو اسبوع تحركات تصعيدية من اهالي الجنود الاسرى، بناء على طلب ابنائهم المخطوفين للضغط على الحكومة اللبنانية للتفاوض والمقايضة بناء لشروط الخاطفين.

وتبعاً لذلك، ما زالت منطقة البقاع منفصلة في شكل شبه كامل عن بقية المناطق اللبنانية جراء قطع طريق ضهر البيدر الدولية (طريق بيروت - دمشق)، عند مفرق فالوغا، بالاتجاهين لليوم السابع على التوالي، عدا عن اقفال متقطع لطريق القلمون الذي يربط الشمال بالبقاع الشمالي، بالاتجاهين ولطريق ترشيش ضهور الشوير الذي يربط زحلة ببكفيا، وهو ما خلف واقعاً اجتماعياً واقتصادياً سيئاً لدى البقاعيين خصوصاً واللبنانيين عموما، بعد تأثر حركة الترانزيت والنقل الخارجي بشكل مباشر.

فلا برودة الطقس ولا المبعوث الوحيد للحكومة اللبنانية للقاء الاهالي في مركز اعتصامهم في ضهر البيدر الوزير وائل ابو فاعور، استطاعا ان ينتزعا خوف اهالي العسكريين المخطوفين على ابنائهم. وحتى المطر لم يثنهم عن تحركهم، لحض الحكومة اللبنانية على انقاذ فلذات أكبادهم من مصير القتل، ولا سيما بعدما أعلنت «جبهة النصرة» الخاطفة انها البستهم لباس الموت، لتستعر نار دواليب ذويهم وسط الطرق مع رفع السواتر الترابية، بدءاً من طريق ضهر البيدر الذي عكس استمرار قطعه فشل التفاوض مع الاهالي لفتحه قبل اتخاذ قرار حكومي جامع بالتفاوض وبدء التسريع بالمحاكمات للاسلاميين.

لم يلمس الاهالي من ابو فاعور في رسالة رئيس الحكومة تمام سلام التي ابلغهم اياها اول من امس، اي بصيص امل سوى الاهتمام بالقضية، لاعتبارهم ان حل القضية ليس عند القطري ولا عند التركي، بعد الموقف الذي اتخذته الدولتان بتأييدهما لضربات التحالف ضد «داعش».

وبحسب مصادر مطلعة فان قناتي التركي والقطري اللتين كلفتا من سلام لم تعودا كافيتين بعد موافقتهما ومشاركة احداهما في الضربات ضد «داعش»، وهذا ما سبب تراجع الوسيط القطري عن تدخله في هذه القضية.

واشارت المصادر الى انه لم يعد امام الحكومة اللبنانية الا عودة قناة هيئة العلماء المسلمين، الى عملية التفاوض وابداء حسن نية منها تجاه الخاطفين وإثبات أن الملف يأخذ حيزا واهتماماً لديها عبر بدء وتسريع المحاكمات، ما يقلل من خسائر الحكومة تجاه هيبتها كدولة.

هذه المعطيات يعرفها الاهالي جملة وتفصيلاً، ويعرفون ان تحركهم هو مطلب الخاطفين. وهذا ما أكده لـ «الراي» عضو لجنة اهالي العسكريين الاسرى حسين يوسف اذ قال: «تحركنا هو للضغط على الحكومة للاسراع بعملية التفاوض وانقاذ ابنائنا من القتل، لسنا هواة قطع طرق، ولن نترك الشارع ما دام ابناؤنا مخطوفين».

وما زاد هاجس الخوف عند الاهالي القابعين في خيم نصبوها وسط الطريق الدولية، سماعهم ان النظام السوري يشن غارات على مواقع المسلحين في جرود عرسال، مع ما يعنيه ذلك من خطر على حياة ابنائهم بحسب هيفا زوجة ميمون جابر، التي تقيم في خيمة في ضهر البيدر لليوم السابع: «اذا زوجي ورفقاتوا قُتلوا، فالدولة هي السبب، ما بنحمّل مسؤولية غير للدولة اللي عم بتماطل بالتفاوض، يعطوهن اللي بدن اياه ويطلعوا الشباب». هذه العبارات المملوءة بالحزن والغضب تدل على ان التحرك مستمر، الى ان يرى المعتصمون املاً بجدية وصدقية التفاوض الذي يعيد أبناءهم الى احضانهم.

واعرب آخرون عن خشيتهم من موقف «حزب الله» تجاه هذه القضية وتحديداً لجهة رفضه المقايضة «بحجة كسر هيبة الدولة»، على حد تعبير والد احد العسكريين: «حزب الله بدو ولادنا يكونوا كبش محرقة لمواقفو السياسية، بيحكي بهيبة الدولة، وين هيبة الدولة لما فاوض الاسرائيلي، وين هيبة الدولة السورية لما فاوضت وبعدا بتفاوض مع المجموعات ذاتها».

ومن جهة أخرى، اعتبرت جهات رسمية ان قطع طريق ضهر البيدر ليس مطلبا للضغط من اجل التفاوض، انما يهدف لكبح تحرك وحدات الجيش وامداده، كون طريق ضهر البيدر رئيسية لعبور الامدادات العسكرية، الا ان هذه الوجهة سقطت لأن المعتصمين ابدوا منذ اول يوم قطعوا فيه الطريق استعدادهم للسماح للآليات العسكرية وسيارات الاسعاف والحالات الانسانية بالعبور.

وكان نائب رئيس حزب القوات اللبنانية النائب جورج عدوان زار امس مركز الاعتصام في ضهر البيدر، واعلن عن تضامنه مع الاهالي، وابلغهم تضامن رئيس حزب القوات سمير جعجع الكلي مع الاهالي.

نصائح من نصرالله للقادة الدروز وجنبلاط يسعى لتحييد طائفته

«داعش» و«النصرة» يستعدان لمعارك في كفرشوبا وشبعا وحاصبيا



| خاص - «الراي» |

قالت مصادر قيادية معنية بالمواجهة المباشرة ضد «الدولة الإسلامية» و«جبهة النصرة» في لبنان لـ «الراي» ان «منطقة شبعا وحاصبيا وكفرشوبا أًصبحت من المناطق التي تُعتبر ساخنة جداً، والتي يمكن الا تكون في منأى عن المعارك المقبلة لداعش وجبهة النصرة ضدّ المناطق اللبنانية في إطار إصرارهما على مد دولة الخلافة الى لبنان، وهو ما سيكون على حساب جميع طوائفه من دون استثناء».

وشرحت المصادر «ان جبهة النصرة موجودة في مسرح بيت جنّ على الحدود اللبنانية - السورية وحتى منطقة الجولان المحتل والقنيطرة، وكلها مناطق سمحت اسرائيل للقاعدة في بلاد الشام بالتواجد فيها، بينما طائرات التحالف الغربي - العربي تضرب جبهة النصرة والدولة الإسلامية وسائر الفصائل في المناطق الأخرى في سورية والعراق».

وتحدّثت هذه المصادر عن ان «تجمّع مخيمات اللاجئين السوريين في تلك المناطق ليس بريئاً، وعوائل المسلّحين موجودة على مقربة منهم في المخيمات»، مشيرة الى ان «الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله نصح القادة الدروز بالتنبّه الى خطر القاعدة الموجودة في القرى والبلدات الدرزية، لأن هؤلاء يتحضّرون لعمل ما يشمل مناطق كفرشوبا وراشيا الفخار وشبعا وحاصبيا وكوكبا ومرجعيون»، لافتة الى ان «هذا ما يتوعّد به قياديو جبهة النصرة منذ ايام من دون ان تلتفت الدولة اللبنانية الى تلك الأخطار».

ولاحظت المصادر نفسها ان «الزعيم الدرزي وليد جنبلاط يتمتع كالعادة بمنظومة الأواكس، إذ طلب من الموحّدين الدروز العودة الى الفرائض الخمس للصلاة وفتْح المساجد كي لا يُعتبروا كفاراً من القادة الجدد في المنطقة اذا قُدّر لهم ان يحكموا، اي اهل النصرة وجبهتها والدولة الإسلامية ومناصريها»، مشيرة الى ان «من الممكن ان يكون سكان هذه المناطق (الدرزية) قرروا التعايش مع الإمارة الجديدة في المنطقة، وتالياً فمن الضروري بالنسبة اليهم ان يكون للموحدين الدروز موقع حيادي، او الا يكونوا على الأٌقل ضحية مقتضيات توسُّع الدولة الإسلامية الجديدة في المنطقة».

وأكدت المصادر القيادية لـ «الراي» ان «حزب الله لن يسلح احداً في المنطقة، والأخبار التي تناقلتها وسائل الاعلام غير دقيقة لأن الوضع الحالي او المستجدّ يقع على عاتق الدولة اللبنانية، وخصوصاً ان أركانها يعلمون ان الجماعة الإسلامية الموجودة في شبعا ليست بعيدة عن توجهات جبهة النصرة وأفكارها، وهذا ما ينطبق على داعي الإسلام الشهال».