الفاكهة طعام أهل الجنة... وغذاء وشفاء أهل الأرض

1 يناير 1970 06:49 ص
| بقلم د. أحمد سامح |

أخبرنا العلي القدير في كتابه العزيز أن المتقين لهم عند ربهم جنات النعيم جزاء بما كانوا يعملون في الدنيا من أعمال صالحة يبتغون بها وجه الله.

وقد وصف الله سبحانه وتعالى حال المتقين في الجنة وخلودهم فيها وما أعده سبحانه وتعالى لهم من نعيم مقيم لا يزول.

ومن ضمن ما ذكره رب العزة والجلال لأهل الجنة من طعام الفواكه فقد تكررت في آيات عدة في سور القرآن الكريم فقد جاء في قوله تعالى: «ان أصحاب الجنة في شغل فاكهون هم وأزواجهم في ظلال على الأرائك متكئون لهم فيها فاكهة ولهم ما يدعون سلام قولاً من رب رحيم» (يسن: 55-58).

وجاء في قوله تعالى: «إلا عباد الله المخلصين أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مكرمون في جنات النعيم» (الصافات: 40-43).

وقال الله سبحانه وتعالى «هذا ذكر وان للمتقين لحسن مآب، جنات عدن مفتحة لهم الأبواب متكئين فيها يدعون فيها بفاكهة كثيرة وشراب» (ص: 49-50).

وغيرها من الآيات الكريمة سنوردها في هذه الدراسة والتي أثبت الطب الحديث أن الفاكهة منجم المعادن وكنز الفيتامينات ومستودع الألياف.

وأغنى مصادر مضادات الأكســـدة التي تكافح الشوارد الحرة الشريرة التي تسبب الأمراض لانها تضعف جهاز المناعة ولانها تســـبب تصـــلب جـــدران الشـــرايين وتتـــلف الحـــمض النـــووي «ONA» فتســـبب الأورام والــــسرطانات والـــشيخوخة.

ولقد اتفق أيضا الطب الحديث بأبحاثه ودراساته على أهمية الفاكهة كغذاء ودواء لكثير من الأمراض لما تحـــتويه من فـــيتامـــينات ومعـــادن وأملاح حـــيويـــة وسوائل وطـــاقة وبـــأنهـــا مضـــادة للتـــسمم والأكسدة وتساعد على النمو السريع وتحفظ صحة الفم والأسنان ولكن بشرط عدم الافراط في تناولها وكل فاكهة تنفرد بأهـــمية غـــذائية ودوائية خاصة بها.




ولقد وصف المولى عز وجل حال الأبرار المتقين بأنهم أهل الجنة وأصحابها ومشغولون في يوم الجزاء بما أعده الله سبحانه وتعالى لهم من نعم عظيمة ونعيم مقيم لا زوال له لا يذكرون إلا حالهم الذي هم فيه مقيمون. من ظلال وارفة لا شمس فيها ولا زمهرير وطعامهم الفاكهة الكثيرة المتنوعة التي لا تحصى ولا تعد إضافة إلى ما تشتهيه أنفسهم من كل الخيرات التي يريدونها وقبل أن ينطقوا بأفواههم تكون أمام أعينهم جزاء لهم بما عملوا في دنياهم.


طعام أهل الجنة

وقال عز وجل: «وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون» (الزخرف: 72-73).

ويقول الله جل وعلا: «ان المتقين في مقام أمين في جنات وعيون يلبسون من سندس واستبرق متقابلين كذلك وزوجناهم بحور عين يدعون فيها بكل فاكهة آمنين» (الدخان: 51-55).

وقال الحق سبحانه وتعالى: «والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بايمان الحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء كل امرئ بما كسب رهين وأمددناهم بفاكهة ولحم طير مما يشتهون» (الطور: 21-22).

وفي سورة الرحمن تكرر ذاكر الفاكهة في الجنة الآية 52 فقال تعالى: «فيها من كل فاكهة زوجان» وقال عز وجل في الآية 68: «فيهما فاكهة ونخل ورمان».


غذاء وشفاء أهل الأرض

وفي سورة الواقعة ذكر الله سبحانه وتعالى: «يطوف عليهم ولدان مخلدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يصدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتهون».

وجاء في الذكر الحكيم: «فاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة».

ويقول الله عز وجل: «إن المتقين في ظلال وعيون وفواكه مما يشتهون» (المرسلات: 41-42).

وستشمل هذه الدراسة الفاكهة التي ذكرت في القرآن الكريم وكذلك الأطعمة الأخرى التي جاء ذكرها في التنزيل.

وتبحث هذه الدراسات فوائد الفاكهة التي هي طعام أهل الجنة وهي كثيرة وستتناول الدراسة النصائح الطبية المتعلقة عند تناولها مثل أن تكون طازجة وعدم الاسراف في الأكل أو شرب عصير الفواكه والاعتدال مطلوب، وكما قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا انه لا يحب المسرفين»، وكذلك لا تستخدم الفاكهة كعصير بديلاً للماء وانه من يشكو من آلام في المعدة «حرقة» يجب عليه الابتعاد عن الفواكه الحمضية.


قيمة الفاكهة الغذائية

تعتبر الفواكه غذاءً مثالياً للإنسان فهي سريعة الهضم وهاضمة وقابلة للتمثيل الغذائي ومنعشة ومضادة للأكسدة ومضادة للتسمم وهيأها الله لينعم بها الإنسان فهي من الطيبات التي أوجدها الله سبحانه وتعالى وحث على أكلها.

فهي تمد الجسم بالطاقة والسعرات الحرارية حسب حاجة الإنسان فمنها الغني بالسعرات الحرارية ومنها القليل المحتوي على السعرات الحرارية في مدى يتسع للحالة الصحية لأي إنسان فنسبة سكر العنب وسكر الفواكه يتراوح في مدى واسع بين (1 في المئة إلى 25 في المئة).

وتمد الفاكهة الجسم بفيتامين «ب المركب» وفيتامين «ج» والفواكه ذوات النوى تحوي كثيرا من الأملاح المعدنية كالكالسيوم والفسفور والحديد وغيرها.

والماء- الاحيائي- الموجود في الفواكه يمد الجسم بالسوائل والفيتامينات والأملاح الحيوية.

وللفواكه مزايا عديدة وتنفرد كل فاكهة بمزايا غذائية خاصة بها وفائدة طبية مهمة لها يطول شرحها وسنذكر كل فاكهة وفوائدها الغذائية والصحية في الأعداد المقبلة.


الفاكهة غذاء ودواء

اتفق الطب الحديث من خلال الأبحاث والدراسات على ما جاء في القرآن الكريم لأهمية التنعم بالفاكهة لما لها من فوائد غذائية وطبية وعلاجية.

فقالت دائرة المعارف الفرنسية ان جميع الفواكه تصنع منها أغذية غاية في اللذة يحسن بكل إنسان أن يتناولها ولكن لا يجوز الافراط فيها.

وقال البروفيسور «بلز» في كتابه «الطب الطبيعي» ان الفواكه من أصح الأغذية لانها تطهر الدم ولها خواص جليلة أخرى والأصح أن تؤكل نية.

وقال إن الفواكه تطفئ العطش وتبرد الدم المتهيج وتهدئ انفعالات الأعصاب وتنشط حركة الأعضاء المتكاسلة.

وهي مغذية للأطفال وتساعد على النمو السريع وهي تذيب المواد المرضية في الجسم.

وقرر معهد التغذية في روسيا ان أفضل معدل لما يجب أن يتناوله الفرد في العام من الفاكهة هو مئة كيلوغرام.

وقال الدكتور «تيوزر هاهن» ان الفاكهة تطرد الأمراض وتنشط وظائف الجسم الطبيعية.

وقال العالم الأميركي «بارانديل» ان الفواكه غذاء مثالي لسرعة هضمها وانعاشها ومضاداتها للتسمم وهي غذاء ودواء لكثير من العلل وتحفظ الجسم من أمراض كثيرة وتفيد الجسم مباشرة دون الحاجة إلى تحول إلى مواد أخرى قابلة للهضم.

وقال ان الفواكه تحفظ ليونة الشرايين وتحميها من التصلب وخصوصا كبار السن وتحمي من احتقانات الكبد والتهاب الكلى وحصوات الصفراء وتقوي جهاز المناعة لانها غنية بمضادات الأكسدة التي تحمي غشاء الخلية وتمنع دخول السموم داخلها وتحمي النواة التي بها الكرموسومات والجينات والحمض النووي «ONA» فتقوي المناعة لمقاومة الأمراض والسرطانات وتؤخر مظاهر الشيخوخة وتحمي من تصلب الشرايين والتهاب المفاصل.

وقال انه أعاد لشخص عليل قوته بوساطة مزيج من سكر التين ومسحوق اللوز.

وروى ان المرضى الميؤوس منهم يعالجون في مصحين مشهورين في المانيا ببعض الأغذية الطبيعية كالفواكه والخضراوات والخبز الكامل والقمح غير المقشور والجوز واللوز والتفاح والعنب وغيرها.

وقد وجدوا فائدة واضحة وتحسنا ملموسا لدى هؤلاء المرضى.

وتؤكد دائرة المعارف البريطانية ان الفاكهة تلعب دورا مهما في صحة الإنسان حيث ان الفاكهة ذات القشرة كالتفاح والكمثرى والبرقوق والخوخ والمشمش تساعد في تنظيف الأسنان من الأوساخ العالقة فيها وتقويها.


الفاكهة وفوائد الفيتامينات وأهمية المعادن

الفيتامينات لا تحتوي على طاقة وبالتالي لا تمد الجسم بأي سعرات حرارية ولكنها لازمة للتفاعلات الحيوية بالجسم ونقص الفيتامينات يؤدي إلى الاصابة بأمراض عدة ويؤثر في جميع أنسجة الجسم ويمكن الحصول عليها من تناول الفاكهة مع وجبة الغذاء اليومي.

ويحتوي جسم الإنسان على نحو عشرين عنصرا معدنيا وهي أساسية لبناء الجسم والمحافظة على سلامته.

وأي نقص في نسبة الفيتامينات الطبيعية الموجودة بها في الجسم يؤدي إلى الاصابة بالأمراض التي تؤثر على الأعصاب والعضلات والعظام والغدد الصماء (التي تفرز الهرمونات) والجلد والبشرة والشعر.

وهذه الأملاح المعدنية متوافرة في الفاكهة الطازجة وأيضاً المجففة.


الفاكهة وفوائد الألياف النباتية الصحية

تعتبر الفواكه الطازجة والمجففة من أهم مصادر الألياف النباتية ويقصد بها أجزاء الفاكهة المأكولة المقاومة للتأثر بالهضم لانزيمات المعدة والأمعاء الدقيقة والتي تهضم أو يتحلل معظمها بواسطة بكتيريا القولون في الأمعاء الغليظة وفوائد الألياف النباتية الصحية الموجودة بوفرة في الفاكهة هي:

• تزيد الألياف في حجم الوجبة الغذائية دون أن يصحب ذلك زيادة في مستواها الكافي فهي بذلك تكافح الامساك وزيادة الوزن وتساعد القولون المضطرب على استعادة وظائفه الطبيعية.

• زيادة نسبة الألياف في وجبات المصابين بسكري البالغين «النوع الثاني» يؤدي إلى تحسين الحالة الصحية لمرضى السكري وتفيد مرض ارتفاع الدهنيات الثلاثية.

• تخفض الألياف النباتية مستوى الكوليسترول الضار الذي يكون سببا في تصلب جدران الشرايين والاصابة بالجلطات وتزيد من مستوى الكوليسترول المفيد الذي يقدم الحماية من جلطات القلب والشرايين.

• تحمي الألياف النباتية من اصابة البنكرياس بالاجهاد لانها تنظم امتصاص السكريات البسيطة في القناة الهضمية على صورة جرعات صغيرة بتواتر بطيئ متباعد فلا يرتفع مستوى جلوكوز الدم بقدر يحفز البنكرياس على افراز كميات كبيرة من هرمون الأنسولين ويؤدي وتواتر تلك العمليات إلى اصابة البنكرياس بالاجهاد وقصور نشاطه الوظيفي وهو أحد أنواع مرض السكري.

• تقلل الألياف النباتية من خطورة الاصابة بسرطان القولون خلال مقدرتها على زيادة حجم الكتلة الخروجية وبالتالي تخفيف تركيز المركبات المحثة للنشاط السرطاني الموجودة في مكونات الخروج وتعمل الألياف النباتية على تقصير زمن بقاء الغذاء وفضلاته في الأمعاء ما يمنع تدهور وتحلل أملاح الصفراء إلى مركبات ذات نشاط سرطاني.

• تقول الدراسات الحديثة ان الفراولة والعنب الأحمر تحتويان على حمض معين يعتقد أنه يقاوم الاصابة بالسرطان عن طريق منع افراز الانزيم الذي تستخدمه الخلايا السرطانية في النمو. وتوجد فاكهة تعمل على تخفيض ضغط الدم المرتفع وأخرى تخفض الكوليسترول وحمض اليوريك سنتناولها فيما بعد بالتفصيل.


 


العلاج بفاكهة الشتاء والصيف


الفاكهة غذاء وشفاء، قال الله تعالى: «وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون فأنشأنا لكم به جنات من نخيل وأعناب لكم فيها فواكه كثيرة ومنها تأكلون». والفاكهة ورد ذكرها في القرآن الكريم أربع عشرة مرة ومن نعم الله سبحانه وتعالى على الإنسان أن حباه بتلك الفواكه ليأكل منها وينتفع بفوائدها الطبية.

ومما يدل على أهمية الفواكه في حياة الإنسان قول الله تعالى: «وأمددناهم بفاكهة ولحم مما يشتهون» ولعل في تقديمها على اللحوم ما يدل على أهميتها عن اللحوم وفائدتها إذا أكلت قبل الأطعمة الأخرى وخصوصا قبل اللحوم حيث تعمل على تنبيه المعدة والأمعاء فتجعلهما قادرتين على الهضم والامتصاص.

• التمر: يمد الجسم بالطاقة ويحتوي على البروستاجلندين الذي ينظم الطلق عند السيدات الحوامل استعداداً للولادة ويعمل على تخفيف آلام الطلق ويهدئ الأعصاب - وبه ألياف تنشط حركة الأمعاء وتحمي من السرطان وغني بالبوتاسيوم الذي يخفض ضغط الدم ويمنح الجلد والبشرة والشعر النعومة ويقوي النظر ومنشط جنسي ومقو للخصوبة عند الرجال.

• الرمان: يحوي الفيتامينات ومواد سكرية ومضادات الأكسدة القوية والحديد.

• العنب: مقو عام ومغذي ويخفض ضغط الدم المرتفع ويجلب النوم لاحتوائه على الميلاتونين خصوصا الأحمر والذي يحتوي ايضا على مضادات الأكسدة القوية والفيتامينات وينشط الأمعاء وغني بالطاقة.

• المشمش: يوصف للأشخاص الذين يبذلون جهدا ذهنيا كبيرا لوجود الفسفور والماغنسيوم ويقوي النظر ويزيد المناعة ويساعد على تصنيع كرات الدم الحمراء.

• التين: مقو وغني بالألياف النباتية والفيتامينات خصوصا «A-C» الضروريان لمقاومة الجسم للأمراض ويكافح الإمساك.

• الجوافة: تحتوي فيتامين «C-A» والأملاح المعدنية وزيوت عطرية وهي مقوية للجسم ومنشطة للمناعة وتقوي الأسنان والعظام وتقي من نزلات البرد.

• المانجو: تحتوي المواد السكرية والفيتامينات والأملاح المعدنية والألياف وتقوي البصر وتقي من مرض الاسقربوط ومرض البري بري.

• التفاح: يحوي الفيتامينات «C-B-A» ومواد سكرية وبروتينية وأليافا وبكتين وأحماضا عضوية وأملاحا معدنية «كالسيوم- بوتاسيوم وصوديوم وتخفيض الكوليسترول وينشط الدورة الدموية ويحسن الهضم».

• الموز: يعالج القرح الهضمية والتهابات الأمعاء ويخفض ضغط الدم المرتفع ومحسن أمراض القلب والأنيميا.

• الفراولة: تستخدم في حالات فقر الدم وتدر البول وتنشط المعدة والأمعاء وتخفض نسبة حمض البوليك في الدم عند مرضى النقرس.

• البرتقال: غني بفيتامين «C» وفيتامين «B» ومضادات الأكسدة فيحمي من نزلات البرد ويقوي جهاز المناعة ويؤخر مظاهر الشيخوخة ويحمي البشرة والجلد ويقوي العظام والأسنان واللثة ويعمل على تقوية جدار الشعيرات الدموية ويخفض الضغط المرتفع ومنشط للدورة الدموية ومهضم وفاتح للشهية.

• الشمام: ينشط الأمعاء ومهدئ للأعصاب ويقوي البصر والدم وغني بفيتامينات C-G-A ويبرد الجسم في حر الصيف.

• البطيخ: يطفئ العطش وملين ومهضم ومقو للدم وينقيه ويدر البول وعلاج لأمراض الكلى والنقرس ويكافح سرطان البروستاتا.

• الخوخ: يحوي الفيتامينات والمعادن والألياف فيحمي من الامساك ويعمل على تقوية البشرة والجلد وغني بمضادات الأكسدة فيحمي من تصلب الشرايين والشيخوخة المبكرة ويخفف من ارتفاع حمض البوليك في الدم.

• الأناناس: يقوي المناعة وينشط الكبد ويفتت الحصى ويعمل على نمو العظام وسهل الهضم ويقي من نزلات البرد ويفيد في علاج تصلب الشرايين ومرض النقرس ويخفض الكوليسترول المرتفع.