من الآخر
قطع الرؤوس في الإسلام
| ناصر بدر العيدان |
1 يناير 1970
02:07 م
بحثت عن قصة حديث النبي صلى الله عليه وسلّم (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)، تلك القصة التي حكت كيف قطع الصحابة رضوان الله عليهم رأس الشاعر القرشي أبا عزة. كان النبي صلى الله عليه وسلم قد عفا عنه في بدر مشترطاً ألا يعود ويقاتل المسلمين، ولكنه عاد في غزوة أحد ونكث عهده، وأسره المسلمون، فأمر النبي بقطع رأسه، ومن هذه القصة انطلق هذا المثل أو الحديث الشريف. والتاريخ الاسلامي مليء باستخدام هذه الطريقة في الاعدام أو التصفية، فعند الأمويين أكثر منها الحجاج، وعند العباسيين بالغ فيها عبدالله حفيد الصحابي عبدالله بن العباس رضي الله عنه، وغيرهما الكثير، وأغلب هذه الحوادث المتأخرة كانت جبروتاً وطغياناً.
وفي زمننا هذا، أعادت «داعش» لنا هذه الطريقة في التصفية، بأسلوب وحشي وجبان وخادع، فعناصر «داعش» لا تملك دولة حتى تملك محاكم تحكم بقطع الرؤوس، بل هي لا تعدم الاسرى فحسب، بل تعدم الابرياء ممن تخطفهم من ارض المعركة او من غيرها، وهذا لا يبرره اي منطق ديني كان او عُرف. يجمع فقهاء الاسلام على ان تنفيذ عقوبة الاعدام تكون باختيار اسهل وأسرع الطرق في القتل، ولم يشترط الاسلام ان يكون الاعدام بالسيف او بقطع الرأس. والاسلام دين رحمة لأنه بحث عن اسهل الطرق، ودين عدالة لأنه جعل القتل بتهمة ثابتة وشهود، لكن من تعدمهم «داعش» ما تهمتهم؟ وهم ابرياء يُخطفون من بيوتهم مسلمون كانوا او كفاراً.
قطع الرؤوس رسالة سيئة وثقافة مدمرة، وليس له أي مرجعية إسلامية تسنده، وكل من لا يعرف الإسلام، عرفه الآن من رؤوس «داعش». وبما أن هناك دعوة طيبة للدين، «داعش» تقوم بتنفير الناس من الاسلام. أكبر خطيئة يُفتن بها بعض المسلمين هي «احتكار الحق» وتبرير كل منكر في طريق تحقيق الاهداف (الاسلامية). نشاهد هذا الفكر عند بعض الجماعات في مختلف الميادين الاسلامية، إلا أن «داعش» تمثل الصورة الأعنف والأوحش من هذا الفكر، فكر احتكار الحق وأن الغاية تبرر الوسيلة.
Nasser.com.kw