رأي قلمي

«نبي» تنمية..!

1 يناير 1970 01:49 ص
مازلنا وسنظل نكتب ونتحدث عن التنمية ولن نيأس من روح الله، هناك أنماط عدة للتنمية الاقتصاديون وأهل الاختصاص يعرفونها جيداً، «أهل مكة أدرى بشعابها»، ولكن باعتقادي الكويت تحتاج لنمط التنمية المستدامة التي تقوم على تحسين الاقتصاد في إطار تحقيق المزيد من العدالة الاجتماعية ودعم الأنظمة البيئية المختلفة.

من هنا يتضح لنا أن التنمية تقوم على ثلاثة عُمُد هي ازدهار الاقتصاد، والارتقاء بالمجتمع والحياة العامة من خلال الاهتمام بالتنمية البشرية، ثم الحفاظ على البيئة والعمل على جعلها قادرة على الاستمرار في العطاء مدة طويلة. باختصار التنمية مفتاح لتقدم إنساني شامل، ولا يمكن معالجة مشكلات البطالة والسكن والصحة والتعليم إلا بتنمية شاملة متكاملة.

السؤال الذي يفرض نفسه على كل فرد من أفراد المجتمع؟ ما الذي يعوق التنمية في بلد مثل الكويت؟! والإجابة التي يدركها ويعرفها حتى الطفل الرضيع والشيخ المسن الكبير، الفساد وما أدراك ما الفساد؟! كل المجتمعات تطمح وتعمل من أجل مشاريع نهضوية تنموية، ما عدا في بلدي، يسعون لمشاريع انتكاسية تدهورية انحطاطية، وذلك بالإساءة في استعمال السلطة أو الوظيفة العامة، مشاريع توظيف غير الأكفاء بسبب الرشوة أو القرابة أو تبادل المنافع، مشاريع دفع الرشوة والعمولة للموظفين أيا كان منصبه لتسهيل عقد الصفقات وتسهيل الإجراءات لرجال الأعمال والشركات غير الكويتية، مشاريع وضع اليد على المال العام وتحويله إلى ملكية خاصة، كل هذه المشاريع الفاسدة تتم في ظل غياب أو غيبوبة دولة المؤسسات وعدم توزيع السلطات بشكل مناسب، ونقص الشفافية وصعوبة الحصول على المعلومات وغموض النظم.

إن لم نستطع القضاء على الفساد وقلعه من جذوره، أظن أن لدينا القدرة والكفاءة على تحجيم الفساد والحد من انتشاره، مكافحة الفساد لتحجيمه تحتاج وقبل كل شيء إلى إرادة سياسية تكون قادرة على تشريع نظم فعالة لمكافحته، وإرادة ضبط إداري يتميز بالصرامة والمهنية لمحاربة الفساد، إنشاء هيئة مستقلة تمام الاستقلال لمكافحة الفساد وتحجيمه، تفعيل قانون الذمة المالية على الوزراء وكبار الموظفين عند التعيين، ومن ثم مراقبتهم، تفعيل الحكومة الالكترونية للتقليل من حالات إيصال المال إلى أيدي الموظفين، وتبسيط الإجراءات الإدارية، والحد من الاحتكاك بالموظفين غير السويين.

لدى الكويت اليوم تراكم جيد من الخبرة في مجال محاكمة الفساد، ولكن! ستظل الاستفادة مرهونة بالنوايا الحسنة والإرادة السياسية الصلبة. نختم بكلمات بدأنا بها لن نيأس من روح الله وسنرى الكويت بلدا تنمويا نهضويا عاجلا أم آجلا. يعني الزبدة «نبي» تنمية مهما كان حجم الفساد مصرين على تنمية كويتية مستديمة.

twitter: @mona_alwohaib

[email protected]