خواطر صعلوك

احترس… نحن نرجع للوراء!

1 يناير 1970 11:35 م
هناك من يقول ان «الأخوان رايت» هما مخترعا الطائرة، ولكن هناك آخرين يؤكدون أن «سانتوس دومونت» هو من أخترع الآله الأولى الجديرة بهذا الشرف، وعلى العموم إذا كان تخصص الأخوان رايت تطيير الطائرات فتخصص الإخوان المسلمين تطيير الأنظمة. ولكن القائمة المستقلة طيرتهم من كلية التربية كما طيرهم المناضل بو سند ورفاقه في كلية الهندسة! وأعدى أعداء الإخوان المسلمين هم السلفية الجامية والذين رفعوا شعار «ابحث مع الشرطة» فهم متطوعون لمحاربة كل معارض أو مخالف. وبمناسبة اليوم الوطني في السعودية والذي كان السلفيون يحرمونه لأن اسمه العيد الوطني فقد قرروا أخيراً أن عيد الميلاد والعيد الوطني إذا أصبحا يوم الميلاد واليوم الوطني فسيصبح الاحتفال بهما حلالا... وهذا حل جميل لليبراليين كي يسموا الشامبانيا شايا بالنعناع ويتسنى لهم شربه!

وهذا لا يختلف عما قامت به وزارة الشؤون من تغيير اسم الخادمة إلى «عاملة منزلية» من دون الاهتمام بحقوقها ما سيجعلها «عاملة مصيبة»! ومشكلة السلفيين والعلمانيين في منظومتهم الثقافية، فالعلماني إذا سمع اسم ليلى يتذكر قصة «ليلى والذئب» الغربية، والسلفي إذا سمع اسم ليلى يتذكر قصة «قيس وليلى» العربية… أما أنا فأتذكر ليلى علوي!

ولا شيء يبقى على حال فاليمن كان يسمى اليمن السعيد أما اليوم فهو اليمن الذي يلطم على وجهه ويشق صدره من «أم العيشة واللي عيشينها» والكويت كانت عروس الخليج ولكنها اليوم أصبحت «مرات أبوه». ونحن في عصر التشليح والتسليح… فالنساء مِشلحات، والرجال في الميلشيات، والإعلام يسيطر عليه المِشلحات، والدول تسيطر عليها الميلشيات، فحزب الله في لبنان وجبهة النصرة في سورية وداعش في العراق والحوثيون في اليمن… و«المجسمين» في الكويت!

ولي صديق ليبرالي رافض لكل شيء في المجتمع عدا الوظيفة والمعاش وبيت الحكومة ومهر الزواج… والغريب أنه يدعو لتبني قيم الغرب وهو يسكن عند أبيه رغم بلوغه مبلغ الشحط، حيث ان الغرب لا يدعون شحوطهم يسكنون معهم في المنزل.

وفي الكويت يومياً تحدث 8 مشاجرات دموية يستخدم فيها الأسلحة البيضاء وعادة ما تبدأ بـ «ليش تخز» وتنتهي بـ «ليش ما تتنازل» عندما يتدخل أحد الوجهاء أو المصلحين السياسيين وبالتالي فلا أحد يسجن أو يعاقب.

وأحترس عزيزي القارئ وأنت تقرأ المقال فنحن نعود للوراء فإذا كان لدى الغرب قنوات cnn وإذاعات bbc فنحن عندنا عصائر kdd وabc.

وأعلم أيها المواطن البار الرحيم أن هناك مجتمعات حريصة على وجود نقابات للمطالبة بالحقوق، ومجتمعات حريصة على وجود منقبات للمطالبة بالمعاش… وقد تتساءل لماذا المنقبات بالذات فأقول لك لأن البطالة مقنعة! ومن فترة أشتكى بنك الدم من قلة المتبرعين، ولو قام بدراسة موضوعية لاكتشف أن المواطن البسيط أصبح من غير دم لأن أصحاب العقارات «مصوه» كله… عن طريق الإيجارات.

ولا أدري متى تحل أزمة السكن فكل شيء في الكويت بطيء عدا الوجبات فإنها سريعة. وأصبح الإقبال على شراء «آي فون سكس» أكثر من الاقبال على صناديق الانتخاب للمجلس. لقد أصبح حالنا كحال سيارات الهاف لوري القديمة والتي كانت عندما ترجع للخلف يصدر منها هذا الصوت «احترس البلاد تعود إلى الخلف».

نكشة:

يقول أبا النيزك غفر الله لأمه وأسكنها فسيح الجنان:

متى سيخرج الوطن من عنق الزجاجة؟

إذا عمل رجيما قاسا من الفساد. والتخلص من دهون المحسوبيات، وإذا زاد من كالسيوم الإنتاج وفيتامين القيم والأخلاق، وإذا قويت سواعد أبنائه من أجل البناء بدلاً من تقوية خواصرهم من أجل الرقص في الأنستغرام.

حكمة:

ما أنبل القلب الحزين الذي لا يمنعه حزنه من أن ينشد أغنية مع القلوب الفرحة.

* كاتب كويتي

Moh1alatwan@