فارق الحياة عن 50 عاماً بعد جراحة قلب مفتوح
رحيل الفنان المصري خالد صالح... «تاجر السعادة»
| القاهرة ـ من إيمان حامد وسالي أشرف |
1 يناير 1970
11:43 م
• امتداد لجيل العمالقة في أداء الأدوار المعقدة مثل زكي رستم ومحمود المليجي
• «تيتو» و«عمارة يعقوبيان» و «سلطان الغرام» من أهم أعماله
غيب الموت صباح أمس الفنان المصري خالد صالح، عن عمر يناهز 50 عاما، خلال إجراء جراحة قلب مفتوح له بمركز مجدي يعقوب في مدينة أسوان، أقصى جنوب مصر، وذلك بعد فترة مرض لم تستمر طويلاً وهو في ذروة نشاطه الفني.
وقالت مصادر طبية إن صالح شعر قبل فترة بوعكة صحية وتحديدا أثناء تصوير مسلسله «حلاوة روح» أثناء شهر رمضان الماضي، وتقرر على اثرها إجراء جراحة قلب مفتوح، ولكنه أجلها حتى أجراها قبل أيام الجراح العالمي دكتور مجدي يعقوب في مركز القلب في أسوان، وتم تغيير صمام القلب بعد أن وجد الطبيب أن الجراحة أصبحت ضرورية.
وقال وكيل نقابة الممثلين المصريين الفنان سامح الصريطي لـ «الراي» إن تشييع الجثمان سيتم اليوم من مسجد عمرو بن العاص في القاهرة، ليوارى الثرى في مقابر عائلته بعد نقله بطائرة من أسوان.
والفنان الراحل من أهم فناني الجيل الحالي، فقد شكل امتدادا لجيل العمالقة الذين برعوا في أداء الأدوار المعقدة، مثل زكي رستم ومحمود المليجي. وتميّز أداؤه بالصدق وعدم الافتعال خاصة عندما يؤدي أدوار الشر بتلقائية واضحة، وليس غريباً أن حظي بلقب «تاجر السعادة» لما قدمه خلال سنوات قليلة.
ولد خالد صالح في القاهرة عام 1964، وبدأ التمثيل من خلال مسرح الجامعة، ومثل في مسارح الهواة مثل مسرح الهناجر في دار الأوبرا المصرية لفترة طويلة، وكان هذا في الوقت الذي كان يمارس فيه أعماله التجارية الخاصة، ولهذا ذاع صيته الفني متأخرا. بعد الشيء، وتفرغ تماما للتمثيل في العام 2000، وهو في سن السادسة والثلاثين، ولمع نجمه سريعا وبرع في أداء أدوار الشر.
ومن بين أهم أعماله السينمائية «تيتو» و«عمارة يعقوبيان»، وأيضا عرض له في رمضان 2007 مسلسل «سلطان الغرام»، وفي رمضان 2008 «بعد الفراق» وفي صيف 2007 فيلم «أحلام حقيقية» وفيلم «هي فوضى» إخراج يوسف شاهين وخالد يوسف، وهو من أكثر الأعمال التي قدمته للناس سينمائيا.
أما آخر أعمال الراحل السينمائية فكان فيلم «الجزيرة 2»، ومن المقرر أن يعرض ضمن موسم عيد الأضحى، وجسد فيه شخصية عضو مقرب من جماعة الإخوان هرب من السجن أثناء ثورة 25 يناير مع «منصور الحفني» الذي جسد دوره أحمد السقا،
وكانت انتشرت في الأيام الأخيرة صورة للفنان خالد صالح وهو في غرفة العناية المركزة وأثارت غضب الكثيرين ولكن الحقيقة أن المقربين من الفنان خالد صالح، قالوا إن الصورة ليست حقيقية وأنها من بين مشاهد مسلسلاته.
وقال الفنان سامح الصريطي، إن النقابة كانت تتابع الفنان خالد صالح، وتتواصل معه باستمرار ولكنها في نفس الوقت كانت تحترم خصوصيته لأنه طالب باحترام خصوصيته.
وبالنسبة للصورة المنتشرة، أكد أن «من المستحيل أن تكون هذه الصورة بعلم الفنان خالد صالح، ويستبعد أن تكون صورة حقيقية بل هي مجرد مشهد في عمل فني له».
وسادت حالة حزن واسعة في الوسط الفني المصري اثر إذاعة خبر وفاة خالد صالح. وبكلمات من الحزن والأسى والصدمة الواضحة ودع عدد من الفنانين المصريين والعرب صديقهم وزميلهم.
المخرج شريف عرفة، والذي عمل معه خلال الشهور الماضية في فيلم «الجزيرة2»، قال إنه لم يتخيل هو وفريق العمل أن فرحتهم بنزول الفيلم والاحتفال بنجاحه، ستصطحبها حالة من الحزن والألم. وقال لـ «الراي» إن صالح كان من الشخصيات الفنية المحترمة والتي كانت تعمل بحس وصدق فني عالٍ، كما أن دوره في فيلم «الجزيرة2» مليء بالجدل، وأن أسرة الفيلم تتقدم بواجب العزاء لأسرة الراحل وتتقبل هي العزاء في رحيله. لافتا، إلى أنه رحل جسديا ولكن فنه مازال باقيا وسوف يتم وضع رسالة شكر له على تتر مقدمة الفيلم.
أما الفنانة غادة عادل، فعبرت عن حزنها وألمها البليغ على رحيل صالح، وأكدت أن من أمتع الأدوار التي عملت بها كان في فيلم «ابن القنصل»، مضيفة أن الراحل كان فنانا حنونا وصادقا وداعما لأصدقائه.
وأعرب كل من أحمد رزق وهند صبري وكريم عبدالعزيز عن أسفهم على رحيل خالد صالح ودعوا له بالرحمة والمغفرة. وقال المطرب الشاب أحمد جمال: «قبل ساعات قليلة كنا ندعو له بالسلامة، لكن قضاء ربنا حصل، رحمه الله».
ونشر الفنان خالد الصاوي صورة له تجمعه مع صالح وهم في أول عمرهما، معلقا على الصورة: «اليوم رحل شقيق عمري ورفيق دربي وتركني وحيدا».
وبكلمات رقيقة ودعته الفنانة كندة علوش عبر حسابها الشخصي على انستغرام، قائلة: «مع السلامة يا حبيبي هتوحشنا بجد صحبتك الحلوة».
في حين صمت البعض مثل: «أحمد السقا ومحمد هنيدي وأشرف عبدالباقي» معبرين عن حزنهم الكبير الذي حل في العيد الأضحى من دون خالد صالح.