«العيون» على طرابلس تحسّباً لمحاولة إشغالٍ عن الواقع في البقاع
الجيش اللبناني يوقف العشرات خلال مداهمة مخيمات النازحين السوريين في عرسال
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
05:56 م
دهم الجيش اللبناني، أمس، مخيمات للنازحين السوريين في عرسال وأوقف العشرات من السوريين واللبنانيين الذين ساهموا في الاعتداء على وحداته في المواجهات التي اندلعت في عرسال في 2 اغسطس الماضي وأسر خلالها تنظيما «داعش» و«جبهة النصرة» عشرات العسكريين اللبنانيين الذين اصبحوا منذ ذلك الحين رهائن لدى التنظيمين وجرى ذبح او قتل 3 منهم، مما يثبت ان هذه المخيمات لا تزال تشكل حاضناً للمجموعات الارهابية.
واذ أحرق ثلاثة من المطاردين احد المخيمات ما دفع الجيش الى اطلاق النار عليهم وقتل احدهم وجرْح الاثنين الاخرين، جرى تحريك النازحين السوريين في تظاهرة احتجاجية على إجراءات الجيش وسط اتهام متحدثين باسم النازحين لقوة من الجيش بانها هي التي حرقت جزءاً من المخيم بعد ما وصفوه بانه «اعتداء على قاطنيه من اللاجئين السوريين، واعتقال أكثر من 400 شخص منهم».
وقالت مصادر عليمة لـ «الراي» ان الجيش رصد مصدر تحريك النازحين ويعرف تماماً هذه الجهة المتواطئة مع «داعش» و«جبهة النصرة» ويجري التعامل مع الأمر من منطلق المضي في التضييق على التنظيمات الارهابية بشكل متواصل خصوصاً بعدما سدد الجيش ضربات نوعية لهم قبل ايام بسلاح المدفعية في منطقة الجرود.
الا ان عمليات الدهم في عرسال سرعان ما قوبلت باعتراضات واسعة من هيئات اسلامية اعتبرت اوساطها ان ما حصل سيضرّ بمسار المفاوضات في قضية العسكريين، ولا سيما ان الخاطفين (وتحديداً «النصرة») كانوا اشترطوا لقاء تعليق عملية إعدام العسكريين وقف التعرض للنازحين في عرسال، معربة عن تفاجُئها بان ما أسمته «الاعتداء» على المخيمات واللاجئين جاء بعد ملامح التهدئة التي كانت لاحت في اليومين الماضيين، وبعد ساعات من تفعيل رئيس الحكومة تمام سلام الوساطة التركية في ملف العسكريين خلال لقائه في نيويورك الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الذي طلب منه سلام مباشرة واستناداً الى المساهمة الايجابية والمثمرة التي قدمتها انقرة في اطلاق مخطوفي اعزاز وراهبات معلولا، أن تبذل تركيا مساعيها الحميدة لاطلاق الجنود، بعدما نجحت الديبلوماسية التركية في استعادة الديبلوماسيين الاتراك الذين احتجزهم «داعش» بعد احتلال الموصل.
كما استوقف هذه الاوساط حصول ما وصفته بـ «التصعيد» غداة اعلان وزير الداخلية نهاد المشنوق ان الاجتماع الامني الذي انعقد الثلاثاء في وزارة الدفاع «بحث في كل الخيارات للافراج عن العسكريين المحتجزين في جرود عرسال»، موضحا ان «المقايضة واردة استنادا الى القوانين المرعية الاجراء وكل ما يقال غير ذلك غير صحيح اطلاقا»، علماً ان المشنوق يفترض ان يكون التقى امس في باريس الرئيس سعد الحريري وبحث معه في ملف الأسرى.
وفيما دعت «هيئة العلماء المسلمين في لبنان» رداً على عمليات الدهم في عرسال امس الى «اجتماع عاجل لاتخاذ ما يلزم بشأن حملة الاعتقالات في عرسال»، اتجهت الانظار الى كيفية ردّ «النصرة» على ما جرى هي التي كانت بثت مساء اول من أمس تسجيلاً صوتياً للجندي علي البزال أبلغ زوجته خلاله أن زيارتها ارجأت اعدامه لبضعة أيام، وأن عليها التحرّك مع أهالي المخطوفين الآخرين حتى لا تجري تصفيته مع آخرين. ولوحظ ان مناشدة البزال لزوجته امتزجت ببكاء متقطع.
وفي مقلب آخر تشير المصادر العليمة لـ «الراي» الى ان الجيش بدأ عملية تعزيز انتشاره ورصد بعض المجموعات المعروفة بارتباطها بـ «داعش» و«النصرة» في طرابلس بعد محاولات عدة لتوتير الوضع الأمني في المدينة ونقل المواجهة من عرسال الى بعض الشمال.
واذ تقول هذه المصادر ان الوضع لايزال تحت السيطرة ولا يثير مخاوف كبيرة لان المتطرفين المرتبطين بالتنظيمات الارهابية محصورون ولا قدرة كبيرة لديهم على القيام باعتداءات واسعة، تشدد على ان امكان افتعال أحداث وجرائم مثل استهداف مراكز عسكرية وُضع على خريطة التحرك الأمني والعسكري بقوة في الساعات الاخيرة، فيما بدأت تحركات واتصالات سياسية لمنع حصول اي تدهور أمني من شأنه ان يعيد المدينة الى زمن التفلت الذي لن يتهاون الجيش معه.
وقالت المصادر نفسها ان فعاليات طرابلس السياسية والدينية وضعت في أجواء وجوب احتواء اي محاولات لتوتير الوضع وإشغال الجيش عن المواجهة في عرسال وان غالبية أطراف المدينة وقواها تعمل على خط عزل مجموعتين معروفتين بارتباطهما بتنظيمات ارهابية، علماً ان اسماء أفراد المجموعتين باتت متداولة على نطاق علني واسع، وقد نفّذ الجيش اللبناني عمليات دهم واسعة امس في المدينة واوقف ما لا يقل عن عشرين شخصاً.
في غضون ذلك، ترتسم صورة إرباك حكومي وأمني واسع امام ظاهرة الاحتجاجات التي ينفذها أهالي العسكريين المخطوفين لدى تنظيميْ «النصرة» و«داعش» والتي تصاعدت على نطاق واسع في اليومين الاخيرين مع قطع الطريق الدولية بين البقاع وبيروت. واذ يخشى من ان يؤدي استمرار قطع هذا الشريان الحيوي وربما سواه لاحقاً الى مضاعفات خطيرة اجتماعياً وأمنياً، فان الاتصالات استمرت امس لإقناع الأهالي من دون نتائج ايجابية. وتخشى بعض الاوساط المعنية ان يكون الأهالي يرزحون تحت وطأة ابتزاز وتخويف من جهات مرتبطة بالإرهابيين الخاطفين للعسكريين مما يحوّل احتجاجاتهم ورقة ضغط مسلطة فوق الحكومة لإرباكها وحملها على التنازلات الموجعة للافراج عن العسكريين كما يخشى في حال عدم حصول تطورات ايجابية في المساعي لإطلاق العسكريين ان يجري توظيف تحرك أهاليهم لإثارة فوضى أمنية واسعة.
الفيصل: «داعش» شر مستطير والمملكة قرّرت محاربته
| بيروت - «الراي» |
قال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل: «سنشارك في أي عمل يصدّ الجهد الذي تقوم به المنظمات الإرهابية، ولا سيما منظمة داعش»، مشدداً على أن «هذه المنظمة وغيرها من المنظمات الإرهابية خطرها على المنطقة داهم». وأضاف في حديث أجرته معه صحيفة «النهار» اللبنانية ان: «أول ما فعلته (داعش) أنها سرقت عقول شبابنا وغيرت المفاهيم الإسلامية بشكل أساء الى الأمة الإسلامية إساءة لا يمكن أن نحصيها الآن، ولكن عسانا أن نستطيع معالجتها في المستقبل».
ووصف الفيصل تنظيم «داعش» بأنه «شر مستطير يجب القضاء عليه»، مؤكداً «أن السعودية ستشارك في أي جهد يبذل في هذا الإطار للقضاء عليه. وكذلك، إن مشاركتنا فيه، وخاصة في سورية التي يدعي نظامها أنه هو ضد الإرهاب في حين أن «داعش» منذ ثلاث سنوات وهو في الأراضي السورية، ولم نسمع يوماً واحداً عن إطلاق النار بينه وبين جيش النظام السوري، أو بينه وبين والقوات الأخرى الموجودة بصورة غير شرعية في سورية».
وردا على سؤال بشأن مساعدة السعودية لبنان على مواجهة الإرهاب الذي يعانيه أجاب: «إذا طلب لبنان المساعدة فسنقدمها له. ساعدنا لبنان بمبلغ مليار دولار لشراء أسلحة. والأخوة اللبنانيون يقدرون هذا الدعم للجيش اللبناني ونأمل أن يكون لذلك أثر في حماية أمن لبنان».
وسخر الفيصل مما يقال عن فائدة لنظام الرئيس السوري بشار الأسد من ضرب «داعش».
قهوجي: لاحصار على عرسال ومهمة الجيش حمايتها من المسلحين
| بيروت - «الراي» |
حضر ملف عرسال بتعقيداته و»حساسيته» سواء المتصلة بقضية العسكريين الاسرى او الاجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني داخل البلدة البقاعية وعند أطرافها وفي جرودها، في اللقاء البارز الذي جمع، امس، بين مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وقائد الجيش العماد جان قهوجي.
ورغم ان زيارة قهوجي لدار الفتوى جاءت في سياق تقديم التهنئة الى دريان بانتخابه، الا انها تناولت الواقع في لبنان عموماً وعرسال خصوصاً الى جانب التطورات في طرابلس، حيث حرص قائد الجيش على ان يشرح لمفتي الجمهورية «كيفية معالجة الازمة في منطقة عرسال والشمال»، مؤكدا «ان الجيش اللبناني حريص كل الحرص على امن وسلامة اهلنا في عرسال ولا يوجد اي حصار على مدينة عرسال واهلها، وما يقوم به الجيش هو منع المسلحين الموجودين في جرود عرسال من الدخول الى مدينة عرسال والاعتداء على المواطنين فيها».