الجنرال مايك ناغاتا يشارك في الإشراف على تعزيز القوات الخاصة الأردنية والجيش اللبناني

أوباما يوكل إلى «قاسم سليماني أميركا» تجهيز قوة المعارضة السورية الجديدة

1 يناير 1970 07:58 ص
فيما كان وزيرا الخارجية والدفاع جون كيري وتشك هيغل ورئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي يدلون بشهاداتهم علنا امام لجان الكونغرس على مدى الاسبوع الماضي، كان قادة الميدان مثل قائد المهمات الخاصة في القيادة الوسطى الجنرال مايك ناغاتا يشارك في جلسات مغلقة مع المشرعين ولجان الاستخبارات.

وناغاتا هو احد تلامذة النجم العسكري السابق الجنرال دايفيد بترايوس، وهو حسب وصف ممازح لاحد المتابعين الاميركيين «قاسم سليماني اميركا»، وهو يشارك منذ أكثر من عام في الاشراف على تدريب وتجهيز وتعزيز القوات الخاصة الاردنية والجيش اللبناني، وهو الذي أوكل اليه الرئيس باراك أوباما تجهيز القوة السورية المعارضة الجديدة التي ستواكب الحرب الاميركية الجوية ضد تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) في سورية.

ويقول مطلعون على سير المحادثات المغلقة في الكونغرس ان تدريب المعارضين السوريين انتقل من ايدي «وكالة الاستخبارات المركزية» (سي آي ايه) الى ايدي القيادة الوسطى التابعة لوزارة الدفاع (البنتاغون)، بعد ان خرّجت الاستخبارات قرابة 3000 مقاتل من معسكر اقامته في الأردن.

بدورها، تعمل «البنتاغون» على اضافة معسكرين لتدريب المعارضين السوريين في المملكة العربية السعودية، بالاضافة الى معسكر الأردن، ويتوقع ان يدرب ويسلح كل من المعسكرات الثلاثة 1800 مقاتل سوري في السنة.

ونقل المطلعون على سير المحادثات في الكونغرس ان دورات التدريب هذه المرة لن تكتفي باساسيات القتال، بل ستكون دورات أطول وتسعى الى اعداد مقاتلين بمستوى أعلى وانضباط اكبر يجعلهم جزءاً من منظومة عسكرية ذات قيادة مترابطة.

وتابع هؤلاء ان ناغاتا وصحبه لا يعتقدون ان عملية «الامتحان» التي سيخضع لها المقاتلون السوريون ستكون لمرة واحدة فقط. ونقل مسؤول أميركي عن ناغاتا تصوره ان مجموعته ستعمل على تدريب وتجهيز وحدات وارسالها الى خطوط القتال السورية، «ومن يبرهن عن مقدراته ويثبت انه جدير بتحمل مسؤوليات أكبر ويفوز بثقة المانحين الدوليين، سيتلقى سلاحا نوعيا افضل ومساعدة عسكرية أكبر».

اما وحدات المعارضة السورية التي تخرج من المعسكرات الاميركية وتعود الى القتال الى سورية ولا تظهر انضباطا ولا تحوز ثقة القيادة المدنية في المعارضة السورية، فيتم قطع العلاقة معها ووقف مرتبات مقاتليها، خصوصا ان تزويد الوحدات في المرحلة الاولية لن يتجاوز الأسلحة الخفيفة والمتوسطة واجهزة المواصلات والاتصالات.

اما المواجهة الأكبر بين ناغاتا والمشرعين الأميركيين، خصوصا من الجمهوريين المطالبين بدمج مجموعات من القوات الخاصة الأميركية بالوحدات المعارضة السورية للاشراف على ادائها ومساعدتها، فتمثلت في اعتبار غالبية الجمهوريين ان تسليح وحدات معارضة سورية وارسالها خلف الحدود السورية هو بمثابة «ضربة حظ»، وان لا ضمانات ان هذه المجموعات ستقوم بما هو مطلوب منها.

واحتد النقاش خصوصا عندما انبرى احد المشرعين بالقول ان القيادة الوسطى نفسها، والتي يرأسها الجنرال لويد اوستن، كانت اقترحت على أوباما دمج القوات الاميركية الخاصة بالمقاتلين العراقيين في الخطوط الامامية للمواجهة ضد «داعش»، وأن أوباما رفض ذلك واصر على بقاء هؤلاء في مقرات القيادة الأكثر امنا في اربيل وبغداد.

على ان ناغاتا، اصر، حسب المطلعين، على انه «يمكن القيام بالمهمة» حتى من دون مشاركة القوات الاميركية الخاصة في القتال بشكل مباشر.

النقطة الثانية التي اثارت مواجهة محتدمة تمثلت في محاولة الجمهوريين انتزاع اعتراف من ناغاتا مفاده ان لا ضمانات ان الثوار لن يستخدموا تدريبهم واسلحتهم لشن الحرب ضد الأسد دون «داعش». حول هذه النقطة، ينقسم اعضاء الكونغرس من الجمهوريين الى اثنين. القسم الاول يعتقد ان لا جدوى من شن حرب ضد «داعش» فقط فيما الرئيس السوري بشار الأسد يمطر الثوار ومناطقهم بالقذائف، وانه لو نجح الثوار بدحر «داعش»، فان ذلك سيكون بمثابة هدية مجانية للأسد قد تسمح له باستعادة المساحات التي خسرت قواته السيطرة عليها على مدى السنوات الثلاث الماضية.

القسم الثاني من الجمهوريين يؤيد ادخال الأسد في التحالف الدولي ضد «داعش» والاستناد الى قواته في مواكبة الحرب الدولية الجوية من دون تسليح او تدريب لقوات المعارضة. هذا القسم من الجمهوريين حاول استخدام شتى الاعذار للتوصل الى نتيجة مفادها ان معظم البرامج التي قامت بها الولايات المتحدة لتدريب مقاتلين حلفاء، ان في العراق وافغانستان ام في سورية، لم تأت بنتائج تذكر، وان هذه القوات كانت دائما تواجه صعوبات في وجه مجموعات متطرفة مثل «طالبان» في افغانستان و«داعش» في العراق.

لكن ناغاتا التزم موقفه، وأصر على انه يمكن لقيادته العسكرية ان تنشئ قوات عسكرية منضبطة وعالية التدريب من بين مقاتلي المعارضة السورية، وانه مع مرور الوقت، يمكن ان تتحمل هذه القوات مسؤوليات أكبر، اولا في المواجهة مع «داعش» «ولاحقا في مواجهات مع غير داعش» ان اقتضى الأمر. كذلك، كرر ناغاتا ما سبق ان قاله ديمبسي من أن تدريب قوة معارضة سورية يسمح لها ان تتحول في ما بعد الى ضمانة لتثبيت الوضع الأمني في حال حصلت اي تغييرات في سورية لتفادي اي انهيار مثل الذي حصل في العراق في العام 2003.

وقال ناغاتا في مقابلة اجرتها معه جريدة «تامبا» في فلوريدا: «هناك مجموعات موالية لايران من جميع الاشكال تقاتل الى جانب نظام الأسد. وهذا نظام من الواضح ان حكومتنا لا تعتقد انه يجب دعمه».