بيروت مشدودة الأنظار إلى صنعاء ونيويورك
الجلسة 12 لانتخاب الرئيس لم تنعقد وإفراج «مدوْزن» عن التشريع في البرلمان
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
05:54 م
لم تعر بيروت اهتماما لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية، التي كانت مقررة، امس، ولم تنعقد للمرة الـ 12 على التوالي على مدى 122 يوما بسبب تعطيل النصاب القانوني - السياسي الذي يمارسه تحالف «التيار الوطني الحر» بزعامة العماد ميشال عون و»حزب الله»، وهو التعطيل الذي تَسبب بفراغ رئاسي منذ انتهاء ولاية الرئيس «السابق» ميشال سليمان في 25 مايو الماضي.
ورغم ان رئيس البرلمان نبيه بري حدد التاسع من اكتوبر المقبل موعدا «افتراضيا» لانتخاب الرئيس، فإن الاوساط السياسية اللبنانية على اختلافها تتعامل مع هذه المواعيد على انها عملية «تقطيع وقت» في إنتظار تبلور مناخ اقليمي - دولي يفضي الى «الإفراج» عن عملية انتخاب الرئيس اللبناني، المسيحي الوحيد في الشرق.
وازدادت الدوائر المراقبة في بيروت اقتناعا بارتباط المأزق الدستوري - السياسي اللبناني بصراع النفوذ الشديد الوطأة في المنطقة، خصوصا في ضوء سقوط الموصل اولاً ومن ثم سقوط صنعاء ثانيا، اضافة الى المعارك الاكثر شراسة الدائرة في المنطقة حول تحديد الأحجام والأدوار وترسيم خرائط المحاور والمصالح.
هذا الانطباع كان، امس، الأكثر حضوراً في أروقة البرلمان الذي لم يلبّ «الدعوات الروتينية» لانتخاب الرئيس، وسط تقديرات متفاوتة لما تنطوي عليه الاسابيع المقبلة «المفصلية» في مسار المأزق اللبناني والمرشح، إما لـ «مفاجأة سارة» تهبط من الحوار السعودي - الايراني وإما للسقوط المريع في فراغ قاتل.
وسيسبق انعقاد الجلسة التشريعية التئام هيئة مكتب مجلس النواب لتحديد جدول الاعمال الذي سيشتمل على 3 ملفات رئيسية هي سلسلة الرتب والرواتب التي تم التفاهم على مخارج لأرقامها الضخمة واصدار قانون يغطي الانفاق المالي لا سيما منه الرواتب في القطاع العام واصدار سندات خزينة باليوروبوند.
ويتم التعاطي في بيروت مع هذا المنحى الايجابي في ملف الإفراج وإن «بالقطارة» عن التشريع في مجلس النواب، على انه يمكن ان يهيئ الساحة اللبنانية لأي تفاهمات اقليمية سريعة تشمل ملف الانتخابات الرئاسية، كما ان من شأنه بحال حصول العكس تجنيب الساحة اللبنانية تداعيات «تفجيرية» لأي تصعيد اقليمي لا سيما في ظل عدم وضوح الرؤية حيال ارتدادات الحدَث اليمني على العلاقة بين الرياض وطهران ما جعل صنعاء ونيويورك محط أنظار بيروت في ضوء اللقاءات السعودية - الايرانية والايرانية - الاميركية والايرانية - الاوروبية.
كما ان جانبا آخر من الحِراك غير العادي في نيويورك يشّد بيروت ويتصل باللقاءات التي سيجريها رئيس الحكومة تمام سلام على هامش أعمال الدورة العادية للامم المتحدة ثم اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان، وسط رهان على ان يتلقى لبنان دعما دوليا متجددا لا سيما حيال ملف النازحين السوريين وسبل «الحدّ من المخاطر» على البلاد التي يرتّبها الارهاب واعلان الحرب على «داعش» التي تخطف مع «النصرة» 27 من الجنود اللبنانيين ورجال الامن، وحاجة بيروت الى الإسراع في تزويد الجيش اللبناني بالمساعدات الضرورية للتصدي للإرهاب.