دعا أبناء طائفته إلى عدم التعرّض للاجئين السوريين
جنبلاط: هل نخذل خادم الحرميْن ونعرّض مصالح الدروز في الخليج للخطر؟
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
04:29 م
يمضي الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في حركة متعددة الإتجاه، سياسية وشعبية، تعكس دينامية موقعه «الوسطي» بين طرفيْ الصراع (8 و14 اذار) من جهة، ومخاوفه المتعاظمة على الإستقرار في البلاد من جهة اخرى، وهو الذي أفاد من الاطمئنان على أمنه الشخصي ونجح في تطبيع علاقاته مع جميع القوى، على النحو الذي يمكّنه من الإضطلاع بدور الباحث عن «التسوية» في المسائل المرتبطة بالمأزق السياسي - الدستوري في البلاد، وبلعب دور «كاسحة الألغام» في مناطق مأزومة بفعل الحساسيات المذهبية او نتيجة الإحتكاكات مع النازحين السوريين.
فجنبلاط «الميداني» الذي زار امس منطقة راشيا الوادي والبقاع الغربي بعد جولة قام بها اول من امس في مناطق حاصبيا وشبعا متفقدا بلدات صارت على «خط الهواجس» المتاخم للصراع في سورية، كان اطلق منذ مدة تحركاً على الارض في الشوف وعاليه ومناطق اخرى الهدف منه اطفاء ما أمكن من الإحتقان الداخلي ولجم تنامي «العدائية» ضد النازحين السوريين بعد صعود المخاوف من «التيارات التكفيرية».
وتميزت جولة جنبلاط التي بدأها من بلدة عين عطا وشملت مناطق اخرى متعددة الولاء المذهبي بأهمية مضاعفة نتيجة إشكالات كانت وقعت قبل نحو شهر بين دروز من عين عطا اللبنانية وسوريين ينقلون جرحى من المقلب الآخر على الحدود سقطوا في مواجهات في الداخل السوري، الأمر الذي تسبب بـ «حساسية» درزية - سنية، علماً ان عين عطا تبعد عن شبعا 12 كيلومتراً، وهي قرية كبيرة تحيطها عشرات الجبال وهناك خطوط إمداد منها الى القنيطرة السورية.
واتجهت الانظار بعد أحداث عرسال الاخيرة الى الحدود اللبنانية السورية من جهة عين عطا- شبعا، وسط كلام عن خلايا ارهابية فيها وتخوف الاهالي من عدم انضباط الحدود وتفلتها من الرقابة الامنية وهو ما ساهم في بروز ظاهرة «الامن الذاتي» في هذا الشريط الجغرافي، مع الاشارة الى ان غالبية القرى خلف حدود عين عطا وجبل الشيخ هي درزية وتقع تحت سيطرة الجيش السوري في غالبيتها.
ومن ضمن هذا «البازل» أكد جنبلاط الذي زار منزل النائب السابق فيصل الداوود (المؤيد للنظام السوري) في راشيا ان «الارهاب بعيد عن الاسلام. هناك مجموعة دخلت الى سورية، وعلينا ان نميز بين هذه المجموعات التي تقترف الجرائم باسم الدين واللاجىء السوري. وما حصل في عين عرب كان خارجا عن المألوف وعندما نسيء الى الدين الاسلامي نسيء الى يسوع المسيح. الاسلام دين التسامح والمسيحية دين المحبة، وكما نبني كنائس سنبني جوامع التسامح».
ومن عين عطا قال جنبلاط ان «الدولة هي التي تحفظنا وتحمينا، والاسرى ليسوا اسرى طائفيين هم اسرى كل لبنان، ونتمنى بان تثمر الجهود باطلاق سراحهم»، محذراً «من اي توجه عصبي تجاه اللاجئ السوري بل علينا ان نتحمل بصبر وشجاعة وكما قال رئيس الحكومة تمام سلام لا نفاوض على اسرانا بهذه الطريقة»، وداعياً إلى محاكمة عادلة للمسجونين في رومية و»الاسراع في محاكمة الموقوفين الاسلاميين (..) والبريء بري والمجرم مجرم».
واضاف: «أحببتُ ان اقول هذا الكلام كي اعلم انه صدمة لكم، لكنني لا استطيع ان اسكت عما جرى من جريمة بحق اللاجئين السوريين والمسلمين. ان خادم الحرمين الشريفين دان الارهاب. خادم الحرمين عبد الله بن عبد العزيز كان دائما يقول لي ان بني معروف هم عشيرتي. اتريدون ان نخذل خادم الحرمين وان نعرض مصالح الموحدين في الخليج وفي كل مكان للخطر؟ اذا كان هذا ما تريدونه فلنستمر بالجريمة. لذلك اعود واقول حكّموا العقل واتركوا المخابرات والجيش والمعلومات ان تقوم بواجبها واحضنوا اللاجئين السوريين حيث هم واذا كان هناك من شبهة الدولة هي التي تتعاطى».