منى فهد عبدالرزاق الوهيب / رأي قلمي

عنوان الأحزان...!

1 يناير 1970 01:47 ص
إن تربية الأبناء تقوم على أساس غرس القيم والمبادئ التي تتمثل في الصدق والتقوى والجدية والمثابرة والتعاون وغيرها...، إلا ان والدتي إضافة إلى كل تلك المفاهيم والمبادئ عززت قيمة التراحم في ما بيننا كأخوة وأخوات، وكانت ترسخ فينا التراحم تارة من خلال السلوك وتارة أخرى بمقولة اشتهرت بها ودائما ترددها أمام الاخوة والأخوات «يا عيال تذكروا ولا تنسون انتوا عيال رحم واحد، وسبحتوا برحم واحد»، فهذه المقولة عمقت فينا التراحم على بعضنا البعض في كل الأوقات في الشدة والرخاء.

والدتي رحمها الله رحمة واسعة من عنده حرصت على غرس القيم النبيلة والعظيمة، القيم التي تحتاج إلى القليل من الكلام والكثير من العمل، فكانت تعيد تأهيل نفسها بين الوقت والآخر لتكون قدوة صالحة لنا، وقد نجحت بامتياز مع مرتبة الشرف. كانت تعلمنا كيف نراعي ونرعى بعضنا بعضا أخوة وأخوات، فقدتها في سبتمر 2005، وفقدت والدي الذي يماثلها بالصنيع في سبتمبر 2010، وفقدت أخي ابن أمي في سبتمبر 2003، وها أنا اليوم أفقد أخي «راشد محمد الحديبي» الذي جمعني وإياه رحم واحد في سبتمبر 2014.

إن كان للفضائل أمهات، فأمي هي أم الفضائل، لمثل هذا اليوم كانت تعمل، بلورت المفاهيم التي تتعلق في السلوك والعلاقات، علمتنا فن الحوار والتفاوض في ما بيننا، فوضتنا ببعض شؤون الأسرة لتشعرنا بالمسؤولية تجاه بعضنا، تواصلها مستمر معنا وتشعرنا أنها بجانبنا حين نحتاج إليها. أصبح الحزن عنوانا لسبتمبر، والذكريات هيكله وموضوعه، والفقد للأحباب خاتمة لشهر سبتمبر.


twitter: @mona_alwohaib
[email protected]