السوري جورج حصواني وسيطاً قطرياً في بيروت لمتابعة ملف العسكريين المخطوفين
قتيلان للجيش اللبناني بعبوة في عرسال وتوقيف 3 سوريين «خطرين»
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
04:27 م
تداخلتْ «الهبّات» الساخنة والباردة على تخوم ملف العسكريين اللبنانيين المخطوفين لدى تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» في شكلٍ أوحى بأن هذه القضية المفتوحة منذ الثاني من اغسطس الماضي أبعد ما يكون عن قرب ايجاد حلّ لها، بل الخشية الكبرى ان تتشابك مع الحرب الدولية - العربية على «الدولة الاسلامية» وما يمكن ان يترتّب عليها من تداعيات، وايضاً مع الوقائع العسكرية المتّصلة بالصراع داخل سورية بين الفصائل المسلحة وبين النظام ومعه «حزب الله»، وسط مخاوف من ان يتحوّل موضوع الاسرى و«جبهة عرسال» عنوان حرب استنزاف تُدخِل الجيش اللبناني على خط معركة القلمون الفاصلة قبل حلول الشتاء.
ففي حين كانت الأنظار شاخصة على عودة الشخصية السورية (جورج حصواني) المكلفة من قطر لعب دور الوساطة في ملف العسكريين الى بيروت لاستكمال اتصالاتها في ضوء الدخول التركي ايضاً على القضية، باغت المفاوضات تطور عسكري داخل بلدة عرسال اعتُبر الأخطر منذ انتهاء المعارك بين الجيش اللبناني ومسلحي «داعش» و«النصرة» قبل شهر ونصف الشهر، اذ تم استهداف آلية للجيش بعبوة ناسفة ما ادى الى مقتل العسكرييْن محمد ضاهر (من عيدمون) وعلي الخراط (من صيدا) وجرح ثلاثة آخرين.
وبحسب التقارير فان تفجير العبوة بالآلية العسكرية (ريو) التابعة للواء السادس والتي كان بداخلها 8 عسكريين حصل عن بُعد وتحديداً بين منطقتي المصيدة ووادي حميد اي في نقطة تُعتبر داخل بلدة عرسال لجهة الجرود. علماً ان تقارير اولية كانت تحدثت بداية عن امكان ان يكون صاروخ ضد الدروع موجّه هو الذي أدى لاستهداف الآلية بشكل مباشر، وعن معارك عنيفة اندلعت بين الجيش والمسلحين في منطقة الاستهداف وهما الأمران اللذان ما تم نفيهما لاحقاً.
وجاء هذا التطوّر الساخن «عكس سير» نقطتين كانتا سُجلتا في هذا الملف وهما:
* نجاح الاتصالات التي تولاها المدير العام للامن العام اللبناني اللواء عباس ابراهيم المكلف من الحكومة اللبنانية متابعة الملف مع قطر وتركيا وكل مَن يلزم في جعل «داعش» يمدّد مهلة الـ 24 ساعة التي كان منحها (انتهت ليل اول من امس) لبدء إعدام العسكريين المخطوفين لديه تباعاً وبمعدّل جندي كل 24 ساعة، وذلك احتجاجاً على ما اعتبره التنظيم تعثراً ومماطلة في المفاوضات.
ولم يُعرف في هذا السياق اذا كان تفجير العبوة في جرود عرسال يعني «تفخيخ» المسعى القطري - التركي ام ان وراء عملية امس أبعاداً أخرى ترتبط بما هو أبعد من ملف العسكريين وبرغبة أطراف اقليميين في عدم قفل هذه القضية لإبقائها فتيل توتر في غمرة الحرب العالمية غير واضحة الحدود و«بنك الاهداف» ضد «الدولة الاسلامية» في العراق وسورية.
* والنقطة الثانية كانت اعلان «جبهة النصرة» التي تتولى التفاوض في قضية العسكريين في شكل منفصل عن «داعش» ووفق دفتر شروط خاص بها ان «شروطنا للافراج عن العسكريين اللبنانيين الأسرى ليست تعجيزية ولا تتضمن المطالبة بالافراج عن معتقلين في سجون (الرئيس بشار) الأسد».
وبدا توضيح «النصرة» في سياق سعيها الى «اقتناص» سريع لمكتسبات من ملف العسكريين الذين تحتجزهم قبل بدء تقهقر «داعش» وطغيان «غبار» الحرب على «الدولة» على هذا الملف الذي تشير معلومات في بيروت الى ان «داعش» يطالب فيه بالاضافة الى اطلاق موقوفين اسلاميين من السجون اللبنانية بتخلية موقوفين في سجون النظام السوري، علماً ان تقارير صحافية تحدثت عن عنصر جديد دخل على المفاوضات ويتصل باعتقاد «داعش» ان عدداً ممن يطالب بهم ليسوا في السجون السورية بل لدى «حزب الله» الذي تردد انه لا يمانع بلعب دور تسهيلي في هذا الملف.
وفي موازاة ذلك، برز توقيف الجيش اللبناني 3 سوريين في البقاع الشمالي لدخولهم لبنان خلسة، قبل ان يسلّمهم الى مخفر بعلبك حيث عثر عناصر الأمن داخل اجهزتهم الخلوية على صور تظهر الثلاثة في اماكن جردية ليتبين انهم ينتمون لمجموعة عماد جمعة الذي شكل توقيفه الشرارة التي أشعلت المعارك في عرسال في 2 اغسطس الماضي.
وبحسب التحقيقات مع الثلاثة الذين قيل انهم دحام عبد العزيز رمضان (مواليد 1996) وخالد وليد البكير (مواليد 1975) وعبد الله احمد السلوم (مواليد 1993) وانهم نقلوا الى بيروت حيث يتولى التحقيق معهم فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي، فان احدهم اعترف بانه على معرفة بالمكان الذي دُفن فيه العسكري عباس مدلج الذي ذبحه «داعش» وانه تولى حفر قبره ليعلم لاحقاً ان مدلج هو مَن دُفن فيه.
وتتركز التحقيقات مع الثلاثة على معرفة اذا كانت لهم اي علاقة بتنفيذ عملية ذبح مدلج او الجندي علي السيد واذا كانوا يعلمون اين يتم احتجاز العسكريين.
وكانت التقارير الاولية اشارت الى ان رمضان اعترف بانه شارك في ذبح مدلج، وهو ما دفع عائلة الاخير الى تنفيذ اعتصام على طريق بعلبك دورس، حيث اعتبر عم مدلج لـ «الراي» أن توقيف السوريين الثلاثة دليل على وجود الدولة ونحن ننتظر نتائج التحقيقات وقد قمنا برد فعل من خلال النزول للمطالبة باعدام كل من له يد في قتل الشهيد».
مقتدى الصدر زار معزياً عائلة مقاتل «حزب الله» حسن نصر الله
| بيروت - «الراي» |
فوجئت بيروت بخبر زيارة زعيم «التيار الصدري» السيد مقتدى الصدر لبنان وقيامه بتعزية عائلة المقاتل في «حزب الله» حسن نصرالله الذي قضى في العراق، وذلك في بلدة البازورية الجنوبية التي هي مسقط الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله.
وكانت مواقع قريبة من «حزب الله» نعت نصر الله في 15 الجاري موضحة انه سقط «أثناء قيامه بالواجب الجهادي دفاعا عن المقدّسات في العراق وسورية».