« 14 آذار» تتحرك في اتجاه بري ومسعى لتعبيد الطريق أمام التمديد للبرلمان

لبنان «يدوْزن» موقفه من التحالف ضد «داعش» ... «الناقص» بغياب إيران

1 يناير 1970 04:29 م
لا يقلّ الانهيار الدراماتيكي لقطاع الكهرباء في لبنان وطأة عن الأجواء «المكهْربة» على مستويات عدة في البلاد. فالعتمة التي دهمت لبنان بـ «طوله وعرضه» على مدى اليومين الماضيين بدت شبيهة بتلك «الظلمة السياسية» التي تحوط ملفات حارة، كمصير الشغور الرئاسي بعد 116 يوماً من العجز عن انتخاب «رأس» الجمهورية ومصير الانتخابات النيابية المرجح عدم إجرائها، ومصير العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و«جبهة النصرة»، اضافة الى الملف الأكثر إثارة الآن والمرتبط بـ «مكانة» لبنان في التحالف الغربي - العربي ضدّ تنظيم «الدولة الاسلامية» في العراق وسورية.

وتعتقد أوساط واسعة الاطلاع في بيروت ان مجمل الملفات اللبنانية المأزومة، كانت وما زالت معلّقة فوق فوهة الصراع الدائر في المنطقة، والمقبل الآن على وقائع جديدة، رأس جبل الجليد فيها هو النسخة المنقّحة لاستراتيجية الولايات المتحدة العائدة الى الحلبة من بوابة «داعش» وأخواته، الامر الذي يصعب معه التكهن بمسار المستقبل اللبناني القريب قبل ان تتضح اتجاهات الريح في المنطقة، وتحديداً في سورية التي ستكون ملعب الاختبارات الاساسي لأطراف دوليين واقليميين.

واستبعدت هذه الاوساط حصول اي تطورات من النوع المهمّ في لبنان في هذه المرحلة، وكأنها تلمح الى استمرار المراوحة في المأزق الرئاسي. فملامح الانفراج الاقليمي الافتراضي التي برزت مع «الهلع» الذي أصاب عواصم المنطقة يوم خرج تنظيم «الدولة الاسلامية» من القمقم وانقضّ على مساحات هائلة من العراق وفرضَ تغييراً في سلوك طهران والرياض، بدأت بالتراجع مع «النقزة» الايرانية في ملاقاة «الاجندة» الغربية - العربية التي تبلورت معالمها في لقاء جدة، الذي وضع «داعش» ونظام الرئيس السوري بشار الاسد تحت مرمى نيران الحرب على الارهاب.

وقالت دوائر مراقبة في بيروت لـ «الراي» ان لبنان لن يكون في منأى عن المواجهة الجديدة بين ايران من جهة والمجتمعيْن العربي والدولي من جهة اخرى الناجمة عن وضع التحالف ضد الارهاب نظام الاسد في «سلّة» الاهداف المحتملة في سورية، ما ادى الى «افتراق» مع ايران بعد تناغُم في العراق الذي شهد تعاوناً ضمنياً وغير مباشر بين الاميركيين والايرانيين في الهجوم المعاكس على «الدولة الاسلامية»، وتالياً فان سورية فرّقت، في هذا المعنى، ما جمعته «بلاد الرافدين».

وأعربت هذه الدوائر عن اعتقادها ان لبنان يتّجه الى «دوْزنة» موقفه من الواقع المستجد في المنطقة، فهو سيكون «شريكاً» في التحالف العربي - الغربي ضد الارهاب لكن في نطاق «حربه المحلية» على «داعش»، من دون «تكبير الحجر» والانخراط في لعبة المحاور التي غالباً ما دفع ثمنها، مشيرة الى ان لبنان الذي يواجه «داعش» على حدوده الشرقية في جرود عرسال ويتقفّى أثر خلاياه النائمة في مخيمات النازحين، لا يمكنه إدارة الظهر للتحالف الدولي - الاقليمي في مواجهة «الدولة الاسلامية» لكن لا يمكنه ايضاً الانضمام الى حملةٍ واحد من أهدافها العمل على اسقاط الاسد المدعوم من ايران و«حزب الله».

وبدا وزير الخارجية جبران باسيل، الذي وقّع على بيان «اجتماع جدة» وشارك في مؤتمر باريس، وكأنه يجهد لاظهار موقف لبناني «مركّب»، حين اعتمد تبريرات «مدوْزنة» لمعنى مشاركة لبنان وأهدافها، وهو قال بعد لقائه في العاصمة الفرنسية وزير الخارجية الاميركي جون كيري انه بحث في الموقف اللبناني من محاربة الارهاب ودور لبنان والمساعدات التي يطلبها للقيام بهذه المهمة، معلناً: «لم يطلبوا من لبنان أي شيء كي نرفضه او نقبله، لكن لبنان يفترض ان ينال دعما سياسياً ومادياً للقيام بهذه المهمة»، ومعتبراً ان «لبنان ليس في محور معيّن وسيشارك بحسب التطورات ولا يمكنه الدخول في حرب لان لدينا العديد من الأسئلة والمخاوف والهواجس. ولبنان يعي حدود ما يجري وله دور في العملية من غير ان يؤدي ذلك الى مطالب لا يمكن تأمينها وان يكون اي حراك عبئاً عليه».

واقترن تظهير الموقف «شبه الرسمي» مع حملة توقيفات واسعة النطاق تقوم بها اجهزة الأمن اللبنانية لمِن يشتبه بأنهم ينتمون الى «داعش»، وتجري، في هذا السياق، عمليات دهم «على مدار الساعة» لأمكنة إقامة النازحين السوريين ومخيماتهم. وسجلت الساعات الماضية توقيف 5 سوريين قيل انهم «خطرون» اضافة الى 25 آخرين بينهم مَن يشتبه بعلاقته بـ «جبهة النصرة».

ولم تستبعد دوائر مهتمة في بيروت ان تكون وراء «هبّة» أجهزة الامن اللبنانية وعمليات توقيفها لعشرات السوريين وإلقائها القبض على مَن يشتبه بعلاقاتهم بالتنظيمات الارهابية، محاولة لتعزيز «أوراق القوة» بيد المفاوض اللبناني في ملف العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و«النصرة»، وسط حديث عن «مقايضة مقنّعة» لمبادلة العسكريين بالموقوفين، اضافة الى مسائل اخرى تجري «جوْجلتها» عبر قنوات التفاوض القطرية - التركية.

واللافت ان «موضة» التفاوض لا تقتصر على الملف المرتبط بمصير العسكريين المخطوفين، بل هي تطول «الجبهات المتقابلة» بين الأطراف المحليين في مسعى يشبه «كاسحة الألغام» للتفاهم على توافقات الحد الأدنى لحفظ ديمومة عمل المؤسسات، وهو ما تجلى امس في المهمة التي اضطلع بها نائب رئيس حزب «القوات اللبنانية» جورج عدوان لدى رئيس البرلمان نبيه بري، ومن المتوقّع ان يستكملها رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة مع بري عيْنه.

وبدا من خلال المواقف المعلنة ان ثمة اتجاهاً الى فتح ابواب البرلمان «العاطل عن العمل» بسبب شغور موقع رئاسة الجمهورية، على ان يتولى مهمات تتصل بـ «تشريع الضرورة» المتصلة بمسائل ذات طبيعة مالية، كمناقشة سلسلة الرتب والرواتب وبعض الاصدارات المالية، اضافة الى الموازنة بعد تحويلها من الحكومة.

وثمة مَن يعتقد في بيروت ان «القطبة المخفية» في حوار «14 آذار» مع الرئيس بري، الشريك في قوى «8 آذار» تنطوي على امريْن هما: إمرار «تمديد آمن» للبرلمان بحكم الضرورة، خصوصاً ان وزير الداخلية نهاد المشنوق عاود امس التشكيك في إمكان إجراء الانتخابات بسبب الظروف الامنية، و«جس النبض» حول امكان فتح قنوات التواصل للتوافق على «اسم - تسوية» لانتخابه رئيساً للجمهورية.

سقوط المقاتل من «حزب الله» حسن نصر الله في العراق



| بيروت - «الراي» |

نعت مواقع الكترونية قريبة من «حزب الله» حسن محمد خليل نصرالله الذي «قضى أثناء قيامه بالواجب الجهادي دفاعا عن المقدّسات في العراق وسورية» كما جاء في بيان النعي.

ونصرالله هو ابن البازورية التي هي للمفارقة ايضاً بلدة الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله.

ورجّحت تقارير في بيروت ان يكون نصر الله سقط في العراق، علماً ان «حزب الله» كان نعى أواخر يوليو الماضي القيادي إبراهيم الحاج الذي ذكرت «رويترز» في حينه انه قضى بمعارك الموصل في العراق.