الهند تتجدد... بحثاً عن «تاج» الريادة والجمال
كشمير الهندية ... المدينة الحالمة تفتح ذراعيها للخليجيين
| الهند - من منصور الشمري |
1 يناير 1970
07:24 ص
• القوارب العائمة في بحيرة «سرينيجار» منازل 5 نجوم للسياح برهن التأجير
• «سرينيجار» عاصمة كشمير ومركزها التجاري والسياحي الحي
• قريتا «جلمار» و«بهل غام» هما جمال الطبيعة والهدوء والسكينة التي يبحث عنها السائح
• 99 في المئة من أهل كشمير مسلمون ويتحدثون الإنكليزية للتعارف بود مع السياح
• كشمير مدينة تنام في أحضان سلسلة من الجبال الشاهقة بدرجة حرارة 10 صيفا
كشمير وما أدراك ما كشمير مدينة الاحلام الهندية التي كثيرا ما سمعنا عنها وعن روعتها وجاذبيتها وطبيعتها الخلابة التي تأسر الالباب، وكثيرا ما سمعنا عنها كمدينة حالمة بسيطة ترقد في أحضان الطبيعة حيث يحيط بها سلسلة من الجبال الخضراء التي يكسو رؤوسها الثلج صيفا وشتاء في صورة بانورامية خلابة تجعلك تتخيل جنه الدنيا في كشمير الهند. ما سمعناه عن جمال كشمير الهند وجبالها التي تحتضن تلك المدينة جعل الشوق يزداد لزيارة هذه المدينة وتلمس ما سمعناه واقعا ملموسا محسوسا ولذلك كان القرار بشد الرحال الى مدينة الجمال كشمير. ولهذا الغرض انطلقت بنا الطائرة كوفد اعلامي من «أرانغ أباد» باتجاه مدينة نيودلهي في رحلة استغرقت ساعتين لتهبط بنا الطائرة ليلا ولنتوجه برفقه المرشد السياحي الى اكبر الفنادق فيها وهو فندق (أشوك) لنقضي به ليلتنا قبل ان ننتقل في اليوم التالي الى المطار مرة أخرى لنستقل الطائرة باتجاه مدينة (سرينيجار) عاصمة كشمير بلد الطبيعة لتنطلق مهمتنا الاعلامية الاخرى في استكشاف هذا المكان الجميل.
حال الوصول الى مطار «سريناجار» ظهرا كانت المفاجأة الاولى ان درجة الحرارة تكاد تزيد على عشر درجات بقليل في كشمير في وقت جلنا عددا من المناطق الهندية بداء من «بومباي» و«أرانغ أباد» و«نيودلهي» العاصمة وكانت درجة الحرارة تناهز الاربعين نهارا والثلاثين ليلا مع رطوبة شديدة في تلك المدن الامر الذي أذهلنا وجعلنا نتعرف على السبب الاهم في جمال هذه المدينة.
وعند خروجنا من المطار كان في استقبالنا المرشد السياحي للوفد الاعلامي وهي سيدة كشميرية تدعى زهيدة تتكلم الانكليزية بطلاقة وقليلا من العربية التي تعلمتها خلال وجودها لسنوات عشر مضت في المملكة العربية السعودية والتي بادرناها بسيل من الاسئلة عن طبيعة كشمير الهندية فردت بالقول درجة الحرارة لا تتعدى 20 درجة صيفا ومن الممكن ان تصل الى الصفر شتاء وهذا ما يميز كشمير كوجهة سياحية للزوار الذين يفدون الينا من كل حدب وصوب الا السياح الخليجيين لا سيما الكويتيين الذين نفتقدهم كثيرا في هذه المدينة الجميلة.
وعند سؤالها عن السبب في عدم وجود شهرة واسعة لكشمير الهندية كمدينة سياحية ردت زهيدة بالقول لا شك ان الاعلام هو السبب، فقد ظلم هذه المدينة عندما يصفها بكونها مدينة غير آمنة وهذا الامر غير صحيح وسوف تشاهدون ذلك بأم أعينكم.
وصدقت زهيدة في قولها عندما قاد الدليل السياحي المركبة التي تقل الوفد الاعلامي عبر الطريق الرئيسي والوحيد الذي يقسم المنطقة لنرى ونسجل العديد من الملاحظات البارزة عن تلك المدينة الجميلة ابرزها النظافة العامة في الطرق حيث من الصعب ان تشاهد القاذورات على الطريق في صورة علقت بالاذهان وأذهلتنا كصورة جمالية لأي مدينة كذلك المعمار الخاص بالمنازل والذي بني على الطريقة البريطانية باستثناء السعة الكبيرة للمنازل والتي كانت بمثابة الدليل الخاص بالمدينة وطابعها العمراني.
ومن ابرز الملاحظات التي رصدناها ايضا ان الحالة المادية لسكان المدينة جيد جدا من خلال نوعيه المركبات المنتشرة بالمدينة او التي تسير على الطرقات وكذلك انتشار المشاريع السياحية الرائدة لا سيما للعائلات من خلال انتشار الفنادق والاوتيلات التي صممت على افضل طراز لمواكبة الهجمة السياحية التي شهدتها المدينة، وانتشار المشاريع السياحية الاخرى مثل المنتجعات السياحية على البحيرات (منازل القوارب على ضفاف البحيرة ) وهي من المشاريع التي استقطبت السياح للسكن اضافة للفنادق وكذلك انتشار المركبات والتاكسي والدليل السياحي والذي يقوم بعمل رحلات سياحية للمناطق الجبلية والثلجية في المدينة.
ما ان وصلنا الى مقر استضافتنا الا وكان في استقبالنا مدير الفندق والذي رحب بنا بحرارة اضافة الى عدد من الشباب الكشميري صاحب الحظ الاوفر بالوظائف المتنوعة بالمدينة لكونه حاصل على المؤهلات التي تعينه على القيادة مثل التعليم العالي وتحدث اللغة الانكليزية لمواكبة نشاط الحركة السياحية في المدينة، الامر الذي اثار فضولنا وجعلنا نتقدم لاحدهم وهو موظف بالفندق ويدعي زهور ونسأله عن التعليم في كشمير ليفاجئنا بان معظم الشباب في كشمير يحظى بالتعليم الجامعي الامر الذي كان له الاثر الكبير في تقلدهم الوظائف بأنواعها في المدينة وأدى لتأهيله لأن يقود الحركة السياحية فيها، ويسهم فيها بشكل ملحوظ اضافة الى مساهمته في الارتقاء بمدينته وتطويرها من خلال النظافة العامة والسلوك العام، مشيرا الى أن مواطني مدينة كشمير اناس ودودون ويحبون المساعدة ويرحبون بالزوار ويتواصلون معهم من خلال اجادتهم للغة الانكليزية.
حديث ذلك الشاب عن مدينة كشمير واهلها جعلنا نرغب بالتعرف على كشمير الهندية كمدينة ونتوجه بالسؤال الى مرافقتنا ودليلنا السياحي زهيدة، لترد بالقول يبلغ عدد سكان كشمير ما يقارب المليونين و 500 الف نسمة 99 في المئة من السكان مسلمين وواحد في المئة هم بوذيون ومسيحيون واعراق متنوعة، ولذلك تجد المساجد منتشرة في هذه المدينة وتكاد تسمع الآذان 5 مرات في اليوم وتجد ان مطاعمها وفنادقها تقدم الطعام من اللحوم بأنواعها المذبوح على الطريقة الاسلامية وبالتالي فإن هذا الامر لا يشكل قلقا لدى الراغب بالسياحة في تلك المدينة.
وتضيف زهيده بالقول ان «ما شاهدتموه من حركة نشطة في مجال الخدمات العامة من خلال بناء الجسور وفتح الطرق وتشييد الجسور انما هدف الى الارتقاء بالمدينة من اجل احداث نقلة نوعية تواكب عملية الاقبال السياحي الكبير على كشمير وكذلك توجد صناعات محلية مثل صناعة الجلود والحقائب والملابس ذات التراث الكشميري.
بعد ذلك كان لابد من التجوال بمدينة كشمير حيث قادتنا زهيدة في اليوم الثاني لزيارة مدينة (جلمار) والتي تبعد عن مقر اقامتنا في عاصمة كشمير (سرينيجار) ما يقارب 60 كيلومترا باتجاه الحدود الباكستانية وهي مدينة سياحية تقع على قمة احد الجبال المطلة على كشمير وهي مرتفعة كثيرا عن سطح البحر وتتميز بدرجة الحرارة المنخفضة والتي تصل الى 20 درجة نهارا و10 ليلا وتكثر في تلك المنطقة الفنادق والمساكن للسياح الراغبين بالتأجير وقضاء الايام التي يريدونها في هذه المنطقة الجبلية.
وتتحدث المرشدة السياحية زهيدة بارفن عن منطقة جلمار بالقول انها منطقة خيالية للسياحة العائلية لا سيما ان كل مؤهلات السياحة العائلية موجودة من حيث وجود الامان والطبيعة الخلابة والامكانات وبالتالي هو المكان المثالي للسياحة.
وأضافت بالقول «يوجد في مدينة جلمار ثاني نادي غولف تم انشاؤه بالعالم عام 1902 وقامت بافتتاحه الملكة فكتوريا ملكة المملكة المتحدة انذاك تقديرا لرياضة الملوك ونشرها بالعالم ويتكون نادي الغولف في منطقة جلمار من عدد من القاعات للاستراحة وساحات خضراء للعب الغولف.
وخلال جولتنا في مدينة جلمار شاهدنا الاستراحات المخصصة للسياح الراغبين بالاقامة في هذه المنطقة الجميلة لايام باسعار تتراوح بين 25 و 30 دينارا لليلة الواحدة حيث تتكون الاستراحة من كوخ على الطراز الانكليزي يتكون من ثلاث غرف نوم وصالة تحيط به المساحات الخضراء من كل حدب وصوب، وفي المقابل تجد السياح يستقلون الخيول التي يتم تأجيرها من اصحابها للقيام بجولات في المنطقة وحقولها ووديانها لساعات في اجواء تشعرك بالسعادة الحقيقية.
وفي اليوم الثالث كان لا بد من زيارة المدينة الهادئة ذات الطبيعة الخلابة وهي قرية (بهل غام) وهي تبعد عن العاصمة (سرينيجار) ما يقارب 95 كيلومترا، وهي القرية التي أسرت الالباب فعلا حين الوصول لها من كثرة مريديها اولا ولجمالها الطبيعي الساحر حيث تشاهد جداول المياه الهادرة وهي تخرج من رؤوس الجبال الشاهقة نزولا لتشكل جداول مياه نقية مليئة بالمعادن الطبيعية التي تكاد تقسم الريف الجميل الى قسمين يتم العبور من خلالها بواسطة جسور حديدية انشئت للمشاة والسياح الراغبين باكتشاف هذه المنطقة الجميلة والتي تحيط بها الجبال الخصراء التي تناطح عنان السحاب في صورة بانورامية جميلة تخطف الالباب.
والاجمل في منطقة «بهل غام» درجات الحرارة التي تصل الى 10 درجات ظهرا و5 درجات ليلا في شهري يوليو واغسطس لتقل تدريجيا مع دخول شهر سبتمبر لتكون هذه القرية هي الوجهة السياحية المثلى للسياحة العائلية وارباب الاسر الراغبين في الهدوء والطبيعة الخلابة والطقس الملائم صيفا.
وما يميز «بهل غام» انتشار الفنادق التي انشئت في حضن الطبيعة الخلابة وهي ذات الاربع والخمس نجوم وتقدم الخدمات اللوجستية للسائح من مسكن ومأكل ومشرب ودليل سياحي للراغبين بالتجوال الامر الذي يجعل السائح يشعر بحالة من الصفاء والراحة والاسترخاء والاطمئنان في نفس الوقت على نفسه واسرته.
كشمير وما أدراك ما كشمير نعم انها صورة من الصعب وصفها لقدرة الله تعالى وجماله في الخلق الا انه من المؤكد ان الحديث عنها لن يفيها حقها من الوصف الدقيق لتلك الصورة البانورامية الجميلة وبالتالي فإن الزيارة والمشاهدة هي الابلغ في تبيان جمال كشمير وطيبة اهلها والذين يتميزون بمواصفات تجعل التواصل معهم سهلا اولها انهم مسلمون والاخر انهم يتحدثون اللغة الانكليزية كوسيلة تواصل مع الاخرين، والامر الاخر انهم ودودون جدا تجاه الغرباء الذين يفدون لمدينتهم لإيمانهم ان هولاء السياح مصدر دعم لاقتصادهم وانهم جاؤوا بهدف التمتع بجمال مدينتهم وهذا مصدر فخر لهم. ?