تقرير / محادثات كيري في بغداد تصلح ما أفسده المالكي

1 يناير 1970 06:25 ص
علمت «الراي» ان زيارة وزير الخارجية الأميركي جون كيري الى العراق، أمس، جاءت في إطار خطة لرسم علاقات جديدة بين بغداد وواشنطن على أسس تختلف عن تلك التي فرضها رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي وقضت في حينه بخروج القوات الأميركية من العراق. فالظروف الآن اختلفت والولايات المتحدة عدّلت من استراتيجيتها وأهدافها مع الانتقال من حماية المناطق الكردية وتقديم المساعدات الانسانية، الى ملاحقة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) اينما كان في العراق وتقديم الدعم الجوي للقوات العراقية في مناطق اخرى كالحديثة على سبيل المثال.

وقالت مصادر ديبلوماسية تسنّى لها مواكبة المحادثات الأميركية - العراقية لـ «الراي» ان «هذا التطور على مستوى العلاقة بين البلدين لن يقتصر على تعاون سياسي مرموق وعلى مستويات عليا فحسب، بل سيؤدي الى اتفاقات أمنية جديدة تتيح بقاء القوات الأميركية لمدة أطول في العراق وتعطي الحصانة الديبلوماسية للجنود الأميركيين، بعدما كانت حكومة المالكي رفضت ذلك».

وكشفت مصادر وزارية عراقية لـ «الراي» ان «الولايات المتحدة طلبت من العراق التحرك في اتجاه الدول العربية وعلى رأسها المملكة العربية السعودية خصوصاً ان هذه الدول هي مَن سيؤمن الغطاء السني اللازم والاساسي للحرب ضد «الدولة الإسلامية» تفادياً لتحوّل الحرب معركة شيعية مدعومة من الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها ضد سنّة العراق، كما تريد «الدولة الإسلامية» إظهارها».

وأكدت هذه المصادر ان «وزير الخارجية العراقي الجديد ابراهيم الجعفري سيضع على سلّم أولوياته زيارة الرياض بمباركة ليس فقط أميركية ولكن ايرانية ايضاً للتنسيق مع المملكة العربية السعودية وإرساء علاقات طبيعية معها بعدما كانت متوقفة منذ ايام حكم المالكي ولمدة ثمانية أعوام رفضت خلالها المملكة العربية السعودية التعاون مع بغداد».

وتحدّثت المصادر عيْنها عن ان «بغداد تعي ان محاربة «الدولة الاسلامية» لا يمكن ان تصل الى نهاية سعيدة الا عبر تعاون دول الجوار، وان العلاقة مع ايران لا تعني بالضرورة علاقة سيئة مع السعودية، بل ان بغداد تنتظر ان تبادرها الرياض بفتح صفحة جديدة تتخطى التعاون الديبلوماسي وتصل الى التعاون الأمني، خصوصاً مع وجود عدد كبير من ابناء المملكة في العراق»، مذكّرة بأن «ايران فتحت هي ايضاً صفحة جديدة مع السعودية عبر زيارة نائب وزير الخارجية حسين امير عبد اللهيان للرياض ومن المتوقع حصول زيارات متبادلة بين وزيري خارجية البلدين محمد جواد ظريف وسعود الفيصل».