بروفايل / برز في الساحة الفنية خلال فترة الثمانينيات والتسعينيات
محمد البلوشي... شدا بأغنيات التراث لإنقاذها من الإهمال
| إعداد حسين خليل |
1 يناير 1970
06:00 م
• رأى أن الأغنية الحالية لا تبشّر بالخير والوسط الفني يحمل السوء
• «عاند» انطلاقته الحقيقية... وراشد الخضر أستاذه
• غنى العديد من الأعمال الوطنية ولحّن لكبار المطربين
• شارك مع فرقة «الدانة» الكويتية وأصدر ألبوم «الوداع»
• قدّم أوبريت «ديرة الطيبين» مع فطومة وفواز المرزوق وهيثم الزايد عام 2008
• تعاون مع ملحنين أجادوا التعامل
مع صوته وفي مقدمهم سليمان الملا
حفل الزمان الجميل بابداعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن.
يعتبر المطرب محمد البلوشي من أبرز الأصوات الغنائية في الساحة الكويتية خلال الثمانينات والتسعينات من القرن الماضي، فهو يتمتع بقدرات كبيرة في الغناء والعزف أثمرت أعمالاً غنائية وطنية وعاطفية من بينها «كل شي معقول، يا نار شبي، رائع جمال الزين، يا لابس الوردي، أمان الله»، وأغنيات أخرى حققت له نجاحاً وشهرة على الساحة العربية عموماً والخليجية خصوصاً، كما كانت ألحانه متميزة وخصوصا مع الفنانين نبيل شعيل ونوال الكويتية.
البداية
ولد محمد ملا عباس البلوشي في 31 ديسمبر 1965، بدأ تعمقه في الفن والموسيقى خلال المرحلة الثانوية ثم درس في المعهد العالي للفنون الموسيقية، واجتهد كثيراً إلى أن أصبح مطرباً داخل المعهد وخارجه، وشارك في الأنشطة الفنية الخارجية التي يقدمها المعهد. واستفاد من دراسته للموسيقى والموشحات وتعلم الكثير من أستاذه الفنان أحمد باقر في الأغاني الشعبية والتراث.
ومع فرقة التلفزيون للفنون الشعبية التي انتسب إليها كعضو، تعلم الفنون الشعبية الأصيلة، وتعاون مع كبار الفنانين في الفرقة أمثال غنام الديكان ومرزوق المرزوق وبدر الجويهل. وواجه مصاعب كثيرة منها العثور على كلمات الأغاني وألحانها لتسجيلها، إلى أن حصل على مساندة من الفنان البحريني يوسف الغانم.
ويعد البلوشي من الفنانين القلائل الذين يعشقون الالتزام في المسيرة الغنائية ودرسوا الموسيقى أكاديمياً، إذ تخرج عام 1986، وساعده ذلك على أن يسير بخطى ثابتة في مسيرته الفنية الطويلة. كما له تجربة غنائية كويتية ثرية لفتت انتباه محبي الغناء الخليجي منذ بداياته، وتوقعوا له مستقبلاً واعداً، خصوصاً أنه برع في تقديم اللون الشعبي، وفعلاً تحقق ذلك، وعلا نجمه ليصبح أحد أكثر المطربين الكويتيين تميّزاً في الثمانينات.
معهد الموسيقى
بتشجيع من صديقه عدنان الخشتي وبسبب كرهه لمادتي «الانجليزي والرياضيات وحينها كان في سن المراهقة يغني مع الاصدقاء ويحلم ان يكون مطربا، فقرر الإنضمام الى المعهد الموسيقي ثم المعهد العالي للفنون الموسيقية.
«الدانة»
شارك البلوشي مع فرقة «الدانة» الكويتية عام 1983، وأصدر ألبوما بعنوان «الوداع» الذي ضم أغنيات عاطفية، وغنى في نفس العام ست أغنيات من ألحانه ومنها مقدمة المسلسل التلفزيوني «علي بابا» وكتبها الشاعر الغنائي ماجد سلطان.
«عاند»
شكّلت أغنية «عاند» البداية الحقيقية والانطلاقة الفنية للبلوشي، وهي اول تعاون له مع الفنان الراحل راشد الخضر وقد صاغ كلماتها الشاعر عبداللطيف البناي وغناها في عام 1985 حينها كان طالبا في المعهد الموسيقي. وفي العام نفسه غنى المطرب محمد البلوشي «يا بدايتنا» من كلمات سامي العلي وألحان محمد الرويشد، وكذلك أغنية «أتقرب» من كلمات عبدالإمام عبدالله وألحان سليمان الملا.
«على الدنيا السلام»
شارك البلوشي في المسلسل الجميل «على الدنيا السلام» الذي أنتج من تلفزيون الكويت عام 1987، من خلال أغنية مقدمة ونهاية المسلسل وهي من كلمات الشاعر عبداللطيف البناي والحان أنور عبدالله.
أعمال متنوعة
نوع الفنان محمد البلوشي في الأعمال التي قدمها ولجأ إلى نماذج مختلفة وأساليب متباينة في تعامله، لا سيما على مستوى الكلمات التي لحنها وغناها لتلبية أذواق الجمهور وحاجة المرحلة في تلك الفترة، فقدم أعمالا غنائية عاطفية ووطنية.
ومن الأعمال التي قدمها هي «ماكو إلا أنت» من كلمات الشاعر الغنائي مبارك الحديبي وألحان الفنان القدير غنام الديكان، وأغنية «هوه يا هوه» من تأليف الشاعر ساهر والمذهب مأخوذ من أغنية تراثية من زنجبار سمعه من فرقة بحرية.
وبعد سنوات من العطاءات قدم خلالها أغنيات جميلة تعاون فيها مع ملحنين ومؤلفين شباب، تعاون مع الشاعر الغنائي بدر بورسلي والملحن الرااحل راشد الخضر في العام 1989، ولحّن أغنية «شوق» للفنان سليمان الملا من كلمات الشاعر الغنائي أحمد الشرقاوي، وغنى «سيدي سيلمان» من كلمات الشاعر البحريني المعروف علي الشرقاوي وألحان الفنان خالد الشيخ.
تعاون في الألحان
تعاون البلوشي مع عدد من الملحنين الذين أجادوا التعامل مع صوته وفي مقدمهم سليمان الملا الذي لحن له اغنية «ان الله سلمني، مريت»، وصالح الشهري الذي قدم له الحان بعض الاغاني الشعبية مثل «لي صاحب، ردني لدار خلي، وأيضا خالد الشيخ الذي قدم له لحن سيدي سليمان و«غردي كالعصافير».
أغان تراثية
غنى البلوشي العديد من الأغاني التراثية منها «يا سعود» و«دار الهوى»، واهتم بهذه النوعية رغم أن هذه الأغنيات باتت تعاني في الفترة الماضية من الإهمال.
مرحلة الغزو
كان البلوشي أبرز الفنانين الذين اضطلعوا بدور كبير في تقديم الأغنية الكويتية الوطنية، وعندما وقع الغزو والاحتلال عام (1990) بقي في البلاد سبعين يوماً، ثم توجه إلى المملكة العربية السعودية، وقدم فيها أغنية «هيه الكويت» التي بدأ تلحينها في الكويت أيام الاحتلال، وذلك كمشهد ختامي لمسرحية «هدام الديرة» وهي من ألحانه وغنائه وكلمات ساهر. وفي عام 1991 لحن شريطاً غنائياً وطنياً للفنانة نوال احتوى على ثماني أغنيات.
بعد التحرير
بعد التحرير استمر محمد البلوشي في تقديم الأغنية الوطنية، فلحن وغنى «يا كويتيين» من كلمات الشاعر الشاهين، ولحن «نفديك يا وطني» لمناسبة العيد الوطني من تأليف ناشي الحربي وغناها المطرب عبدالكريم عبدالقادر، في أول تعاون بينهما.
كذلك تعاون مع الفنان الراحل غريد الشاطئ في أغنية «حنا لها» من كلمات الشاعر الغنائي ناشي الحربي، ولحن وغنى ثلاث أغنيات عن الأسرى الأولى من كلمات علي المعتوق، والثانية من كلمات ساهر، والثالثة من كلمات الشاعر الغنائي الراحل عبدالأمير عيسى. وأيضاً شارك مع عبدالله الرويشد وماجدة الرومي وسوزان عطية في أغنية «نقوش على عباءة الكويت» من تأليف الشاعرة الدكتورة سعاد الصباح وألحان أنور عبدالله. وبمناسبة اطفاء آبار البترول قام بتلحين وغناء أغنية «لنا الفخر» وهي من كلمات الشاعر علي المعتوق.
يا نار شبي
شارك البلوشي عام 1993 في أربع حفلات غنائية كبيرة خارج الكويت: اثنتان في لندن والثالثة في جنيف والرابعة في باريس، وفي العام نفسه فازت أغنيته «يا نار شبي» بالمرتبة الأولى بين الأغنيات العربية الأكثر طلبا في إذاعة «مونت كارلو» ضمن البرنامج الإذاعي المنوع «نافذة على الخليج».
ديرة الطيبين
شارك البلوشي في أوبريت «ديرة الطيبين» مع فطومة وفواز المرزوق وهيثم الزايد عام 2008، وهي عبارة عن تسع لوحات فنية تتحدث عن كويت الماضي وأسندت مهمة الإخراج الى عبدالله عبدالرسول وصاغ كلماتها الشاعر عبداللطيف البناي ولحنها أنور عبدالله.
تعاونات فنية
تعاون محمد البلوشي مع مطربين عرب من بينهم راغب علامة في «يا خاين الحب» و»ما يجوز». وأصالة في «كثر الله خيرك»، وراشد الماجد في «سألنا عنك يالمحبوب وينك»، ومن الكويت غنى له أكثر من مطرب من بينهم نوال، نبيل شعيل، عبدالله الرويشد، حمد المانع.
من أقواله
• الأغنية الحالية لا تبشر بالخير والوسط الفني يحمل السوء.
• «عاند» انطلاقتي الفنية الحقيقية... والراحل «الخضر» أستاذي.
• اتجهت لـ «التراثية» لإنقاذها من الإهمال.