قدّم ترشحه للانتخابات النيابية و«طار» في رحلة خاصة
بري نأى بنفسه عن «مبادرة 14 آذار»
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
04:05 م
في اطار استكمال لعبة «عضّ الاصابع» الدائرة على تخوم ملف الانتخابات الرئاسية وما أفرزته من تعطيل عمل البرلمان وفق معادلة «لا انتخابات رئاسية = لا مجلس نواب عاملاً وكأن شيئاً لم يكن» الذي رفعته قوى 14 آذار ومعها العماد ميشال عون، مضى رئيس مجلس النواب نبيه بري في عملية الضغط لـ «مقايضة» التمديد الذي «لا مفرّ منه» للبرلمان الذي تنتهي ولايته في نوفمبر المقبل بالحصول على ضمانات بالإفراج عن العمل التشريعي تحت عنوان رفضْه ان يكون رئيس برلمان «عاطلاً عن العمل» في مرحلة التمديد المتلازم مع شغور رئاسي.
وبعد نحو اسبوعين من إصدار «الحكومة الرئاسية» مرسوم دعوة الهيئات الناخبة لانتخابات نيابية في 16 نوفمبر مشوبة بـ «عيب» انقضاء يومٍ من المهلة الدستورية المحدّدة بتسعين يوماً لتوجيه هذه الدعوة ما يستدعي ادخال تعديل على المهل الواردة في قانون الانتخاب، تقدّم الرئيس نبيه بري امس بترشحه ومضى في «رحلة خاصة».
واكتسبت خطوة بري اهميتها لأنها جاءت على وقع استمرار شدّ الحبال بينه وبين 14 آذار على خلفية تعطيل عمل البرلمان، وهو ما عكس بحسب دوائر سياسية مضيّ بري في استخدام ورقة التمديد لمجلس النواب والتي جاهر «المستقبل» برغبته في لعبها حرصاً على التعقيدات الدستورية التي يمكن ان تنشأ عن حصول الاستحقاق النيابي قبل الرئاسي او عدم القدرة على إتمام الانتخابات النيابية في مواعيدها، وذلك اولاً للضغط لإطلاق عجلة التشريع وثانياً لتحميل «تيار المستقبل» تحديداً وزر التمديد الثاني على التوالي لمجلس النواب والذي بات شبه حتمي رغم تلافي الإقرار بهذا الامر علناً حتى الساعة.
كما شكّل سفر بري بعيد إطلاق 14 آذار مبادرتها لكسر المأزق الرئاسي على قاعدة البحث عن مرشح تسوية مع «تعليق» ترشيح الدكتور سمير جعجع، ترجمة لموقفه الذي اعتبر ان المبادرة «لم تحمل جديداً وليقنعوا العماد عون بها»، في اشارة ضمنية إلى تمسكه وفريق 8 آذار بان يتولى تيار «المستقبل» تحديداً ابلاغ عون بصراحة انه لن يسير به مرشحاً توافقياً، وهو ما كان الرئيس سعد الحريري تفاداه واعتبره في سياق «هدية مسمومة» من 8 آذار التي لا تريد عون ولكنها ترغب في رمي كرة «حرقه» عند «المستقبل» الذي ربط الموافقة على عون بسير مسيحيي 14 آذار به مؤكداً ان لا فيتو عليه.
ومعلوم ان الانتخابات النيابية التي تمت الدعوة لإجرائها على اساس قانون الستين المعدّل يلحظ اقتراع المغتربين. وقد حدد مرسوم دعوة الهيئات الناخبة يوم الجمعة الواقع فيه 2014/11/7 لاقتراع اللبنانيين الموجودين في دولة الكويت.