استهدف صالونات الحلاقة... طالباً من الزبائن صورة «المدنية»
«ابن البلد»... دبّس «بلدياته» بآلاف الدنانير نصباً بتأدية فريضة الحج بـ 100 دينار
| كتب عزيز أحمد |
1 يناير 1970
10:06 م
• الضحايا فوجئوا بتراكم فواتير وعقود هاتفية... لا يعلمون عنها شيئاً
«اه منك يا ابن البلد... فعلها فينا بلدياتنا».
هذا هو لسان حال اكثر من مئة شخص تعرضوا للنصب على يد «بلدياتهم» الذي أوهمهم بتأدية مناسك الحج بقيمة 100 دينار فقط لكل منهم، وأغراهم أكثر وأكثر عندما قال لهم «لا تدفعوا الآن إلا عندما تستلمون تذاكر السفر والحجوزات كاملة، وكل ما هو مطلوب منكم إعطائي صورة فقط عن بطاقاتكم المدنية».
أبناء البلد الذين يحلمون بتأدية المناسك راقت الفكرة لهم بتأدية المناسك وبهذه القيمة المادية فقط خاصة انهم يتمنون أداء الفريضة، وقالوا الله يرزقنا ولم يدر في علمهم انهم وقعوا في شرك نصبه ابن بلدهم او كما يقال «بلدياتهم».
الواقعة بدأت من صالون حلاقة في السالمية عندما دخله زبون ينوي قص شعره وراح يتحدث عن إمكاناته في تسهيل الحصول على فيزا وأداء الفريضة موضحا في آن معاً وقبل ان يستفسر من بات أحد ضحاياه لاحقاً، سأسجل كلاً منكم بأنك طباخ أو ممرض أو مساعد لعجوز في الحملة الفلانية او الحملة...
انطلت على من كان في صالون الحلاقة حيلة النصاب باسم أداء الفريضة، وزوده كل منهم بصورة عن بطاقته المدنية، وحتى يزيدهم اطمئناناً أبلغهم بأنه ليس مطلوب منهم «دفع أي حاجة دلوقتي»، وقال لهم «أنا عاوز أساعدكم، وان كنتم تعرفون حد تاني عاوز يحج هاتولي صورة عن بطاقته المدنية».
وكان له ما كان وكرّت سبحة النصب عندما اكتشف من زُينت دروبه بالورود ان النصاب «دبّسهم» بعقود هاتفية ومبالغ طائلة أدناها 500 دينار!
الاكتشاف الذي صدمهم اثر تلقيهم إشعارات من الشؤون القانونية مكاتب التحصيل تطالبهم بدفع ما عليهم من فواتير... حتى فقدوا صوابهم!
واثر بحثهم عمن أغراهم بأداء الفريضة أدركوا ان هاتفه خارج نطاق التغطية ولم يجدوا إلا المخفر سبيلا حتى يقصدوه فوجدوا من سبقهم اليه في الشكاوى وعبر فخ «وعد أداء الفريضة بثمن لا يتجاوز الـ 100 دينار... والدفع لاحقا، والمطلوب صورة عن البطاقة المدنية فقط حتى فاق عدد المنصوب عليهم اكثر من 100 شخص، وقد يكون هذا الرقم مرشحا للارتفاع خاصة ان ابن البلد كان يستهدف صالونات الحلاقة التي يعمل فيها «أبناء البلد»، وآه منك يا بلدي، ويا بلدياتنا وايه اللي عملتوا فينا بعد ان دبستنا بالآلاف المؤلفة من الدنانير.