ترجّلوا من سياراتهم الفارهة وبحوزتهم «الفحم والمعسّل»... وفعلتهم أثارت استياء البريطانيين
شبّان عرب عرقلوا المرور في لندن بتدخينهم «الشيشة» وسط الشارع
| لندن - من إلياس نصرالله |
1 يناير 1970
02:41 م
أثار تصرف غير مسؤول لمجموعة من الشبان العرب من دول الخليج ضجة واسعة في بريطانيا بعد أن شوهدوا وهم يترجلون من سياراتهم الفارهة، حاملين معهم الشيشة ولوازمها من فحم متوهج ومعسل، وينصبون أكثر من جلسة لتدخينها في وسط الشارع في نايتسبريدج (أرقى أحياء لندن على الإطلاق، وتحديداً مقابل متجر هارودز الشهير وسلسلة أخرى من المتاجر الأخرى الفاخرة، وليس بعيداً عن قصر باكنغهام المقر الرسمي لملكة بريطانيا)، وهي المنطقة التي تجذب إليها بلا توقف عشرات آلاف الزوار العرب من دول الخليج.
ووفقاً لشهود عيان أحضر الشبان العرب كراسيهم والشيشة، بعدما نزلوا من سياراتهم الباهظة الثمن، وجلسوا يدخنون بكل هدوء وسط الشارع غير آبهين بحركة السير الكثيفة وضجيج السيارات والمارة من المتسوقين وغيرهم الذين تعج بهم هذه المنطقة التي تجتذب، بالإضافة لسكان الحي، أعداداً كبيرة من الناس العاديين والسياح الأجانب، والعرب منهم في شكل خاص، الذين تزداد أعدادهم في فصل الصيف عادة.
وتلقت وسائل الإعلام البريطانية رسائل احتجاج كثيرة من سائقي السيارات الغاضبين الذين شاهدوا مدخني الشيشة أثناء مرورهم في شارع أولد برومتون رود. ومع أن الشرطة تلقت شكاوى من المواطنين بهذا الخصوص، إلا أن ضباط الشرطة تلكأوا في الحضور إلى الموقع، وعندما وصلوا وجدوا أن المدخنين غادروا المكان حاملين معهم كراسيهم والشيشة وأغراضهم الأخرى. وكانت وسائل الإعلام البريطانية أبرزت تصرفات أخرى للشبان العرب الذين يزورون لندن في فصل الصيف، خاصة استخدامهم للسيارات الفاخرة وقيادتها بسرعة وسط شوارع المدينة المليئة بالسيارات وإيقافها في أماكن ليست مخصصة للوقوف، وهي مسألة اعتاد سكان الحي عليها وتعايشوا معها ومع تصرفات أخرى غير مألوفة بالنسبة للمجتمع البريطاني، من ضمنها انتشار المقاهي التي تُقدِّم الشيشة لزبائنها على أرصفة الطرق في حي نايتسبريدج وإدجوار رود وغيرها، لكن أن يقوم الشبان بوضع كراسيهم وسط الطرق بين السيارت المارة من الجانبين وتدخين الشيشة، فهذا تصرف غير مسبوق ويثير امتعاض وغضب البريطانيين.
وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي على شبكة الانترنت بالتعليقات الرافضة لهذا التصرف وقال أحد المعلقين «بالنسبة لي هذا تصرف غير مقبول في منطقتي وآمل أن تعالج الشرطة هذه المسألة». فيما قال تعليق آخر «هذا تصرف خطير جداً... فيكفي أن يأتي أحد الروس بسيارته المرسيدس المصفحة من طراز جي واغون ويمعسهم». لكن بالإضافة إلى هذه التعليقات الطبيعية ظهرت تعليقات تنم عن لهجة عنصرية وكراهية للعرب، حيث كتب شخص يوحي اسمه بأنه يهودي ويُدعى حايم بادامان «أشكركم مرة أخرى على تدخينكم... ينبغي تشجيعهم على العيش في شكل خطير. فأمور الصحة والسلامة العامة مسألة تخص الجمال في الصحراء. فاتبعوا ذلك الجمل».