احترام العقل

العمل شيء والكره والمحبة شيء آخر...

مصلحة البلد شيء والكره المتبادل وقلة الأدب بلغة الحوار شيء آخر...

أن يكره المواطن المدعو رائد المواطن مشاري، فهذا أمر لا يهم معظم أهل البلد... لأن أهل البلد يعلمون أن كل واحد منهما له مصالحه الخاصة ومصالح حزبه (وإن كانت البلد ليس به أحزاب).

وأن يسب المواطن عماد المواطن سالم... فهذا أمر تحكم فيه المحاكم. لأن الغالبية تعلم أن عماد وسالم، كل يعمل لمصلحته وليس لمصلحة البلد أي مكان بقلبيهما.

وأن يعتدي المواطن محمود بالألفاظ القذرة على المواطن عادل... أيضاً أمر تحكم فيه المحاكم، وليس لبقية المواطنين إلا انتظار حكم المحكمة، لأن المواطن يعلم أن محمود وعادل كل لديه أوامر يجب عليه أن ينفذها، وإلا فإن وجود محمود أو عادل منتحراً ليس أمراً مستغرباً.

أما أن ينشغل البلد بماذا قال رائد لمشاري... وماذا قال عماد لسالم وماذا قال محمود لعادل... نعم، ينشغل البلد ويصبح ماذا قال كل منهم للآخر هو العنوان الرئيسي لبعض الصحف. وأن يتصدر ماذا قال كل منهم للآخر نشرات الأخبار المحلية، فهذا أمر مرفوض. ويجب وقف تصدرهم وتصدر ألفاظهم القذرة للأخبار.

فحتى الأطفال والشباب في البلد انحدرت لغة الحوار لديهم. ومسألة الاعتداء اللفظي والجسدي بينهم ستزداد بسبب ما يقوم به رائد ومشاري وعماد وسالم ومحمود وعادل.

«ترى الطبقة الصامتة بالبلد لم تعد تتحمل أكثر».