التحالف الدولي لمواجهة «داعش» قد تؤخره الخلافات الخليجية

أوباما: دول في المنطقة موّلت متطرفين لتحقيق مصالحها

1 يناير 1970 04:43 ص
- هزيمة «الدولة الإسلامية» تحتاج استراتيجية إقليمية خصوصاً مع شركائنا السنّة

- خيارنا لن يكون بين الأسد والمتطرفين ... سندعم المعارضة المعتدلة

• الأمم المتحدة تتحدث عن كارثة إنسانية قوامها 3 ملايين لاجئ سوري
أكد الرئيس باراك أوباما ان بعض الدول في المنطقة فكرت في بعض الاحيان ان تحقيق مصالحها من خلال تمويل الجماعات المتطرفة واستخدامها كأدوات «ليس استراتيجية سيئة».

وقال أوباما في مؤتمر صحافي في واشنطن ليل اول من أمس ان النجاح في محاربة تنظيم «الدولة الاسلامية» (داعش) يتطلب ان تكون هناك حكومة في العراق تعطي السنة أملا بانها تمثل مصالحهم وتنفذ الالتزامات التي قطعتها في 2006 و2007 و2008 في ما يتعلق مثلا بقانون اجتثاث البعث وعدم استبعاد الناس من الوظائف الحكومية.

واشار الى ان مكافحة «الدولة الاسلامية» تتطلب ايضا «ان تتوقف دول في المنطقة عن اعتماد سياسات متناقضة نحو هذه الجماعات المتطرفة»، مضيفا: «الحقيقة انه كانت هناك بعض الدول في المنطقة التي فكرت في بعض الاحيان ان تحقيق مصالحها من خلال تمويل هذه الجماعات واستخدامها كأدوات ليس استراتيجية سيئة».

وتابع ان «رسالتنا الى المنطقة برمتها هو ان ما يحصل حاليا يجب ان يمثل تحذيرا الى السنة والشيعة والجميع بان جماعات مثل الدولة الاسلامية هي خارج الاعراف الطبيعية».

وقال الرئيس الاميركي ان هزيمة «الدولة الاسلامية» على المدى الطويل تحتاج الى استراتيجية اقليمية وان واشنطن لن تقوم لوحدها بهذه المهمة، مضيفا: «علينا القيام بذلك مع شركائنا وتحديدا السنة».

وردا على سؤال، اشار اوباما الى انه لا يتعين على الولايات المتحدة الاختيار بين الرئيس السوري بشار الاسد والجماعات التي تقوم بهذا العنف غير المعقول، مضيفا ان بلاده ستواصل دعمها للجماعات المعتدلة في المعارضة السورية.

وقال الرئيس الاميركي انه طلب من المسؤولين العسكريين اعداد مجموعة من الخيارات العسكرية لمواجهة مقاتلي تنظيم «الدولة الاسلامية» في سورية لكنه أوضح أن استراتيجيته لم يستكمل تطويرها بعد.

وحذر من تكهنات بأن يكون على وشك اتخاذ قرار بتوسيع نطاق ضربات جوية ضد «الدولة الاسلامية» لتشمل أهدافا أبعد من التي ضربت فعلا في هجمات أميركية في العراق.

وقال: «لا أريد أن أضع العربة أمام الحصان. ليس لدينا استراتيجية بعد، أعتقد أن ما رأيته في بعض التقارير الاخبارية يشير الى أن البعض استبق الاحداث وتجاوز ما نحن فيه الان».

واعلن عن ارسال وزير خارجيته جون كيري الى المنطقة للعمل على بناء تحالف ضد «الدولة الاسلامية».

في هذه الاثناء، شكك خبراء في امكانية تشكيل تحالف بسرعة، لاتخاذ خطوات ملموسة كالخيار العسكري، يضم الدول الخليجية التي يجتمع وزراء خارجيتها في جدة اليوم.

فالخلافات والمنافسة كبيرة جدا بين بعض دول الخليج لدرجة قد يكون من الصعب جدا بحسب الخبراء ان تكون هذه الدول في معسكر واحد.

ويرى الخبراء ان فشل جهود التقارب بين دول الخليج سيؤثر سلبا على امكانية تشكيل جبهة موحدة في الخليج تنضم الى أي تحالف دولي ممكن في مواجهة «الدولة الاسلامية».

وابدى المحلل الاميركي المتخصص في شؤون المنطقة فريديريك ويري حذرا كبيرا في هذا المجال، قائلا ان دول مجلس التعاون الخليجي الست تجد اصلا صعوبة في التعاون في ما بينها في المجالات العسكرية والاستخباراتية بسبب «الريبة» و«الخلافات».

واذا ما شاركت دولة من هذه الدول في عمل عسكري «تكميلي للضربات الاميركية»، فان ذلك لن يتعدى، بحسب ويري، «اعطاء شرعية رمزية (للعمل العسكري) من قبل دولة عربية».

واعتبر ويري انه من غير المتوقع ان «تتطور عدائية كل من السعودية وايران ضد تنظيم الدولة الاسلامية الى تعاون حقيقي» بين البلدين.

وبحسب قوله، فان هناك «الكثير من الملفات الاستراتيجية التي تفصل بين البلدين: ليس فقط الانقسام السني - الشيعي والفارسي - العربي، بل ايضا سورية ولبنان والبحرين والملف النووي خصوصا، الوجود الاميركي في المنطقة».

على صعيد آخر، دقت الأمم المتحدة ناقوس الخطر في ما يتعلق بالكارثة الانسانية التي يمثلها اللاجئون السوريون بعد ان تجاوز عددهم في دول الجوار 3 ملايين لاجئ، فضلاً عن 6.5 مليون نازح في الداخل السوري.