ترحيب دولي بالاتفاق... وطهران تعلن بدء «تسليح» الضفة الغربية
التزام إسرائيلي وفلسطيني وقف النار ونتنياهو يواجه عاصفة انتقادات داخلية
| القدس - من محمد أبو خضير وزكي أبو الحلاوة || طهران - «الراي» |
1 يناير 1970
04:31 م
احترم الفلسطينيون واسرائيل، امس، وقف النار الدائم الذي تم التوصل اليه بعد 50 يوما من حرب مدمرة يؤكد كل من الطرفين انتصاره فيها، في وقت واجه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عاصفة من الانتقادات داخل حكومته في شأن حملة لم تسفر عن منتصر.
وامضى الفلسطينيون في قطاع غزة والاسرائيليون حوله ليلة هادئة بعد دخول الاتفاق حيز التنفيذ عند الساعة 19،00 مساء الثلاثاء (16.00 تغ) على اثر حرب ادت الى مقتل 2143 فلسطينيا معظمهم من المدنيين ونحو 70 اسرائيليا معظمهم من العسكريين. وقالت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي ان «اسرائيل والفلسطينيين ملتزمون وقف النار». واوضحت انه «لم تجر اي عملية اطلاق صاروخ على الاراضي الاسرائيلية او غارة اسرائيلية على قطاع غزة منذ مساء الثلاثاء».
وأوضحت أن «إسرائيل استهدفت خلال الحملة العسكرية التي بدأت في يوليو الماضي نحو 5230 هدفا في غزة بينما أطلق المسلحون الفلسطينيون نحو 4590 صاروخا في اتجاه إسرائيل سقط منها 3600 صاروخ داخل إسرائيل، بينما تمكنت الأنظمة المضادة للصواريخ من اعتراض الباقي أو أنها سقطت داخل الأراضي الفلسطينية».
ويتضمن الاتفاق، حسب الوسيط المصري، فتح المعابر بين قطاع غزة وإسرائيل لإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثة ومستلزمات الاعمار والصيد البحري، وتخفيف الحصار الذي تفرضه اسرائيل منذ العام 2006 على القطاع.
لكن هناك عدد من القضايا الخلافية التي سيؤجل البحث فيها وهي «الميناء والمطار وجثامين الضحايا والاسرى بما في ذلك الاسرى النواب اضافة الى المحررين في صفقة شاليت الذين تم اعتقالهم منذ بدء العدوان والدفعة الرابعة» من الاسرى الفلسطينيين المتفق على اطلاقهم، وفق مصدر فلسطيني قريب من مفاوضات القاهرة.
واعلنت حركة «حماس» المعنية مباشرة بالاتفاق انه «انتصار للمقاومة». وقال سامي ابو زهري الناطق باسم الحركة في مؤتمر صحافي عقده في مستشفى الشفاء في غزة: «استطعنا ان ننجز ما عجزت عنه جيوش العرب مجتمعة، اليوم نهنئ شعبنا الفلسطيني بهذا الانتصار الكبير، ونهنئ امتنا العربية بهذا الانتصار».
وشارك قادة بارزون في «حماس» و«الجهاد الاسلامي» الحشود في الشوارع احتفالاتهم. وقال محمود الزهار، القيادي في «حماس»: «سنبني الميناء والمطار، ومن يعتدي على مينائنا سنعتدي على مينائه ومن يعتدي على مطارنا سنعتدي مرة اخرى على مطاره».
واعتقلت الفصائل الفلسطينية 15 متخابرا مع اجهزة الامن الاسرائيلية خلال الايام الاخيرة بعد نجاح الفصائل في اختراق طرق اتصالهم مع ضباط هذه الاجهزة.
وفي الجانب الاسرائيلي، قال ليران دان وهو ناطق باسم نتنياهو لاذاعة الجيش ان «حماس تلقت اقسى الضربات منذ انشائها ومنيت بهزيمة عسكرية وسياسية». واضاف ان «حماس لم تحصل على شيء مما كانت تطالب به». ونقلت وسائل الاعلام ان نتنياهو رفض اجراء تصويت في الحكومة الامنية المصغرة قبل اعطاء ضوء اخضر لوقف النار الذي يعارضه 4 على الاقل من الاعضاء الثمانية في الحكومة. واتهم وزير الاقتصاد نفتالي بينت نتنياهو باعلان الموافقة على وقف النار من دون تصويت او قرار رسمي من الحكومة. وذكر للاذاعة انه «ووزراء اخرين في الحكومة يعارضون كليا اعلان وقف النار الذي دعت اليه مصر ودخل حيز التنفيذ في قطاع غزة». واوضحت الاذاعة ان «حالة من التذمر تسود في اوساط وزراء الحكومة بعد اعلان هذا القرار فيما يبدو واضحا ان حالة من الانقسام تسود الحكومة الاسرائيلية بسبب موافقة نتنياهو على وقف النار من دون استشارة احد».
كما اعلن كل من وزراء الخارجية افيغدور ليبرمان والامن الداخلي اسحق اهرونوفيتش والاتصالات جلعاد اردان علاوة على نفتالي بينت معارضتهم لقرار وقف النار مؤكدين دعمهم مواصلة الاعمال العسكرية في القطاع.
واوضحت الاذاعة ان كلا من نتنياهو ووزير الدفاع موشيه يعالون كانا من مؤيدي اعلان وقف اطلاق النار دون أي دعوة للحكومة لدراسة المقترح المصري قبل اتخاذ اي قرار.
وكتب المحلل شيمون شيفر في صحيفة «يديعوت أحرونوت»: «بعد 50 يوما من الحرب التي قتل فيها تنظيم ارهابي عشرات الجنود والمدنيين وقضى على الروتين اليومي ووضع البلاد في محنة اقتصادية... كنا نتوقع أكثر من اعلان وقف اطلاق النار. كنا نتوقع أن يذهب رئيس الوزراء الى مقر الرئيس ويبلغه بقرار الاستقالة من منصبه».
في المقابل، رحب وزير الخارجية الاميركي جون كيري باتفاق وقف النار. وقال: ندعم بقوة اتفاق وقف اطلاق النار»، داعيا الاطراف المعنية الى «التزام بنوده بالكامل». كذلك عبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن امله ان يمهد الاتفاق الطريق امام «عملية سياسية» بين اسرائيل والفلسطينيين.
ورحبت قطر في بيان باتفاق وقف النار في غزة واكدت استعدادها للمشاركة في اعادة اعمار القطاع.
وفي طهران، حيت وزارة الخارجية الايرانية، امس، «انتصار» الفلسطينيين الذي «اركع النظام الصهيوني». وأكدت في بيان ان «الشعب الفلسطيني البطل حقق ملحمة جديدة بانتصار المقاومة التي اركعت النظام الصهيوني».
واكد قائد قوات الباسيج التابعة للحرس الثوري العميد محمد رضا نقدي، ان «عملية تسليح الفلسطينيين في الضفة الغربية بدأت والمجتمع الدولي حقق الاجماع لمساعدة الفلسطينيين». واضاف على هامش مراسم اختتام «المنتدى السنوي للاساتذة التعبويين» ان «هذا الانتصار وجه صفعة لاميركا، كما ان انتصار الشعب الفلسطيني بعد مرور 50 يوما على العدوان بمثابة الغاء للفكر الباطل الذي تقوم عليه الليبرالية الديموقراطية».