«كاتيوشا» جديدة انطلقت والعثور على ثانية معطلة

قلق في لبنان حيال «الرسائل الصاروخية» على إسرائيل من الجنوب

1 يناير 1970 02:32 م
تكاد الصواريخ التي تُطلق من جنوب لبنان على شمال اسرائيل ان تتحوّل جزءاً من «يوميات» بيروت التي تواكب بقلق تجدُّد هذه الظاهرة التي كانت بدأت في يوليو الماضي بالتزامن مع الحرب الاسرائيلية على غزة.

وتتزايد الخشية في لبنان من إمكان ان يكون إطلاق الصواريخ بوتيرة يومية يعكس رغبة بعض الأطراف في تحريك جبهة الجنوب إما لتلاقي «حركة» الصواريخ التي تنطلق من سورية على الجولان المحتلّ او لجر اسرائيل الى عملية كبيرة ضد «حزب الله» تساهم في «إلهائه» عن رفد النظام السوري بمقومات الصمود، رغم اقتناع دوائر سياسية بان تل ابيب في هذه المرحلة ليست في وارد فتح حرب ثانية فيما هي تتلمّس طريقها للخروج من حرب غزة، وإن كانت حسابات ما بعد وقف القتال المرتقب في «القطاع» يمكن ان تختلف.

وكان ليل الاثنين شهد اطلاق صاروخ من منطقة وادي الليطاني بين مرجعيون والجرمق سقط في كريات شمونة في شمال اسرائيل حيث سمع سكان المنطقة الحدودية صفارات الانذار في المستوطنات المحاذية للحدود مع لبنان.

وردت المدفعية الاسرائيلية باطلاق قذائف مدفعية على المنطقة التي أطلق منها الصاروخ خصوصاً منطقتي كفرشوبا والنبطية.

وخلال عملية تمشيط في منطقة الجرمق عثر على منصتين استعملتا في اطلاق الكاتيوشا على شمال اسرائيل، وقد تبين انه تم اطلاق صاروخ، في حين حال عطل فني دون اطلاق الثاني الذي عملت عناصر من سلاح الهندسة في الجيش اللبناني على تفكيكه.

وساد امس توتر على جانبي الحدود في ظل حركة دوريات مكثفة للجيش الإسرائيلي على طول الخط الممتد من محور العديسة وحتى مرتفعات شبعا وكفرشوبا، في حين سيّرت قوة «اليونفيل» دوريات عند الخط الأزرق.

وقد اعلنت قيادة الجيش اللبناني انه «بنتيجة عمليات التفتيش التي قامت بها وحدات الجيش إثر قيام مجهولين بإطلاق صاروخ من منطقة وادي الجرمق باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، عثرت دورية من الجيش ليل الاثنين في المنطقة المذكورة، على المنصة التي أطلق منها الصاروخ، بالإضافة إلى صاروخ عيار 122 ميلليمتراً معد للاطلاق. وقد بوشر التحقيق في الحادث لكشف الفاعلين».

ويُذكر ان اي جهة لا تتبنى إطلاق الصواريخ من شمال اسرائيل رغم ان الاجهزة الامنية اللبنانية كانت اوقفت في يوليو الشيخ حسين عطوي الذي ينتمي الى «الجماعة الاسلامية» بتهمة إطلاق كاتيوشا في إطار التضامن مع غزة. واشارت تقارير في حينه الى ان لعطوي شريكين لا يعرف اسميهما من «الجهاد الاسلامي» وسط ترجيحات بان تنسيقاً حصل في العملية مع جهة اصولية في مخيم عين الحلوة (صيدا).

الا انه مطلع اغسطس تمت تخلية عطوي «لأسباب صحية» فيما قرأت دوائر سياسية ما حصل في إطار ما سبق ان اعلنه نائب «الجماعة الاسلامية» عماد الحوت من «ان ما قام به عطوي رد فعل على اعتداءات العدو الصهيوني ضد غزة في ظل صمت عربي ودولي»، معلناً «لا اعتقد في اي حال ان بالامكان تجريم هذا الفعل وإن كان يمكن مناقشة حساسيته وتداعياته، وإلا فلنأتِ بالذين خطفوا الجندييْن الاسرائيليين العام 2006 (من قبل حزب الله) ومَن يطلقون الصواريخ على سورية من لبنان. المقاومة إما معترف بها وبالتالي نتحاسب وفق هذا الميزان وإما هي غير معترَف بها وليُعمم هذا على الجميع».