كانوا ينتظرونه طويلاً في أمسيات القاهرة وعلى مقاهيها

شعراء مصريون لـ «الراي»: برحيل القاسم شجرتنا المورقة تساقطت «أوراقها الخضراء»

1 يناير 1970 12:12 ص
أرسل عدد من الشعراء المصريين برقيات إلى الشاعر الفلسطيني سميح القاسم «1939 - 2014» بعدما أفجعهم خبر رحيله، فرغم مرضه الشديد، فإنهم دائما كان لديهم ثمة أمل أن يأتي القاسم إلى القاهرة كعادته ويلتقون به، في الأمسيات، وعلى المقاهي، لكنه ارتحل خلف الغيوم ليجلس إلى جوار رفيقه محمود درويش ويطل من بعيد على شجرة زيتون غرسها في فلسطين.

الشاعر عبدالمنعم رمضان قال: «يوما بعد يوم أشعر أن شجرتنا المورقة أصبحت تذبل وتتساقط أوراقها الخضراء التي تظلل أمة بأكملها، وأخشى من أن تضل الأجيال القادمة الطريق، فالقاسم نجم يُهتدَى به، ولكم رحلت من قبله نجوم حتى خفتت السماء، أنا الآن أحزن على فلسطين أكثر من حزني على القاسم لأنها خسرت شريانها الآخر بعد درويش».

أما الشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي، فقال: «اختار سميح القاسم أن يقيم، حيث لا يراه أحد، ربما أغضبته أشياء جعلته يؤثر الرحيل، أو ربما أراد أن يمنحنا فرصة لكي نعيد قراءة ما كتب ونتعلم منه وتتعلم منه الأجيال ونؤكد خلوده، سميح كان قامة ورمزا لفلسطين خاصة، ولنا عامة، وقد حزنا لرحيله، ولكن أعماله هي ما ستصبرنا على ألم فراقه، فوداعا أيها الصديق المناضل».

وقال الشاعر محمد إبراهيم أبوسنة: «كل الكلمات تقف عاجزة عن رثاء الشاعر الكبير سميح القاسم، لأنه كان قريبا من قلبي، لأن هذا الشاعر لم يفكر قط أن يصنع تاريخا لنفسه، بل كان شغله الشاغل أن يصنع تاريخا لوطنه، ونجح في ذلك وكتب اسمه من ذهب في صفحة الشعر الحديث».

وحث أبوسنة، المؤسسات الثقافية في مصر والعالم العربي، على ضرورة تكريم الشاعر الراحل سميح القاسم لما قدمه طيلة حياته للثقافة والأدب.

وعلق الشاعر شعبان يوسف على خبر الرحيل، قائلا: «رحل أحد المقاتلين البواسل في حركة الشعر العربي الحديث، وأحد الذين رسخوا وعمّقوا روح المقاومة في الكتابة والشعر، رحل العظيم سميح القاسم حيث شعبه لايزال يواصل محنة الحياة».

أما الشاعر فريد أبوسعدة، فكتب على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»، يقول: «البقاء لله... قلبي بقى مليان شواهد قبور.. قلبي مأتم.. وداعا سميح القاسم».

ونعى الاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب برئاسة الكاتب محمد سلماوي، في بيان له، القاسم، وجاء في نص البيان: «فقدت الأمة العربية شاعرًا من أهم شعرائها المعاصرين، هو الشاعر العربي الفلسطيني الكبير سميح القاسم، الذي جعل صوته الشعري صوتًا لقضيته الوطنية، فكانت قصائده ودواوينه رسائل حق لكل الشرفاء في العالم، تُعرفهم بالقضية الفلسطينية، وتضع أيديهم على جراح شعب عظيم، احتلت العصابات الصهيونية أرضه منذ مئة عام، تحت نظر القوى الكبرى، وبمباركتها».