الراعي مستعد للقاء نصر الله «في أي مكان» لمواجهة «الخطر الداعشي»

وفد بطاركة الشرق أطلق «صرخة» من أربيل لحماية المسيحيين

1 يناير 1970 02:32 م
ثلاثة «رسائل» حملها وفد بطاركة الشرق برئاسة الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي لكردستان العراق وهي: إعلان التضامن مع المسيحيين الذين طردوا من أرضهم على أيدي «داعش» ولا سيما في الموصل ونينوى، دعم صمودهم وتوفير مقومات بقائهم، وتأكّيد أنّه «لا يجوز أن يغادر المسيحيون العراق أو أي بلد آخر، فهم أمضوا حياتهم في هذه المنطقة منذ أكثر من ألفي سنة».

وانطلاقاً من هذه الرسائل التي اكدها كل من الراعي وبطاركة الملكيين الروم الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام، والسريان الكاثوليك اغناطيوس يوسف الثالث يونان والسريان الارثوذكس اغناطيوس افرام الثاني كريم خلال جولتهم، امس، على اللاجئين المسيحيين في اربيل وأمام كبار المسؤولين في كردستان العراق وأبرزهم الرئيس مسعود البارزاني، كانت «صرخة» انسانية - سياسية وجهها الوفد إلى الأسرة الدوليّة والأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي والمحكمة الجنائيّة الدوليّة والأسرة العربيّة «بانّه لا يجوز أن تستولي منظمات ارهابية كـ «داعش» على الأرض وتطرد المواطنين من بيوتهم وأرضهم وتنكل بهم وتستولي على ممتلكاتهم، وتبقى الاسرة الدولية تتفرج عليهم». وجاءت زيارة الوفد البطريركي لكردستان التي تستقبل اكثر من مئة الف مسيحي من الذين هربوا بعد سيطرة «الدولة الاسلامية» على قراهم في الموصل ونينوى واقتلاعهم منها، لتعكس القلق الذي يعتري القادة الروحيين المسيحيين حيال مستقبل مسيحيي الشرق، وتلاقي التحضيرات لعقد مؤتمر سيقام في واشنطن بين 9 و 11 سبتمبر المقبل وهدفه وضع هذه القضية تحت المجهر وتحديد ما المطلوب من الغرب في هذا الخصوص، على ان يحضره عدد كبير من بطاركة الشرق منهم الراعي. علماً ان اجتماع بطاركة الشرق الذي التأم في 7 اغسطس الجاري في مقر البطريركية المارونية في الديمان (شمال لبنان) وضع سقفاً للتصدي للخطر الذي يطول المسيحيين والاقليات في المنطقة ينطلق من مطالبة المرجعيات الإسلامية السنية والشيعية بـ «إصدار فتاوى تحرّم الاعتداء على المسيحيين والأبرياء وممتلكاتهم«، والتحذير من أن «مسيحيي الشرق، ولا سيما في سورية والعراق، يعانون حالة اضطهاد شديد على يد المجموعات التكفيرية»، ورفض «الدعوات الأوروبية لمسيحيي الشرق الى الهجرة». ولم يُخفِ البطاركة الاربعة الذين أنهوا زيارتهم لكردستان العراق عتبهم «على الدول الكبرى والفاعلة والدول العربية، لعدم وقوفهم الى جانب حماية المسيحيين في العراق وسورية وغيرها»، وطالبوا المسيحيين بـ «البقاء في ارضهم والبقاء حيث هم». كما دعوا الدول المعنية الى «مواجهة تنظيم داعش الارهابي وكل المجموعات الارهابية الاخرى». وكان الوفد البطريركي زا فور وصوله الى اربيل مطرانية الكلدان الكاثوليك التي تستقبل لاجئين مسيحيين من الموصل حيث اطلع البطاركة على وضعهم ودعوهم الى عدم الخوف والصمود في أرضهم، قبل ان تمتد الجولة الى مواقع اخرى تحتضن نازحين يعيشون في اوضاع صعبة.

وقبيل مغادرته بيروت صباح امس، اعلن البطريرك الراعي من مطار رفيق الحريري الدولي: «نغادر الى اربيل للقيام بمبادرة تطبيقية للبيان الذي صدر عن مجلس البطاركة الذي اجتمع قبل ايام في الديمان واول بند اساسي في هذا البيان كان تأكيد تضامننا مع المسيحيين الذين خرجوا من بيوتهم على يد تنظيم داعش ومنظمات ارهابية اخرى من الموصل ونينوى وهذه الزيارة تأتي لتأكيد تضامننا معهم». وعن كلام الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله أخيراً ودعوته اللبنانيين جميعاً الى التوحد لمواجهة أخطار المنظمات الارهابية، وعما اذا كان هناك من لقاء مرتقب بين البطريرك والسيد في كنيسة مار مخايل (على مدخل الضاحية الجنوبية) مثلاً، اكد الراعي: «هناك لجنة حوار أصلا موجودة بين بكركي و«حزب الله» ونحن مستعدون لإجراء اي لقاء على هذا الصعيد. ونحن نؤكد ايضا انه مفروض على اللبنانيين ان يتوحدوا ويتحملوا مسؤولياتهم معا بالوحدة الداخلية كي نستطيع ان نواجه معاً الخطر الكبير الذي هو تنظيم «داعش» الذي بدأ يدخل في لبنان ونشكر الله ان الجيش استطاع السيطرة في عرسال، ولكن لا يعني ذلك اننا سيطرنا على وجودهم لانه كما هو معروف هم متغلغلون شمالاً ويميناً ولولا العناية الالهية التي تحمي لبنان فان البلد يتعرض لشتى الاخطار. ونحن نطالب الجهات السياسية جميعا توحيد رأيها للقضايا الرئيسية على الاقل لانتخاب رئيس جديد للجمهورية وللقضايا الامنية والاقتصادية وغيرها».

واضاف: «أما على صعيد اللقاء في كنيسة مار مخايل فلماذا في كنيسة مار مخايل مثلاً فنحن على استعداد ان نلتقي في اي مكان. ونتمنى ان نلتقي وليس المكان هو المهم بل الاهم ان نلتقي ونتكلم لغة واحدة لان لبنان في خطر والشعب اللبناني في خطر والكيان اللبناني في خطر ولا يحق لاحد ان يتمترس في منزله وان يعتبر انه هو الدولة وحده. لا احد هو الدولة لان الدولة اسمها لبنان وكلنا نحن سقف الدولة وهذا هو النداء الذي نكرره يوميا وسنبقى نكرره باستمرار لكل الفئات السياسية في لبنان».