قبل الجراحة
قول الصدق
| بقلم الدكتور وليد التنيب |
1 يناير 1970
06:25 م
جاسم يعيش في قرية يدّعي أهلها حبهم للمساعدة... وأيضاً أهلها يفتخرون بأمانتهم ويدّعون قولهم للحق ويدّعون أنهم يكرهون الكذب.
الكذب من العادات السيئة التي يجب أن يبتعدوا عنها... وغالبيتهم يرددون «أنا أقول الصج ولو على قص رقبتي».
جاسم رزقه الله بثلاث بنات. أحسن تربيتهن وأبدع في تعليمهن. لم يبخل جاسم وزوجته عن أولاده، الإناث والذكور بالتعليم.
كبرت البنات... وتقدم لخطبة البنت الكبرى رجل يعمل في إحدى الجهات الحكومية.
زوجة جاسم وجاسم، وبعد لقائهما خطيب ابنتهما... لم يجدا فيه أي عيوب. ولكن زوجة جاسم لها رأي آخر. طلبت من جاسم أن يسأل المجتمع عن هذا الخطيب... عن أخلاقه.
ذهب جاسم إلى مقر عمل هذا الخطيب. كل من سأله عن خطيب ابنته أكد له أنه رجل على خلق وكريم الطباع.
ذهب إلى الحي الذي يسكن فيه خطيب ابنته... وأيضاً أكد له الجيران أن خطيب ابنته رفيع الخلق والكرم من طبعه. وزادوا أنه ملتزم بالصلاة في المسجد.
سأل أصدقاء خطيب ابنته في «الديوانية»، وهناك أكد الجميع أنه على خلق وذو طبع مرح.
نقل جاسم كل هذه المعلومات وهو سعيد بالنتائج. ولكن زوجة جاسم لها رأي آخر. رددت لجاسم أنها قريتك وأنت أعلم بمدى صدق قريتك.
طلبت من جاسم أن يأخذها إلى بيت خطيب ابنتهما... وهناك انتظرت حتى خرجت الخادمة من البيت... نادتها وسألتها عن خطيب ابنتها... الخادمة لم تتكلم كثيراً، وإنما ذكرت فقط أنه يشرب الخمر ويلعب القمار مع أصحابه في الشاليه، وأن له مشاكل مع كل الجيران بلا استثناء. وقد دخل السجن بسبب المخدرات...
صدمةً كانت لجاسم وزوجته...
ذهب جاسم لكل من سأله في السابق وواجهه بالمعلومات التي حصل عليها... الغريب أن الكل أكد المعلومات التي قالتها الخادمة...
«آه يا بلد، صج إنكم تقولون الصج ولو على قص رقابكم».