سبتمبر شهر عسل لنا... والصيف كاشف الأعطال
أصحاب البالطو الأزرق... دكاترة بدرجة ميكانيكية
| كتب باسم عبدالرحمن |
1 يناير 1970
11:52 م
• برمار : بعض «الشريطية» يبيعون سياراتهم شتاء لعدم انكشاف «سخونة الماكينة وعيوب التكييف والجير صيفاً
• محمد رمضان : الزبون يلجأ للكراجات وورش الميكانيكا هربا من الكلفة العالية
• محمد محسن : هناك نصابون لا يفقهون شيئا في الميكانيكا وبمجرد ارتداء البالطو الأزرق صاروا يفهمون في كل شيء
• محمد عقيل: الكثير من الزبائن يشكك دوما في الكراج أو الميكانيكي
• الأنصاري: يجب عرض السيارة على كراج متخصص قبل تصليحها وننصح بصيانتها دوريا وشراء قطع الغيار الأصلية
• زبائن: هناك علاقة ثقة تنشأ بين قائد المركبة والكراج طالما ان الأخير ملتزم بإصلاح السيارة
ميكانيكا السيارات عالم مليء بالأسرار والخبايا التي يعرفها أصحاب البالطو الأزرق الذين يمتهنون هذه المهنة التي تتطلب قوة تحمل وخبرة وبراعة ومهارة لفك طلاسم أي عطل قد ينتاب السيارة وإصلاحه.
وتعد المهنة من المجالات الشاقة والقاسية لكن ذلك يهون أمام العائد المادي الكبير الذي تدره على العاملين بها وهو ما شجع الكثير من الدخلاء الذين لا يفقهون شيئا في ميكانيكا السيارات على الانخراط بها.
وينصح عدد من ميكانيكية السيارات التقتهم «الراي» بضرورة اللجوء مع أي عطل ميكانيكي يظهر بالسيارة الى كراج متخصص لديه أجهزة حديثة وعمالة مهنية مدربة لعلاج هذه الأعطال مهما ارتفعت التكلفة بدلا من الوقوع في أيدي المحتالين ممن يدعون انهم ميكانيكية وهم في حقيقة الأمر مجرد «بنشرجية» أو مبدلي زيوت لا أكثر من ذلك.
وذكروا انه برغم كثرة أعطال السيارات في فصل الصيف الا انه ليس موسم الميكانيكية المفضل حيث اعتبروا ان سبتمبر شهر العسل المفضل لهــم نتيجــة عودة المواطنين والمقيمين من عطـــــلاتهم الصيــــفيــة وإجــــراء صيانة سياراتهم قبل العودة الى المدارس والدوامات.
ونوهوا إلى أن فصل الصيف يسهم في كشف غبار السيارة وإزالة الصدأ عن أعطال السيارات فيما يعد شهر سبتمبر من كل عام بداية شهر العسل بالنسبة لهم.
وأكدوا ان الصيف تبرز فيه إما مشكلة تكييف السيارة أو ارتفاع حرارة ماكينتها نتيجة لارتفاع درجة حرارة الطقس، مرجعين هذه الأعطال إلى أسباب مختلفة وأجهزة متنوعة تؤدي إليها وليس سببا وحيدا بالضرورة.
ونصح الميكانيكية ارباب السيارات بأهمية الاستعانة بقطع الغيار الأصلية والابتعاد عن نظيراتها التجارية حتى وان غلا ثمنها لأنه الافضل للسيارة وحذروا من مغبة «الترهيم» بتعديل القطع لتركب على سياراتهم لأنه يؤثر بدوره على السيارة بالأخير.
مزيد من التفاصيل في سياق التحقيق التالي:
بداية التقينا مدير شركة الفحص العالمية لميكانيكا السيارات محمود الأنصاري الذي أكد ان أكثر الأعطال المتعلقة بالسيارات في فصل الصيف تنحصر في التكييف وازدياد حرارة الماكينة.
وأضاف الأنصاري انه لابد من عرض السيارة على كراج متخصص قبل الشروع في تصليحها وينبغي لهذا الكراج ان يكون لديه الأدوات الجيدة والفنيون المهرة لصيانة السيارات لاجراء فحص فني يبين نوع وكمية الأعطال وأسبابها لا مجرد الاكتفاء بعرض السيارة على ميكانيكي أو من يدعون انهم كذلك لأن هناك الكثير منهم لا يحمل من المهنة شيئا سوى الاسم.
وشدد على ان أي كراج محترف لابد له من أجهزة فحص سليمة خاصة مع التقدم التكنولوجي في الفحص بالكمبيوتر والأجهزة المعاونة الأخرى الأكثر تقنية وعين الميكانيكي الخبيرة للتعرف على العطل بأقل تكلفة وأسرع وقت حيث ان الزبون لا يستطيع مفارقة سيارته لأكثر من يوم أو يومين على الأكثر.
وعن تحديد تسعيرة الأعطال قال ان ماكينة السيارة بالذات لا يمكن تحديد تكاليف تصليح أعطالها لتعدد وتنوع القطع والأجهزة بها غير انه من الممكن ان نقول ان سعر اصلاح الأعطال البسيطة يتراوح بين 20 إلى 30 دينارا وقد تصل التكلفة أحيانا الى 250 دينارا للأعطال الكبيرة في مكيف السيارة مثلا وهذه الأسعار تشمل قطع الغيار.
واوضح ان أكثر أعطال مكيف السيارة اسبابها مختلفة فإما تكون تهريب غاز الفريون أو عطل مروحة التبريد أو ضعف ضغط «كمبرويسر» ضخ الغاز أو انسداد فلتر الثلاجة، ناصحا الزبائن بعرض سياراتهم المعطلة على كراجات ميكانيكية متخصصة حتى لو كانت التكلفة أعلى لأنها أضمن للزبون من بعض الورش الصغيرة التي لا توفر ضمانا كافيا لإصلاح الأعطاب.
وشدد الأنصاري على ضرورة الصيانة الدورية للسيارات وتركيب قطع الغيار الأصلية والابتعاد عن قطع الغيار التجارية مجهولة المصدر أو قطع غيار سيارات أخرى من خلال تعديلها أو ما يسمى بـ «الترهيم».
وطالب أصحاب السيارات بضرورة إصلاح أي خلل أو عطب في بدايته قبل ان يتطور إلى مجموعة أعطاب لاسيما وان السيارات بها علامات ارشادية وتحذيرية من الأعطال.
أما الميكانيكي موهن برمار فقد اعتبر ان فصل الصيف هو الكاشف الذي يبرز عيوب أي سيارة ولذلك يقوم بعض «الشريطية» معدومي الضمير ببيع سياراتهم في فصل الشتاء لأنه يضمن عدم انكشاف الاعطال الميكانيكية خاصة ما يتعلق بسخونة الماكينة أو عيوب في التبريد الخاص بالماكينة والجير.
وقال برمار ان أكثر مشكلات فصل الصيف التي يعاني منها قائدو المركبات هي ارتفاع درجة حرارة الماكينة وقد تصل أحيانا إلى حد اشتعال السيارة إن أهمل العطل لفترة طويلة ما يستوجب ضرورة عرض السيارة على فني مختص حيال ارتفاع مؤشر الحرارة عن المعدل الطبيعي.
ولفت مرمار إلى انه برغم ان أعطال السيارة تكثر بالصيف الا ان الزبائن يكون عددها قليل مقارنة ببقية شهور السنة بسبب موسم السفر والعطلات الصيفية غير ان وتيرة العمل تبدأ في التسارع اعتبارا من نهاية أغسطس وبداية سبتمبر وطوال الشتاء.
بدوره أكد الميكانيكي محمد أفضل ان الصيف هو أكثر فصول السنة الذي تكثر فيه أعطال السيارات بسبب سخونة الطقس وارتفاع درجات الحرارة ما يجعل ماكينة السيارات تعمل تحت ضغط عمل شاق لاسيما مع تشغيل مكيفات السيارات التي تستهلك نظريا ربع جهد الماكينة تقريبا.
وقال انه برغم ان الصيف يكثر فيه سفر المواطنين والمقيمين الى بلدانهم الا ان هناك حركة عمل نوعا ما غير ان فصل الشتاء يعتبر أفضل منه وذلك لتواجد الناس داخل الكويت واستهلاك السيارات وتعرضها للأعطال الميكانيكية بالاستعمال خاصة مع وجود المدارس كما ان التعامل مع السيارة بالنسبة للميكانيكي في الشتاء أفضل من الصيف بسبب سخونة الماكينة التي يتم اصلاحها علاوة على سخونة الطقس.
واعتبر ان سبتمبر يعتبر أفضل أشهر السنة بالنسبة للكراجات حيث يعود المواطنين من عطلاتهم والوافدين من أجازاتهم لتكون نقطة البداية قبل انطلاق العام الدراسي الجديد من تحت يد الميكانيكي لأن أغلب السيارات التي ترد الينا تكون متوقفة منذ فترة من الوقت وتحتاج إلى تصفية وصيانة عامة قبل انشغال أصحابها في همومهم اليومية من عمل ودوام ومدارس وخلافه.
وفي ما يتعلق بقضية شراء قطع الغيار من قبل الزبون ام عن طريق الكراج يقول الميكانيكي محمد عرفان ان هناك زبائن تفضل شراء قطع الغيار بنفسها وأخرى تترك لنا ذلك لنقوم به وان كنا نفضل ان يكون الشراء من خلال الكراج حتى يكون هناك سرعة في الانتهاء من اصلاح السيارة بسبب تعدد أنواع وأشكال وموديلات السيارات وشركاتها المختلفة وكذلك تعدد أنواع قطع الغيار بين أصلية من الوكيل الحصري وأخرى تجارية درجة أولى وثالثة تجارية رخيصة نسبيا.
وأضاف عرفان انه لو أحضر الزبون قطعة غيار لا تتطابق مع المطلوب فإن ذلك من شأنه تعطل العمل لكن هناك الكثير من الكراجات التي يكون بينها وبين الزبون أمانة في التعامل بحكم التردد المستمر فيكون هناك ثقة متبادلة فيفوض الكراج بشراء القطع لاسيما وان الكراج يقوم باعطائه سعر القطعة الأصلية والتجارية ويكون الخيار له وان كنا ننصح دوما بالأصلية خاصة في الأجزاء المهمة في السيارة.
من جهته يرى الميكانيكي محمد رمضان لجوء الزبائن للكراجات وورش الميكانيكا الكبيرة والمتوسطة والصغيرة للابتعاد عن شبح التكلفة الفاحشة من قبل وكلاء السيارات لأن أبسط مشكلة ميكانيكية في رحال اصلاحها لدى ميكانيكي متخصص بهذه الكراجات تكلف ـ20 دينارا فهذا يعني ان تكلفة اصلاحها بالوكالة تصل إلى نفس المبلغ لكن بإضافة صفر اخر أي 200 دينار وهذا رقم مبالغ فيه بالطبع.
أما الميكانيكي محمد عقيل فتحدث في شأن مشاكسة بعض الزبائن حيث قال ان الكثير من الزبائن ان لم يكن جميعهم متشكك دوما في الكراج أو الميكانيكي وضعه في خانة الاتهام الدائم وكأنه متهم أو مجرم نتيجة لاعتقادات نفسية أو اجتماعية خاطئة.
وأوضح عقيل انه ربما تم اصلاح السيارة وعادت مرة أخرى بنفس العطل لكن لسبب آخر غير السبب الذي أصلحت بسببه بل وبأعطال أخرى مضاعفة أو مصاحبة فربما أصلح الكراج مشكلة سخونة الماكينة نتيجة لثقب الراديتر وبعد معالجته ما زالت الماكينة حرارتها مرتفعة فيعود الزبون لنكتشف ان المروحة الخاصة بالتبريد أو طلمبة ضخ الماء للماكينة معطلة وربما تسبب كل هذا في تلف رأس الماكينة وقد يصل الأمر إلى مشاحنات وعراك بين الزبون والميكانيكي رغم ان الأخير قد لا يكون له يد في ما حدث.
وقال محسن ان كل سيارة لها اسلوب في التعامل معها فالسيارة الياباني ليست كالسيارة الالماني او الاميركي وكل له شغلة ولذلك فان هناك كراجات متخصصة بل ان منهم من لا يعمل سوى في ماركات معينة دون غيرها وهو مبدأ جيد في التخصص لا ان يتم العمل على مبدأ «انا يعرف كل شيء داخل دنيا سيارات»، مشددا على ان الزبون ايضا ملام في كثير من الأفعال التي يقدم عليها في التعامل مع الفني او الكراج كالفصال في السعر برغم انه لا يستطيع ان يساوم في الوكالات، و«الهواش» أحيانا بسبب ارتفاع التكلفة التي قد يكون مرجعها إلى ان العطل المتفق عليه من اصلاح كان بجانبه عطل اخر ولا يمكن تركه دون اصلاحه.
على صعيد الزبائن يؤكد المواطن أحمد الحربي الذي كان يقوم باصلاح سياراته بأحد الكراجات ان هناك علاقة تنشأ بين قائد المركبة والكراج طالما ان الأخير ملتزم بإصلاح السيارة ما يخلق حالة من الثقة والارتياح في التعامل.
وأضاف انني تعودت على كراج معين طيلة 10 سنوات مضت وأصبحت زبونا لديه وأسعاره في متناول اليد بالنسبة لي.
أما علي الهاجري قال انه قام بترك سيارته لدى كراج فبدى واضحا انه زبون جديد لديه وأخبر أحد الميكانيكية ان لديه مشكلة تتعلق بارتفاع حرارة السيارة لخلل بالماكينة نفسها غير انه داخ السبع دوخات حتى يعثر على كراج يتوصل إلى طبيعة المشكلة التي تعاني منها سيارته.
وحذر الهاجري من الوقوع في براثن بعض النصابين ممن يدعون العمل بمهنة الميكانيكا وهم لا يفهمون شيئا بالمرة عنها حتى ولو كان المقابل دفع مبالغ أكبر للكراجات المتخصصة طالما كانت مناسبة له لأنه ربما اصلح سيارته عند هؤلاء المحتالين المنعوتين جزافا بالميكانيكية وخرج من عندهم إما بمشكلة جديدة أو بتراكم المشكلة نفسها.