مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي

اللعب بالبارود

1 يناير 1970 08:00 ص
إن من يلعب بالنار يحرق يده، ولكن من يلعب بالبارود تُبتر يـــداه، واللعب بالحركات الجهادية المتشددة أو معها لعب بالبارود، لعبها الرئيس المصري الأسبق أنور السادات باتحاده مع إسلاميين متشددين للتخلص من اليساريين والناصريين عند بداية حكمه، وعندما حاول إبعادهم قتلوه.

وفي الكويت وبعد إغلاق نادي الاستقلال والجمعية الثقافية الاجتماعية أثناء توقف الحياة البرلمانية في الكويت استعانت الحكومة بجمعية الإصلاح الاجتماعي الإسلامية وأشركتها في العملية السياسية فسيطرت على الحياة السياسية والاجتماعية في الكويت فترة طويلة، وعندما سعت الحكومة إلى الحد من أنشطتها فإنها- وإن لم تقم بأي أعمال تخريبية أو الخروج على النظام- فقد أصبحت رأس الحربة في المعارضة الكويتية الحالية.

وأخطأت أميركا الخطأ نفسه عندما أنشأت تنظيم القاعدة الإرهابي لإخراج روسيا من أفغانستان؛ فتحول هذا التنظيم إلى خطر يهدد مصالح أميركا وحلفائها في العالم كله.

وكذلك كان نشوء تنظيم داعش الذي لا يمر ساعة وإلا نسمع ما يرعب من أعماله، أخرج النظام السوري بعض الإرهابيين من السجون للإساءة إلى قوى المعارضة المسلحة ودسهم بينهم، وغضت حكومة المالكي نظرها عن هروب بعض الإرهابيين أيضاً من السجون أثناء الفوضى التي حدثت بالعراق سعياً للإساءة إلى معارضيها، وتبريراً للأعمال الطائفية التي يقوم بها حلفاؤها، وبقصد أو سوء تدبير، هرب الآلاف من جنود المالكي أمام المئات من تنظيم «داعش» تاركين لهم أسلحة ومعدات وذخائر تسلح جيشاً عظيماً لديه حلم بإنشاء دولة الخلافة الإسلامية في العراق والشام (داعش).

وبالإرهاب والأسلحة العراقية سيطرت هذه الحركة على مساحة واسعة من سورية والعراق غنية المواد، ممتدة من الحدود اللبنانية إلى الحدود التركية، قد لا يتحـــــقق حـــــلم قيام دولة الخلافة ولكنه من المؤكد أن حالة من عدم الاستقرار ستستمر طويلاً في المنطقة.

والحل لهذه المعضلة لا يكون إلا بتغليب المصلحة العامة على المصالح الفئوية وجعل المواطن دون تمييز في الدين أو المذهب أو القومية يشعر بالعدل والمساواة والعيش الحر والاطمئنان على مستقبله ومستقبل أولاده ويكون حجر الزاوية في حكم بلاده لا حجر شطرنج؛ عندئذ سيحارب الجميع داعش وغيره عما يملكونه ويحلمون به لا ما يملكه حكامهم ويورثونه لأولادهم.

إضاءة:

شكر وعرفان للهامة الوطنية د. معصومة المبارك، والدكتور الإنسان فيصل الصايغ، لمواقفهما النبيلة معي ومع أسرتي في الشدة.