قهوجي: لو هُزم الجيش لكان الإرهابيون دخلوا عكار وأعلنوا «دولتهم»
أمامة لـ «الراي»: طرفان يحتجزان العسكريين ولكل منهما شروطه... وننتظر لائحة مطالب
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
12:43 م
تسير عملية احتواء الوضع في عرسال (البقاع الشمالي) بعد المعارك التي دارت فيها الاسبوع الماضي بين الجيش اللبناني ومسلحين من «داعش» و«جبهة النصرة» على 3 خطوط متوازية هي تثبيت المؤسسة العسكرية حضورها داخل البلدة، وبدء مسح الأضرار تمهيدا لإطلاق ورشة الاصلاحات واستكمال المساعي لاسترجاع ما لا يقلّ عن 36 عنصر امن وعسكريا أبقتهم المجموعات المسلّحة محتجزين لديها.
وفيما زار الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير عرسال على رأس وفد رسمي لتفقد البلدة والوقوف على حاجاتها الانسانية الملحة تمهيدا لبدء الاصلاحات وتوفير المساعدات اللازمة، يُبقي الجيش اللبناني استرداد عسكرييه وعناصر الامن الداخلي اولوية الاولويات وهذا ما جعل قيادته تواكب عن كثب المفاوضات الجارية بإشراف رئاسة الحكومة عبر اللواء خير المكلف التواصل مع الوسطاء المعروفين من «هيئة العلماء المسلمين»، وسط معلومات أن الاتصالات مع الخاطفين «متعددي الطرف» تواجه صعوبات لوجستية فعلية نتيجة وجود المسلحين في مناطق نائية، ووسط توقعات بان تكون للخاطفين مطالب مثل إطلاق موقوفين من سجن رومية وغيرها تجعل مسار هذا الملف زاخرا بالتعقيدات «المتوالدة».
وأكد عضو «هيئة العلماء المسلمين» الشيخ عدنان أمامة لـ «الراي» أن «التفاوض قبل انسحاب جبهة النصرة والدولة الاسلامية من عرسال شيء وبعد انسحابهما شيء آخر، فالتواصل أصبح صعبا وعبر وسطاء، كما أن الفصيلين يتنقلان بين منطقة وأخرى، أما آخر مرة تم التواصل مع الوسيط السوري فكان بالأمس حيث وعدنا أنه سيسلمنا قائمة المطالب من أحد الفصيلين الخاطفين اليوم (امس)».
وتمنى أمامة من الاعلاميين تفهم الضغط الذي يتعرض له وفد الهيئة، واضعا الرأي العام أمام الصعوبة التي يعانيها الوفد المفاوض من خلال مكوثه ليال في عرسال للحصول على خبر ولو بسيط «فالتفاوض في هكذا ظروف فيه شيء من الصعوبة ويأخذ وقتا، ثانيا هم أكثر من فريق وكل فريق لديه حساباته وشروطه الخاصة، وبالتالي إذا قمنا بالتفاوض في هذا الجانب علينا أن ننتظر التفاوض في الجانب الآخر، نحن موعودون بقائمة شروط خلال هذين اليومين وبالتالي عند وصول القائمة الواضحة والمفصلة سنبلغها إلى رئاسة الوزراء».
وعما إذا كانت الجهة الخاطفة تضم أكثر من فريقين، قال أمامه: «فيما يبدو هم 3 فرقاء جبهة النصرة، والدولة الاسلامية، وفريق مسلح يمكن ان ينضوي تحت جبهة النصرة (بيمون عليه)، لكن لنعتبرهم طرفين، وكل منهما له شروطه».
وعن التخوف أن تصبح قضية العسكريين كقضية مخطوفي أعزاز، أجاب أمامة: «نعم صحيح فهذا التخوف موجود، لكن نحن كهيئة علماء مسلمين ليس لنا مصلحة، نحن نضغط لانهاء الموضوع بسرعة، اذ ليس لدينا قدرة لا ماديا ولا معنويا للاستمرار وتحمل المسؤولية لفترة طويلة، وبالتالي اذا لم نصل لنتيجة سنعلن بعد فترة بسيطة أن الهيئة عاجزة عن اكمال المفاوضات، واذا أرادت جهات اخرى الدخول على الخط فلتدخل، لذلك نقول للجهات الخاطفة ان ما تريدون قوله بعد شهر قولوه لنا من اليوم حتى نحقق مطالبكم وهذا الشيء لمصلحتكم ومصلحتنا، فنحن نريد أن ننفث الاحتقان الموجود في الشارع لانه كلما طال أمد القضية ستكون تبعاتها في الشارع غير محمودة».
في موازاة ذلك، وعلى وقع التقارير التي تحدثت ان بلدة عرسال دفعت 16 من أبنائها المدنيين سقطوا في المواجهات، بعضهم أثناء الدفاع عن فصيلة الدرك والبعض الآخر على يد المسلحين الإرهابيين أثناء محاولته النجاة بعائلته ومغادرة البلدة التي كانت رهينة بيد المسلحين، برز تأكيد قائد الجيش العماد جان قهوجي «الإصرار على استعادة الأسرى سالمين مهما كان الثمن غاليا، ولا يمكن لهذه المسألة أن تُطوى أو تُؤجل، وهذا ما أبلغته الى القيادات السياسية، ولكل مَن دخل على خط هذا الملف من سياسيين أو علماء».
وقال قهوجي في حديث صحافي ان الجيش حمى بمعركة عرسال، كل لبنان»، لافتا الى أن «المسلحين كانوا يحضّرون لكارثة، ولو هُزم الجيش في عرسال لكانوا نجحوا في ذلك، ولكن تلك المعركة أكدت أن جيشنا قوي ومعنوياته عالية، وبالتالي فإن صمود العسكريين واستبسالهم في أرض المعركة قطعا الطريق على محاولة تغيير وجه لبنان، بل ربما محو لبنان من الخريطة كدولة».
وأوضح أنه «أبلغ الرئيس سلام والوزراء بأنه لو انهزم الجيش أمام المجموعات المسلحة في عرسال لكانت الفتنة السنية - الشيعية القاتلة قد اشتعلت في لبنان، ولكان المسلحون وصلوا الى اللبوة وفرضوا خط تماس جديدا وخطيرا ولارتكبوا المجازر فيها إن تمكنوا من الدخول اليها، ولو أن الجيش انهزم لكانوا دخلوا الى عكار ومنها وصلوا الى البحر وأعلنوا عن دولتهم، وهنا الكارثة، ولا أحد بالتالي يعرف الى أين كان سيدخل لبنان، ولكن ما قام به الجيش أكبر من إنجاز أو انتصار، بل هو بدماء شهدائه والجرحى والمفقودين أفشل أخطر مخطط ضد لبنان وحافظ على بقائه ومنع المجموعات الإرهابية من تفتيته بالفتنة».
يُذكر ان المسح الاولي للأضرار في عرسال يشير الى ان المعارك فيها ادت الى احتراق 500 خيمة ضمن مخيّمات النازحين السوريين (عددهم نحو 120 الفا)، وهو ما جعل عددا كبيرا منهم يتوزعون على مدارس البلدة ومساجدها.