سلطان حمود المتروك / حروف باسمة
أشكال من هبوب الأيام
| سلطان حمود المتروك |
1 يناير 1970
12:58 م
الأيام تترى وتلفها رياح مورها عظيم وألوانها مختلفة وأشكالها متباينة فهي تهدأ تارة وتعصف تارة اخرى ونلاحظ الرياح العاتية التي تضرب الاصقاع من حولنا في أيامنا الحاضرة فهي قوية وعاتية تقلع كل شيء يعتري طريقها، عصابات واجندات وافكار امتزجت لتقضي على اصول الثقافة ومراكز الاشعاع وهي لا تجعل للإنسان قدراً ولا لمبادئ الانسانية مشهداً ولا للعاطفة سبيلاً ولا للخير طريقاً.
الايام في نظرهم كالعلم الذي اتخذوه سواداً، رياح تقذف باليمن فتروع اهله ثم تبطش بليبيا فتفرق الناس وتقسمهم فرقاً وطرقاً واقبلت على بلدة عرسال لترهب القاطنين في لبنان كما ارهبت وبطشت بسورية ثم تهب على العراق بل تعصف به وتحتل أراضي شاسعة منه وتعمد الى الرؤوس فترفعها على الرماح وتصير النساء سبايا وتقتل الناس وتبطش بهم وتشردهم من أماكنهم دون ذنب اقترفوه او خطأ فعلوه.
كل ذلك لتنفيذ حقدهم الدفين على الازدهار والتقدم والتطور ولم يزالوا يهددون بالاستيلاء على أراض شاسعة، ويتوعدون بالفتك والبطش والدمار فهم يقولون إنهم سيقاتلون الأميركيين على أرض الكويت هيهات لهم ذلك.
نسأل الله ان يوحد قلوب الكويتيين وافكارهم وان يكونوا صفاً واحداً ولساناً واحداً ويداً واحدة وتذهب سهام الطغاة الحاقدين في نحورهم وجميع الكويتيين لسان حالهم:
حرام على الطواغيت شبر
من بلادي وفي النفوس بقية
ورياح اخرى تعصف بقطاع غزة المظلوم اتت بها جحافل الصهاينة لتقتل الابرياء والشيوخ والنساء والاطفال وتزهق الارواح وتقصف كل شيء حتى المستشفيات والمدارس على مرآى ومسمع من العالم.
فعسى ان تنظر الدنيا الى صنوف الظلم وينتبه العادلون لنصرة المظلوم وايقاف الظالم فإن المولى الكريم ينصر المظلوم ولو طال امد الظلم لأنه جل شأنه يمهل ولا يهمل.
وصدق الأديب العم علي يوسف المتروك حين قال في قصيدته الاخيرة بشأن غزة:
فاعذرينا يا غزة الصبر إنا
لم نعد في ديارنا أحرارا
والجيوش التي بها نتباهى
في الميادين ليلنا والنهارا
لم تعد في الحروب تدفع ضيماً
أو بغاراتها تجيد انتصارا
ففلسطين وعدها وعد حق
بكتاب في صدقه لا يجارى
فإذا حان وعدكم جاء قوم
من أولي البأس يهدمون الديارا
ليقيموا الصلاة في كل ركن
دنسته العدى ويحموا الذمارا
ذلك الوعد إنه لقريب
يملأ الكون نشوة وانبهارا