معنى القصيد
| بقلم مشعل حمود الحبيني |
1 يناير 1970
05:01 م
للشعر النبطي جمال في مفرداته ودقة الوصف والتشبيه وهو المصدر للتعبير والمدح والهجاء ويدخل في السياسة والاقتصاد وحتى في جميع وسائل الإعلام في وقتنا هذا تجد للشعر النبطي اهتماما وبعد هذه المقده البسيطة نختار قصيدة للشاعر الشيخ عبدالعزيز سعود الصباح يرحمه الله وهو من الرعيل الاول ومن شعراء وأدباء الخليج وعلماً في سماء الشعر النبطي له قصائد كثيرة ومتنوعة الأغراض تدل على إبداعاته الشعرية في قصائد عن الدين والوطن والاجتماع والأخلاق والكرم ومن ابرزها قصائده في هواية الصيد والصقارة ولد شاعرنا الشيخ عبدالعزيز الصباح عام 1919م وتوفي في يوم الخميس 27 من ربيع الاخر 1427هـ الموافق 25 مايو 2006م. ونختار القصيدة لشاعرنا على بحر المسحوب وهو من اسهل البحور وأجملها وكثير من الشعراء ينظمون على هذا البحر ان لم يكن جميعهم يقول فيها
يا محمد البحار قلبي يحنّي
للصيد خَصْ ولأبرق الريش لا غير
البيت الاول مبدا القصيدة يخاطب صاحبة محمد بن غانم المديعج العازمي الذي يلقب فالبحار ويبدي اشتياقه للمقناص وبالأخص صيد الحبارى التي تلقب في ابرق الريش الأبرق هو اللونان لشي والحبارى لها لونان اسود وابيض اذا طارت (حبارى تطير صوره 1)
القيظ كمل والنجوم ظهرنّي
وسهيل فوق ونحْتري لاول الخير
القَيْظُ: في لسان العرب هو صَمِيمُ الصيْف، وهو حاقُّ الصيف، وهو من طلوع نجم الثريَّا إِلى طلوع سهيل، والجمع أَقْياظٌ وقُيوظٌ ويقصد الشاعر نهاية الحر وجميع النجوم ظهرت يعني في وقت الصفري والصفري. هو بداية وقت الخريف وعند العرب مطر الخريف او نبات يظهر في الخريف والصفري هو الخريف المبكر وسهيل فوق يقصد بقرب دخول الوسم او دخل الوسم لان كل يوم يرتفع نجم سهل ويرى واضح ومرتفع من اتجاه الجنوب ونحْتري لأول الخير يقصد نزول المطر
وطيورنا يابو علي قرنسنّي
الشكر لله عالم بالمقادير
يقول الشاعر ان الصقور قرنست يعني بدل الريش وهذا توثيق للوقت بانه في شهر 10 كتوبر ويشكر الله لان اهم شي للصقار ان طيره يقرنس بأسرع وقت
باقي اليا طاح الحياء واخضرنّي
كل الرياض وسندن المظاهير
وهنا يتمنى الشاعر وينتظر الحيا وهو أمطار الوسم وان تخضر الرياض والروض:المكان المنخفظ الذي تنقع فيه المياه وتنبت فيها الاشجار وسندن المظاهير. معناه خروج البدو في الابل محمله من أماكن مياه الآبار الى طلب الكلأ وسنّدنّ اتجاه الغرب(مظاهيرصورة3)
ليا ركبنا فوقهن وسحبنّي
مسناد ما تطري عليها المحادير
مواترن في مشيهن يطربنّي
لولا العكاش يعانقن الطاياير
يطون بعيد الخد لا روحنّي
ان سمّح الله دربهن بالتياسير
وهنا نذكر بعض المفردات مسناد. اتجاه الغرب والمعروف ان اذا ذهبت غرب من الكويت ترتفع الارض محدار. اتجاه الشرق تكون الارض في انحدار اذا ذهبت من الغرب الى الشرق مواترن يقصد السيارات والعكاش الارض الوعرة يطون بعد الخد. ان السيارات تقرب البعيد بإذن الله والخد. المكان من الارض الصالح للرعي اذا خدها سيل المطر بمعنا شقها السيل
وانا طرب قلبي وشغلي وفنّي
وبغيتي يابو علي هدة الطير
لا شافهن في فيضةٍ يدرجنّي
متخالطات ارقابهن والنواوير
يقصد الشاعر طائر الحبارى اذا رآها الصقر في فيضة والفيضه. هي الروضة التي يفيض فيها الماء وينبت فيها انواع الأعشاب والأشجار وخاصة السدر (فيضة صورة4) والتشبيه الجميل متخالطات ارقابهن والنواوير يقصد الحباري الحبارى رقبتها طويله وإذا كان النواوير وهي الزهور البريه طول رقبة الحبارى يعني ان الربيع طيّب جداً
اليا بخصهن ناظرة هدمنّي
تل السبوق وهمل الكف والسير
بخصهن. يقصد شاعرنا الصقر اذا تأكد أنهن حباري هد مني. انطلق الصقر من كف الصقار اتجاه الحباري تل السبوق يقصد الصقر هو الذي تل السبوق لان السبق مربوط في ساق الصقر وذهب الصقر والسبوق معه وهمّل الكف والسير الذي عند الصقار اي انطلق الصقر وترك السير ويقال أيضاً الجرير وهو حبل يربط بسبق الصقر ويكون مثبتا في الدس او القفاز الذي يكون في كف الصقار ويفل الرباط قبل هدِّه على الصيد ومن جمال الوصف ان الصقر انطلق مع السبوق وترك السير والكف عند الصقار
واليا علق في خربهن قوظنّي
متهاربات ويطلبن المعابير
وهنا لشاعر احتمالات الاول اذا علَق يعني في خربهن. اي اذا أمسك الصقر في الخرب وهو ذكر الحبارى (الصقر علق في الحبارى صورة5) وقوظني. يقصد الحباري الباقية اي تفرقت هرباً تريد العبور
واليا تردى حظهن واربضنّي
ثم جيتهن حوله وحدره مخامير
نديرهن باللي ندبها يرنّي
شد القريز مكايلن بالمعايير
وهنا الاحتمال الاخر بان الصقر ظايف الحباري ومعنا ظايف ان الصقر ضيّع الحباري ونزل بالقرب من مكان الحباري بقوله واليا تردا حظ الحباري ربظني ورءاهن الصقار حول الصقر متخفيات ومخامير. تكون الحبارى رابضه ملامسة الارض لا تتحرك خوفاً من الصقر ( حبارى خامر صورة6)ونديرهن في السيارة وبحوزتهم البندقية وهو توصيف جميل للشوزن صنع الإنكليز ومكيله اي معبأه بالذخيرة (صورة الصقر مضايف8)
واليا نحرهن حاربن خيشنّي
ثم قدمن مثل النياق المعاشير
وفي هذا البيت تشبيه جميل اولا يقصد الصقر اذا نحرهن يعني ذهب للحبارى وهو محارب وخيّشت او بمعنى كوبرت الحبارى اي نفشت ريشها وشبهها الشاعر في الناقة المعشر الذي ترفع رأسها وذيلها للجمل (حبارى تخيّش صور7)
ياخبلكم ياللي تقولون عنَي
متولعٍ والطير كله مخاسير
يا لايمي بالطير لا تمتحنّي
لا طالبٍ منك فلوس ودنانير
الشكر لله عايشٍ ومتهنّي
والله مدبرني على الخير تدبير
لو الطيور قلوبهن يبخصنّي
حبي لهن جني ضيوف ومسايير
ما حاجةٍ طاروحهن ينحرنّي
ويَربَنْ في بيتي سوات الزرازير
مير الحسافة هن ما يفهمني
بهايمن تمشي على غير تفكير
وفي خاتمة القصيدة يعبر الشاعر عن حبه للقنص والصقاره وحبه وتقديره واحترامه للصقر ويخاطب من يلومه في حب الصقر بان شاعرنا لا يطلب من أحدٍ مالا ويشكر الله على ما أسبغ عليه من النعم ويقول لو أن قلوب الصقور تعرفه جيدا ومدى حبه للصقور لاتت الصقور بنفسها لبيته ضيوفا ومسايير ويتحسف بأنها لا تفهم أحاسيس شاعرنا ومن خلال القصيدة تدل على ان الشاعر الشيخ عبدالعزيز سعود الصباح رحمه الله له باع في مجال القنص وخبرة قوية في الصقار وانه شاعر جزل في المعنى ودقة الوصف وأرجو ان أكون قد أوفيت في شرح القصيدة.