وكيل وزارة الأوقاف أكد أن بذور الظاهرة تجد تربتها وبيئتها في البيت فتنمو وتترعرع

عادل الفلاح لـ«الراي»: إذا شممنا رائحة تطرف في أي مسجد نوّجه له كل طاقتنا وكوادرنا لاستئصاله قبل أن يستفحل

1 يناير 1970 07:56 ص
مساجد الشيعة تخضع لرقابتنا مع ملاحظة أننا لا نستطيع تطبيق معاييرنا عليهم

وقفنا ضد المظاهرات خوفا من أن «ينفلت العيار» وتشهد حالات اعتداء بين المتظاهرين

• لم يبقَ شيخ أو داعية عربي معروف بوسطيته إلا جئنا به للكويت في حربنا على الأفكار المتطرفة

• غير صحيح أن مساجدنا معاهد للتطرف... وماذا نفعل
مع من جاءنا وقد «صَلُبَ عوده» مع الأفكار المنحرفة؟
• نتعاون مع «الداخلية» في محاربة الغلو وطلبنا منهم إخبارنا عن أي مكان يروّج له حتى نتعامل معه
• مركز الوسطية لا يمثل تياراً أو فكراً معيناً
ويعمل على الاستفادة من طاقات العلماء في شتى أنحاء العالم• مهمتنا في المركز الدفاع عن الدين
بالحكمة والموعظة الحسنة والرد على الشبهات والآراء الزائفة بالحجة والبرهان
• المركز يُعنى بمعالجة الغلو الفكري والانحراف السلوكي ودعوة الناس إلى منهج الإسلام المستقيم
• في الوزارة 58 مركزا نسائيا
لتحفيظ القرآن الكريم تضم 10 آلاف دارسة ... ومنها تُخَرّج الداعيات
• مردود القول إن «الأوقاف» وزارة خاملة فنحن متواجدون بين شرائح المجتمع كافة
• التطرف يجد حاضنته وبيئته مع الجهل وضيق الأفق والفهم السقيم لنصوص الشريعة
• أعددنا حملة «فتبينوا» لبيان خطر الإشاعات في مواقع التواصل اجتماعياً وشرعياً وانعكاساتها السلبية
• نعوّل على الشباب في الرقي بالحس الوطني والديني لفلترة الأفكار والأخبار
ومعرفة الصحيح من المغرض
• لمَ نصرّ على أن يكون المتدين «منتّف»؟!... فكبار الصحابة كأبي بكر وعثمان كانوا تجاراً أغنياء
• من أنشطتنا لتعزيز الوحدة الوطنية زيارة المدارس وتنظيم فعاليات ثقافية ومسابقات تربط الطالب بوطنه
• وزارتنا تتعامل مع 100 شركة خدمات... «جننونا» باللف والدوران لتوفير المال لجيوبهم على حساب الخدمة
• وزارتنا ليست طاردة بل صانعة للكفاءات...
ونفخر بأننا خرّجنا طاقات أحدثت تغييراً
في وزارات أخرى
• أنا من اقترح تسجيل خطب الجمعة
وأصررت عليها... وأثبتت الأيام صواب التوجه في حماية الأئمة أنفسهم
• قبل تسجيل الخطب كنا نتلقى شكاوى كثيرة من مجلس الوزراء حول ما يطرح فيها وبعد التسجيل توقفت
• لماذا يتم التركيز على ملاحظات المحاسبة السلبية علينا وتهمل الإيجابيات؟ نريد تقييما عادلا لعملنا
• لدينا مسؤول أمضى 20 سنة يتولى الأمور المالية... وبحث المتصيدون عن مآخذه ولم يجدو إلا القو
أكد وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الدكتور عادل الفلاح أن الوزارة تعمل على مكافحة التطرف والغلو أينما وجد، وأنها «إذا شمت رائحة تطرف في أي مسجد بالكويت فإنها توجه كوادرها وطاقاتها نحوه لاقتلاع بذوره»، مشيرا إلى توجيه الدعاة ذوي القبول الشعبي للتواصل مع الشباب الحاملين لهذا الفكر، كي يتم استيعابهم والعمل على إرجاعهم إلى الوسطية التي تمثل صلب عمل الوزارة وتسخر لها كل إمكاناتها.

وقال الفلاح في لقاء مطول مع «الراي» إن سياسة الوزارة تقوم على استباق أي ظاهرة قد تجد بيئتها في المساجد، من خلال برامج وأنشطة سخرت لها كل الدعاة والشيوخ المشهورين المعروف عنهم محاربتهم للتطرف، سواء من أبناء الكويت أو شيوخ الخليج، مشددا على أن الوزارة لم تترك شيخا أو داعيا عربيا يخدم هذا التوجه إلا جاءت به للكويت، حتى أن عملهم وصل إلى داخل السجون في سبيل إعادة تأهيل الشباب المسجون بتهم تتعلق بالتطرف.

وأضاف أن عمل الوزارة في التعامل مع الشباب ذوي هذا التوجه يكون بشكل غير مباشر، بالتعاون مع الشيوخ والدعاة من غير العاملين لديها والذين لديهم شعبية، حيث يكون تأثيرهم قويا، لاسيما وأن التجارب السابقة أثبتت أن دعاة الوزارة يكون تأثيرهم سلبيا لعدم وجود قبول لهم في أوساط الشباب كونهم موظفين، مؤكدا على التعاون مع وزارة الداخلية في رصد أي ظاهرة للتطرف، حيث تطلب الأوقاف من نظيرتها تزويدها بأي معلومات عن وجود فكر منحرف في أي مكان ليصار إلى تسخير الجهود لنزعه ومحاربته، قبل أن يتطور ويقود الشباب إلى الدمار.

ورفض الوكيل دعاوى من يقولون إن التطرف يخرج من بعض مساجد الكويت، واتهام الوزارة بأنها لا تراقب ما يبث في المساجد من فكر، مشددا على أن الوزارة تقوم بكل طاقتها لتؤدي المساجد رسالتها السامية في تعزيز الوسطية التي جاء بها الإسلام ودعا إليها، لافتا إلى أن «الوزارة لم تأت بالشباب من بيوتهم وهم صغار وتربيهم على التطرف، بل إن من حمل هذا الفكر حمله في البيت وترعرع في عقله، حتى صلب عوده وأصبح من الصعب الإصلاح فيه» موضحا أنه مع كل ذلك تسعى الوزارة لإعادة ذلك الشباب إلى جادة الصواب. ونوه في هذا الإطار بدور مركز الوسطية الذي إنشئ ترجمة لتوجيهات سامية، ويعمل على جبهتين، الدفاع عن الإسلام وإظهار صورته الحضارية الوسطية من جهة، ومحاربة الأفكار المتطرفة التي تقود الشباب إلى العنف من جهة ثانية.

وحول تركيز الوزارة في خطب الجمعة الأخيرة وخطبة العيد على الوحدة الوطنية، قال الفلاح إن ذلك أتى مواكبة لما شهدته البلاد، وأن أي حدث يجري على الساحة المحلية تعطيه الوزارة الأولوية وتعمل على توجيه الخطاب الديني لخدمة الوطن ومصلحته العليا، وأن ما شهدته البلاد من مظاهرات كانت تحمل مخاطر أن «ينفلت العيار» فيها وتشهد حالات قصاص بين المتظاهرين من بعضهم بعضا، فتتطور الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، إضافة إلى أن تلك التجمعات تمثل فرصة لضعاف النفوس للسرقات وتدمير منشآت الدولة، مشددا على أن القضية الوطنية تأخذ أهمية قصوى ولاسيما في مسألة الالتفاف حول الشرعية والالتزام بطاعة ولي الأمر.

وتحدث وكيل وزارة الأوقاف عن خطر اشاعات وسائل التواصل الاجتماعي، ومسألة تسجيل خطب الجمعة، وحصة المرأة في نشاط الوزارة، وغيرها من القضايا نتابعها في السطور التالية:

? هناك من يتهم وزارة الاوقاف بانها وزارة خاملة ولا تقوم بالدور المطلوب منها. فما ردكم على ذلك؟

- الحقيقة عكس ذلك تماما، فالتواجد لوزارة الاوقاف بين شرائح المجتمع كافة وكل مواقعه، والذي حدث عكس ما يطرح، فقد جاءنا عتب من بعض الجهات تقول اننا ذهبنا في غير اختصاصنا، حيث تطرقنا لاختصاصات في مجال تطوير الادارة والفنون الادارية، وهذا قيل انه ليس عمل وزارة الاوقاف ولكن نحن نقول دائما ان ما لا يتم الواجب الا به فهو واجب، وعليه فإن احسان العمل واتقانه لابد ان تكون لدي مهارات ادارية فيستكثرون احيانا على وزارة الاوقاف ان تتكلف في الاستراتيجيات او تتكلف في الاستثمار البشرى او تتكلف في الخطط او تجري المؤتمرات او الورش او غيرها.

وللامانة وللتاريخ مثل ما يقال ان جهات لا تتصورها حريصة حرصاً كبيراً جدا داخل الكويت وخارجها وتأتي على حسابها الخاص لحضور مؤتمر وزارة الاوقاف في الشأن الاستراتيجي فنحن نريد كل المؤسسات ان تعمل عملاً استراتيجياً وان تكون لها رؤية وخطة وتكتيك في عملها.

ونحن دعونا كل العالم الاسلامي الى مؤتمر الاستراتيجيات وقدمنا خدماتنا الى هذه الوزارات والمؤسسات وبعضهم دعوناهم للكويت وعملنا لهم تدريبا داخل الكويت،على كل الشأن الوزاري من عدد من البلدان العربية والاسلامية لأنه في الحقيقة اننا نرى حجم التحديات الموجودة كبيراً جدا وهذا يحتاج الى رؤية استراتيجية ويحتاج ايضا الى تكامل استراتيجي مع مؤسسات اخرى ، لأنه لا يمكن ان تكون مؤسسة واحدة هي التي تستطيع ان تواجه هذا المد الموجود عالميا من «لخبطة» فلابد ان نتكامل ونحن الان قدمنا مشروعاً على مستوى دول الخليج العربية بعد ان تمت الموافقات من قبل وزراء الاوقاف والشؤون الاسلامية في دول مجلس التعاون الخليجي بان تكون لهم لقاءات واجتماعات حول قضية محاربة التطرف والارهاب ونشر الوسطية بالاضافة الى مشروع بالوقف وهناك مشاريع كثيرة موجودة ولكن نحن نعمل على «تقسيطها» فلا نستطيع ان نقدمها جملة واحدة لان لدينا تجربة سابقة فقد قدمنا ثلاثة مشاريع وقيل لنا «بس» كلها فقط الكويت التي تقدم المشاريع فيجب ان تتاح الفرصة للدول الاخرى بتقديم مشاريعها.

مثال لدينا يتمثل في مشكلة العمالة المنزلية نعاني منها بشكل كبير جدا، كالجرائم وغيرها من الافرازات الاخرى وانعكاس ثقافتهم على القيم. كما اننا لسنا سالمين دوليا من النقد اللاذع والانتقادات في التعامل اللانساني مع هذه الشريحة، فهذه الشريحة التي تشكل اليوم لدينا حوالي 600 الف نسمة، لماذا لا تكون لها مؤسسة خاصة ترعاها وتشرف عليها وتجري الدراسات وتبحث عن الحلول العملية الواقعية الفعالة ذات الاثر فلابد من هذا الشيء، انا اريد ان اعمل اعمالا وقائية ويقيني شر المشكلات فأنا اريد ان ابني بنية صحيحة تحميني من هذه المشاكل.

ولدينا في هذا الصدد برنامج اسمه «بريرة» ونحن ما منطلقين فيه بخطى لا بأس بها ولكن هي في كل الاحوال ما هي الا لجنة ولكن الموضوع أو المشروع يحتاج ان يكون على مستوى مؤسسة فاذا كانت الحكومة تعجز عن هذه المؤسسة وترتيباتها نتمنى ان يكون المجتمع المدني متكاتفا واصحاب الخير يتبنوا هذا المشروع بشكلة المتكامل وتكون بصمته على المجتمع كبيرة وواضحة في حل مشاكل العمالة وعلى اقل المستويات نتمنى ايجاد مؤسسات داخل تلك البلدان تهيئ هذه الشرائح لمدة سنة او سنتين قبل ان يأتوا الى الكويت تهيئهم بالاخلاق والثقافة وباللغة ونمط الحياة الموجود والمهن المطلوبة وطرق التعامل ولنكون منصفين ايضا يجب ان نوعي ربة المنزل بطريقة التعامل مع شريحة الخدم بالتعامل الانساني الراقي في ابعاده الحضارية وهذا مشروع ليس ببسيط ويحتاج الى تفرغ كامل وان تقدم فيه دراسات ورؤى لحل جذري لهذ القضايا وهذا نموذج من النماذج.

مركز الوسطية

? دعنا نتحدث عن مركز الوسطية ومتى وأين تأسس؟

- فكرة تأسيس مركز الوسطية جاءت بناء على توجيهات سامية بأن تكون الكويت منارة من منارات الوسطية من خلال استراتيجية لنشر ثقافة وفكر الوسطية. وتنفيذا لهذا البند في الاستراتيجية، تشكلت اللجنة العليا لتعزيز الوسطية بقرار مجلس الوزراء رقم 833 /2004، وانبثق عنها قرار وزاري 14/ 2006، بتشكيل المركز العالمي للوسطية.

والمركز العالمي للوسطية باختصار هو مركز فكري وبحثي وتدريبي تابع للجنة العليا لتعزيز الوسطية، يعني بتأصيل وبيان الوسطية مفهوما وسلوكا، ومعالجة الغلو الفكري والانحراف السلوكي، ودعوة الناس إلى منهج الإسلام المستقيم، والتفاعل الإيجابي بين الحضارات الإنسانية؛ انطلاقا من عالمية الإسلام ورسالته العمرانية والإصلاحية للبشرية.

? ما الغرض من تأسيس المركز؟ ولمن توجهون مشاريعه؟

- للمركز هدف فكري ثقافي حضاري يرجع إليه الغرض من تأسيس المركز، كما اننا نسعى الى وتقديم مشروع حضاري لنهضة الأمة عبر منهج وسطي يرتبط بالأصل في الوقت الذي يتصل فيه بالعصر.

? هل الأعضاء المؤسسون والمنظمون لهذا المركز من المسلمين فقط؟ وهل هم من مذهب واحد أم من مذاهب متعددة؟

- نشأ المركز العالمي للوسطية بالكويت، وهو يضم بين أطيافه العديد من الباحثين المتميزين في الفكر من بلدان متعددة، والمركز لا يمثل تيارا بعينه، ولا فكرا تابعا لحزب أو هيئة أو جماعة، انما هو ينبع من دولة الكويت، ويستفيد من طاقات العلماء والمفكرين والباحثين من شتى أنحاء العالم، دون النظر إلى المذهب الفقهي أو الفكري أو السياسي، ولدينا تعاون مع بعض المستشرقين من المهتمين بالفكر الإسلامي، وهم من غير المسلمين، وذلك لان رسالة المركز عالمية، ويسعى للاستفادة من كل الطاقات الفكرية ما دامت تصب في مصلحة البشرية.

? هناك عدة اتهامات من عدة اطراف بان وزارة الاوقاف حادت عن طريق الوسطية، فالى اين وصلتم في مشروع الوسطية؟

- الوسطية لب الدين واساسه (وكذلك جعلناكم امة وسطا) فهي ليست بدعا من الامر، وليست تكتيك اليوم وليست رد فعل، وليست املاء خارجيا، ولكن هي اصل وجوهر الدين الاسلامي وهذه الوسطية التي جاء بها الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم وسارت عليها الامة عبر التاريخ الاسلامي، فالناس قد تنحرف يمنة او يسرة، وينبري لهم العلماء الربانيون ويردونهم الى الطريق الصواب، ولكن الحياة دائما متجددة في مثل هذه المواضيع ومتنوعة، ومن ثم نقول ان قلوبنا مفتوحة وابوابنا مفتوحة ونحن دائما نراسل العلماء والمشايخ.

فقد اشركنا جل علماء الامة في مشروع الوسطية في كتاباتها ومؤتمراتها وفي ندواتها والى اخره وايضا من لم يشارك نرسل له مطبوعاتنا ومؤلفاتنا ونسمع منه اي ملاحظات وندعو الجميع ونقول لهم قلوبنا مفتوحة وكتبنا موجودة ونتمنى ان يقولوا.

نحن لا ندعي الملائكية، ولا ندعي انه لا يوجد خطأ، ولكن اذا كان هناك شيء خطأ، نتمنى ان يبين لنا ونحن على اتم الاستعداد على تصحيحه، وفي الجانب الآخر الوسطية هي قضية فكر اسلامي، ومهما كان فنجد فيه أمورا فيها مساحة للاجتهاد العقلي ونجد الاختلاف طبيعيا.

التطرف ومحاربته

? من وجهة نظركم ما الأسباب التي تؤدي الى التطرف في فهم الدين؟ وكذلك الأسباب التي تؤدي الى الانحراف والابتعاد عن الدين؟

- لاشك أن هناك جملة من الأسباب التي يمكن ان تؤدي الى التطرف ومنها قلة العلم وضيق الأفق والفهم السقيم لنصوص الشريعة، ونحن هنا لا بد ان نفرق بين التطرف الفكري، وهذا موجود ولا يمكن إنكاره، وله مستويات متعددة، ولكن الأخطر هو أن يصيب التطرف واقعا عمليا من خلال المواجهات المسلحة والقتل وغير ذلك من ترجمة الفكر المتطرف إلى عمل، ولهذا فنحن نحاول ان نحدث نوعا من التوازن بردة فعل عملية يمكن من خلالها معالجة هذا الانحراف وإعادة هذا النوع من الشطط الى الوسطية والاعتدال، وفي ذات الوقت ننتشل من شذ عن الدين بالحوار البناء ونحاول ان نعيده الى التمسك بأصول الشريعة الغراء التي تضمن سعادة الإنسان في الدارين.

? كيف تجدون التفاعل مع الفكر الوسطي وما يدعو إليه إسلامنا الحنيف ومدى الإقبال على هذا النهج سواء أكان في داخل مجتمعاتنا العربية والإسلامية أو في غيرها من المجتمعات؟

- يحظى المركز بقبول محلي وعربي وعالمي منقطع النظير، وقد وردتنا إشادات دولية وعالمية كثيرة من مفكرين ومثقفين، وكذلك من ممثلي دول وحكومات بل وردتنا بعض الطلبات لإنشاء مراكز في دول أخرى على غرار المركز، فضلا عن ما نجده من ردة الفعل الايجابية من الشخصيات التي تزور المركز والاطلاع على نشاطاته المتنوعة والمتعددة، وهذا مما يثلج الصدر ويؤكد لنا اننا نسير في طريق صحيح.

? بالنسبة للهجمات التي يتعرض لها الإسلام ما دور مركز الوسطية في التعامل معها؟

- نحن نعمل في المركز كحائط صد يذب عن الدين بالحكمة والموعظة الحسنة من خلال الدور العلمي، الذي نقوم به لكشف وبيان زيف تلك الآراء، ودحض شبهاتهم بالحجة البينة والبرهان الساطع استنادها إلى العلم أو الواقع، وتوضيح الحقائق المجردة للناس، وفي مثل هذه الهجمات يتكامل المركز مع إخوانه من المراكز الأخرى في القيام بهذا الدور، على اعتبار ان المركز ليس وحده في الميدان، ولكنه يتكامل مع غيره.

? هناك من يدعي ان التطرف يخرج من بعض المساجد في الكويت، واتهامات توجه للوزارة ان المساجد غير مراقبة في الجانب الفكري وغير معززة بمسألة الوسطية، وان بعض الدروس في المساجد فيها تطرف وفيها غلو وتكفير. فكيف تتعاملون مع مكافحة مثل هذه الآفات الفكرية؟

- نتمنى ممن يدعون ان مثل هذه الامور موجودة في مساجدنا ان يقولوا لنا اين، فنحن نطالب الجميع بان يقولوا لنا في اي مسجد يحدث مثل هذه الامور، واي درس فيه تطرف فنحن لم يبق اي عالم او شيخ مشهور ومعروف في محاربته للتطرف الا واتينا به للكويت ومحاضرات تلو محاضرات، وبعد ذلك اشرطة وCD وDVD، ننشرها بكميات كبيرة جدا وايضا المشايخ خاصة من مصر ومن السعودية كان لهم اثر كبير جدا ومشايخ الكويت جزاهم الله خيرا على منهج الوسطية بشكل عام.

ويبقى بعض الشباب وطلاب العلم يكون له رأي خاص فنحن لسنا من اخذهم من بيوتهم صغارا وربيناهم حتى كبروا الى اخره فنحن تسلمناهم و«تقريبا عوده صلب وثابت» ومن الصعب التصليح فيه ومع ذلك لله الحمد نكثف التوجيه لهم.

ولكن يبقى ان بعض من هم داخل السجون، وهذا شيء لا نود ان نتطرق له اعلاميا ولكن مضطرون نحن الى ان نصرح به للمرة الاولى «نحن لدينا اخوة كرام لديهم من الوسطية والحكمة والعقل نتعاون معهم وما لهم الرمزية الحكومية ان صح التعبير «خاصة ان الشباب المتطرف عندما يعرف ان الشيخ حكومي - بما يعنونه هم - ما يقبل منه النصح والتوجيه، اما اذا رمز ديني وليس مرتبطا بالحكومة حتى ان كان خطيبا في الوزارة فهو مقبول لديهم اما ان يكون موظفا حكوميا او مسؤولا حكوميا وغيره فالمتطرفون لا يقبلون منه ولا يسمعون منه الكلام لانه متهم عندهم.

فنحن نتعاون مع مثل هؤلاء الرجال الطيبين من اهل الكويت ومشايخ الكويت، وعندنا بعض الاخوة المسؤولين في المساجد اذا فيه احد موجود في اي مسجد من المساجد لديه فكر متطرف او «نشم رائحة» التطرف لدى بعض الشباب فيه كبذرة نقوم بمخاطبة المشايخ هؤلاء ونطلب منهم الوصول لهم، ولا نقوم نحن بشكل مباشر بالوصول لهم بصفتنا الرسمية المباشرة، وحتى داخل السجون كنا نرسل مشايخ ولكن ليسوا رسميين مثل اصدقائهم القدامى من المعتدلين نطلب منهم ان يزوروهم ويتحدثوا معهم والى اخره فهذه الالية وللامانة هم محدودون.

وغير هذا دائما اسأل اهل الاختصاص في وزارة الداخلية اخبرونا ان سمعتم بمكان فيه مجاميع لديها افكار منحرفة ودعونا نركز ونكثف جهودنا عليه لنرسل افضل مشايخنا الى هناك والمتخصصين في وضعهم فكان جوابهم غالبا لله الحمد نرى ان الظاهرة في انخفاض كبير.

الوحدة الوطنية

? ماذا قدمت وزارة الاوقاف لتعزيز الوحدة الوطنية؟

- قضية تعزيز الوحدة الوطنية هاجس الوزارة في الحقيقة، وهي الهم الاكبر لانه لا يوجد شيء بعد تفكك الوحدة الوطنية، فكل شيء سنخسره والعاقل من اتعظ، بغيره فنحن نرى دولا دفعت ثمنا باهظاً نتيجة التفكك الاجتماعي، فبرامجنا بالنسبة للوحدة الوطنية بالنسبة للخطباء نركز في خطب الجمعة على الوحدة الوطنية وعندنا مطبوعاتنا فيها العديد من المواضيع التي تعزز الوحدة الوطنية ولدينا محاضرات في هذا الشأن.

وبعض انشطتنا الثقافية والمسابقات والزيارات داخل المدارس اغلبها في الشأن الوطني اما ان يكون مباشرا بالصريح والواضح في القضية الوطنية او في شكل غير مباشر بالاضافة الى البيانات التي تصدرها الوزارة في الوحدة وخاصة عندما تحدث ازمة، فلدينا منهجية دائمة في قضية الوحدة الوطنية.

? ركزت وزارة الاوقاف في الاونة الاخيرة في خطبها في الجمعة وخطبة العيد في المسجد الكبير على الوحدة الوطنية. فهل لامستم ان هناك اشكالية في هذا الجانب مما حدا بكم الى كل هذا التركيز؟

- عندما يحدث اي حدث في البلد نكون في العمل نعطيه اولوية اكثر ونوصي الخطباء ونؤكد عليهم، فمثلا نجمع فتاوى العلماء والمشايخ ونطبعها في بوستر ونوزعه في الآلاف من المساجد وغيرها، واعتقد كان لها اثر في تهدئة الكثير من الامور والنفوس، فنحن حقيقة في المظاهرات وغيرها لا تعلم ماذا سيحدث، ومن الممكن ان «ينفلت العيار» كما يقال فيأتي واحد يقتص من شخص اخر في هذه المظاهرات، وهناك حوادث دهس وغيرها تحدث، كما أنها فرصة سرقات وفرصة تدمير المنشآت وغيرها والاعتداء على حقوق الناس تكون في هذه المظاهرات.

فنحن دائما نخاطب الفتوى الشرعية وجمعنا المشايخ وفتاواهم وطبعناها ووزعت بكميات كبيرة، ونعرف اناسا كانوا حادين جدا في قضية المظاهرات، ولكن بعد هذه الحملات تراجع بعد ان رأى الفتاوى، هذه والبعض خفف من حدته، فالقضية الوطنية بكل اشكالها لها الاولوية والاهمية وعندنا كتب في القضية الالتفاف حول الشرعية والالتزام بطاعة ولي الامر الى اخره وطبعا بعض هذه الاشياء تأتينا عليها بعض الانتقادات الحادة جدا في شخوصنا وليس في المؤسسة فقط ولكن نحن مقتنعون قناعة تامة ان كل هذه الاشياء لا جدوى منها وان حرصنا على امن المجتمع واستقراره اهم من كل شيء اخر.

وفي ما يتعلق بتحديات التكنولوجيا المعاصرة من وسائل التواصل وتوابعها فقد اعددنا حملة اسمها «فتبينوا» نطلب من جميع المتعاملين مع مواقع التواصل الاجتماعي ان يتبينوا قبل نشر الاشاعات، وأن هذا امر حرام وينزل عليه العقاب الالهي وهو ان تنشر كذبة (تلقونه بالسنتكم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم) فلماذا لا يفلتر الموضوع ويتأكد منه على طول من اللسان للسان وهذا امر كبير واعراض الناس امرها عظيم عند الله سبحانه وتعالى.

نحن نعول على شبابنا وعلى الناس كافة ان ترقى في حسها الى درجة ان يكون لها معايير وتعرف ان تفلتر المواضيع وتعرف قياس الشيء المعقول من غير المعقول، مثلا يقول لك فلان اخذ مليارا، فكيف يأخذ مليارا وهذه مؤسسات دولة اذا قلت اخذ مليوناً او اثنين من الممكن ان اصدق اما مليار فهذا امر غير معقول، ولا تحصل صعبة جدا في التصديق وغيرها من المسائل التي لا يوجد بها مصدر موثوق فالكلمة كالرصاصة اذا انطلقت لا تعود فيجب ان نرتقي بانفسنا عن هذا الشيء.

وزارة الأوقاف

? يقال إن وزارة الاوقاف طاردة للكفاءات، فما ردكم على ذلك؟ وماذا قدمتم لتفادي هذا الجانب؟

- استطيع ان اسميها طاردة للكفاءات، بل هي صانعة الكفاءات ونحن نفخر بطاقات خرجت من الوزارة وذهبت الى مؤسسات اخرى واحدثت فيها تغييرا، ونقلت اليها الفكر الاستراتيجي. فأحيانا كما ذكرت وزارة الاوقاف «ناشفة» ما فيها تلك الحوافز والبونص والكادر الخاص الموجود في بعض الوزارات والمؤسسات، فتكون له فرصة في مكان آخر براتب الضعف فهل تريد منه ان يبقى في الوزارة فمتطلبات الحياة كبيرة من الاكيد ان ينتقل من الوزارة.

? وما سبل العلاج لهذا التسرب؟ فهل سعيتم الى تقديم كوادر خاصة للكفاءات الموجودة؟

- نحن حقيقة في حيرة من امرنا في هذا الموضوع، فهناك صورة مازالت موجودة ان وزارة الاوقاف هي وزارة دينين وقنوعين وزهاد، ويعملون لله تعالى وهذا الشيء سمعته من مسؤولين كبار جلست معهم يقولون هذا الكلام، ولكن هذا الموظف انسان بشر، حاله كحال اخوة في اي وزارة من الوزارات الاخرى، فلماذا نصر على ان يكون المتدين «منتّف»؟ الصورة هذه تكونت ان المتدين يجب ان يكون «منتف» بينما تاريخيا نجد كبار الصحابة رضي الله عنهم منهم عثمان بن عفان وابو بكر الصديق وعبدالرحمن بن عوف كانوا من كبار التجار في الاسلام، ومع الروحانية العظيمة والاخلاق والبذل والعطاء، ولكن الا «منتف ولا ما يصير متدين» واما زاهد ما يعلم عن الدنيا فلذلك نحن حاولنا من خلال الاستراتيجية ان نكسر هذه الحواجز وان نقدم نموذجاً متميزاً ولذلك دخلنا في كل شيء وحتى الرياضة.

? هناك اتهامات للوزارة بانها تهدر المال العام على اللجان وغيرها من المشاريع غير ذات الجدوى المجتمعية، استنادا لديوان المحاسبة في تقريره بالتجاوزات المالية كل عام، فما اسباب هذه الاتهامات؟

- نحن نعتبر ديوان المحاسبة الخط الاول في الدفاع لنا، فهم يحموننا ولهم ملاحظات على كل الوزارات، ولكن يسلط اعلاميا على وزارة الاوقاف، لانها وزارة دينية وفيها تيارات دينية، ولنكون واقعيين لنتيجة وجود التيارات فيها احيانا يكون هناك تنافس غير مناسب فيعطيها بعداً وزخماً كبيراً، وديوان المحاسبة دائما نقول لهم انتم وضعتم شعار «شركاء وليس محاسبين فقط»، فنقول لهم: يا جماعة الخير شاهدوا الايجابيات فلماذا لا تذكر الايجابيات ويركز على السلبيات فقط؟ وان كان هذا ليس عملهم بل عمل الجهاز الحكومي لتقييم الاداء فإن المنهج الاسلامي يقول ان الحسنات يذهبن السيئات، فاذا كان هناك حسنات وامور ايجابية تخدم المجتمع وأمنه واستقراره اصبح فيها اجتهاد وصار لدينا مخالفات شكلية اجرائية وليست في الذمم يعني هذه تغفر لهذه وتغطي السلبيات.

فنريد حقيقة وبإلحاح شديد ان يكون هناك تقييم ايجابي وسلبي ونرى حجمها هل تنغمس هذه السلبيات في الايجابيات التي حدثت؟ فلدينا في وزارة الاوقاف 14 ألف موظف يمكن ان يخطئ أحدهم، وعندنا اكثر من 100 شركة نتعامل معها، ومسؤولوها «مجننينا»، فبعض الشركات تلف وتدور لتوفر، والتي تريد ان توفر تكون عليها ملاحظة على الوزارة، فمن الممكن ان الوزارة لم تنتبه لهذه الحركة وديوان المحاسبة انتبه لها، فالشاهد اننا في معركة ليست بسيطة بضبط الامور مع الشركات، ولدينا كم هائل من الاوراق يوميا بالآلاف من كتب وخطابات، فيحدث أن تصاغ ورقة خطأ أو تنسى، فهذه الاشياء هي ابرز المخالفات.

واحيانا يغفر الله للجميع هناك من لا يحب واحدا من الموظفين أو المسؤولين فيقوم بتحويل هفوة صغيره له ليهولها ويكبرها ويجعل من «الحبة قبة» وتبدأ الهجمة، فحتى هذه القضايا غالبا ما تنتهي بالبراءة، حتى على مستوى النيابة العامة واللجان التي تحقق أو تحفظ لعدم وجود الادلة التي تخدش الذمم على قدر ما يكون فيها من الاجتهادات الشكلية او الاجرائية وما شابه ذلك.

وخصوصاً ان البعض يجتهد بحسن نية، فعنده عمل مكثف، ولا يستطيع ان يصرف لهم لان البند انتهى وفيه بند فائض، ويذهب الى البند الفائض دون أن يتخذ الاجراءات الكاملة وتحدث الاشكالية، وتسجيل ديوان المحاسبة للمخالفة رغم انها ثابتة بالاشخاص وبأداء عمل فعلي يؤدي الى نتائج ايجابية، وشيء يكون فيه بعض الضرورة او الاضطرار فيه ولكن ما يحسن التعامل الاجرائي اما انه لا يعرف الاجراءات او انه يعرف الاجراءات ولكنه يراها طويلة جدا ويمكن الا تنتهي.

ومن الطرائف التي تذكر للتاريخ ان وزيرا من وزراء الاوقاف اتصل بي وقال لي ألم تقرأ عن فلان في الصحف، حول اللجان والسفرات وغيرها من أمور كتبت عنه، فقلت له إن هذه اكبر شهادة لهذا الشخص لأن من بحث لم يجد غير السفرات واللجان في سجله، وهذا شهادة له خاصة ان هذا الشخص له علاقة بالامور المالية وبالشركات وغيرها لأكثر من 20 سنة الى ان اصبح مديرا، وهذه شهادة له لان المهام الرسمية لا تخرج الا بتوقيع الوزير نفسه ولا تعتمد الا من قبل مجلس الوكلاء، وهي مفلترة بشكل كبير جدا، وأن اللجان لو يشترك الشخص بـ 100 لجنة له سقف معين فقط 6 جلسات، وهذا الشخص أعرفه شخصيا، يعمل في الخميس والجمعة ايام ما كانت الخميس عطلة وفي العطل الرسمية، وهو أول واحد يدخل الوزارة واخر من يخرج، فمثل هذا الموظف يجب ان يشاد به.

? في ملف تسجيل خطب الجمعة يرى عدد من الائمة انها تقييد لهم، فما ردكم على ذلك؟

- تسجيل الخطب انا من ادخله للوزارة، عندما كنت وكيلا مساعدا اقترحته على الوزير والوكيل آنذاك، ووافقا عليه مباشرة، وعندما وصلت الاخبار إلى الخطباء اتهمني وقتها بأنني «ملكي اكثر من الملك» لكنني أصررت على التسجيل، وللعلم فقد كان قبل التسجيل يأتينا كل يوم سبت او يوم الاحد بعد اجتماع مجلس الوزراء شكاوى من مجلس الوزراء، ومن غير مبالغة تصل الشكاوى شهريا إلى 7 و8 شكاوى من شخصيات الوزراء او مساعديهم الذين ينقلون لهم او مصادر اخرى، فهناك ناس «تتبلى» على الخطباء فكل ما يأتينا من مجلس الوزراء نحيله الى الجهة الفنية ويأتون لنا بالشريط مفرغا واذا فيه شيء يضعون عليه لونا «فوسفوريا» ونرفعها الى مجلس الوزراء ويتفاجأون ان الخطبة سليمة وما فيها اي شيء، وفي الشهر الثاني نزلت الملاحظات الى خمس، ثم في والشهر بعده نزل المعدل الى ان انقطعت تماما.

مساجد الشيعة

? هل مساجد الشيعة تخضع لنفس الرقابة التي تقوم بها وزارة الاوقاف على مساجد السنة وتسجيل الخطب؟

- نعم مساجد الشيعة كافة تخضع لرقابة وزارة الاوقاف بحكم القانون والرقابة عليها في كل شيء، ولكن نحن لا نستطيع ان نضع معاييرنا في بعض الامور الشرعية على خطب الاخوة الشيعة، فهم لهم مذهبهم واحاديثهم وطريقة تصحيح وغير ذلك من أمور، فهذا جانب من الجوانب التي تراعى لدينا. اما الجانب الاخر فإن من يخطب في مساجد الشيعة يقوم بتنزيل خطبته بشكل سريع على الانترنت في موقعه، فاذا فيها ملاحظة يتم تطبيق اللوائح عليهم.

? كان لك سؤال موجه لمدير عام بلدية الكويت عندما اثيرت ضجة الكنائس في الكويت قبل عامين تقريبا، تسأل عن عدد الكنائس في الكويت، فهل وزارة الاوقاف معنية بدور العبادة لغير المسلمين وفق القانون؟

- وزارة الاوقاف وفق القانون وفق المرسوم الصادر بانشائها، تستشار في موضوع فتح دور العبادة لغير المسلمين، وهي تلعب دور المستشار اكثر من صاحب القرار، ولا تشرف عليها رقابيا ولكن ان كان هناك اجراءات مع الوزارات من الممكن من خلال الوزارة يتم تنفيذها.

? ما ابرز الانشطة التي تسعى وزارة الاوقاف لتدشينها خلال هذا العام؟

- في الحقيقة لدينا الكثير من الانشطة المتعددة والمتنوعة، ولكن نحن الان نحرص على الارتقاء بالموجود، وهدفنا الان لهذه السنة وقفة مراجعة، في التوسع بدور القرآن الكريم، لنبحث هل هو مناسب او غير مناسب، خاصة ان الميزانيات تضغط علينا ضغطا شديدا في ايقاف كثير من الانشطة او تقليصها بسبب عدم وجود ميزانيات لها.

ولدينا مشروعان وهو مشروع برنامج الارشفة وهو كل انشطة الوزارة القديمة والحديثة يتم ارشفتها على الانترنت كل الانشطة فمشروع كبير هذا ولله الحمد سيستفيد منه ناس كثيرين خارج الكويت بشكل كبير جدا والمشروع الثاني هو مشروع النظام المالي للوزارة ايضا هو الآن يطبق على الوزارة حتى يعمم على كافة الوزارات الاخرى فوزارة الاوقاف بادرت والجهات المختصة رأت المشروع وشجعت لتجعله نموذجا للاخرين.

المرأة في «الأوقاف»

? لماذا لا نرى دورا بارزا للمرأة في الوزارة؟

- نحن في وزارة الأوقاف على يقين بأن المرأة هي نصف المجتمع وهي التي تنجب وتربي لنا النصف الآخر، ويمكننا القول إن المرأة الأساس في المجتمع، وإغفال دورها او إقصاؤه يؤدي إلى خلل كبير في نهضة المجتمع.

وقد حرصت قطاعات الوزارة المختلفة على الاهتمام بالمرأة ولقد اجتهدت إدارة التنمية الأسرية في الوزارة وأقامت فعاليات ومناشط ممتازة وأثمرت هذه الأنشطة الكثير من الفعاليات التي لاقت استحسان المراقبين ومتابعة المهتمين، فقد أنشأت مراقبة الدراسات الحرة، مركز شروق للتواصل الأسري التابع لإدارة التنمية الأسرية بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عام 1999 وهو مركز يقوم بإعداد وتنفيذ برامج تنموية لخدمة المرأة في المجتمع الكويتي بجميع محافظاته في شتى المجالات الاجتماعية والأسرية والعلمية والثقافية الموجهة لكافة شرائح المجتمع، وذلك لفهم أولوياتهم وواجباتهم في الحياة الأسرية والاجتماعية والتربوية كعنصر فعال في المجتمع، هذا إلى جانب تعزيز دور الأسرة وتطوير مهارات التفاعل الإيجابي مع الأبناء من خلال التدريب العلمي والعملي وفق المنظومة الإسلامية والرؤى العلمية الحديثة من أجل استقرار الأسرة الكويتية، وذلك من خلال تحقيق أهداف المراقبة بما يتناسب ومبدأ الوسطية والاعتدال.

وتهدف المراقبة الى إعداد حقائب تدريبية وتنظيم دورات وورش عمل، ندوات وحلق نقاشية لتنمية المرأة في كافة شرائح المجتمع،والمشاركة بالمؤتمرات والمعارض والملتقيات لتمثيل المجتمع الكويتي، والارتقاء بالأسرة فكريا وثقافيا وأخلاقيا واجتماعيا ونفسيا، وتحقيق التنمية المجتمعية من خلال تطوير الموارد البشرية ن وكذلك تخريج كفاءات وقيادات شبابية فعالة في المجتمع.

وقد تم في العام المنصرم وحده انجاز 10 برامج بواقع 168 دورة، وزاد عدد الحضور عن 3250 مشاركا ومشاركة، محققة بذلك أهدافها التالية إعداد أمهات وفتيات واعيات بدورهن الفعال في المجتمع بيان أهمية الكمبيوتر في التأثير على الأم والأسرة وتدريبهن لتفعيل دورهن في حلول المشكلات الأسرية من خلال دورات برنامج «تكنو أم - تكنو دعوة» تشكيل فريق قادر على طرح حوار هادف للمشكلات. وتنمية مهارات المعلم والمعلمة من خلال برنامج «فنون الإلقاء والتأثير» وصقل داعيات قادرات على التدريب الفعال وفق منهج الوسيطة والاعتدال في الدعوة تأهيل الفتاة لمرحلة ما قبل الزواج وبعده من خلال برنامج «أبناؤنا معاريس» وتخريج كفاءات وقيادات شبابية فعالة من الفتيات في المجتمع وفق منهج تربوي يعد من قبل متخصصين إيجاد بيئة جاذبة ومتميزة للفتيات تحقق المتعة والفائدة في شتى مجالات الحياة تخريج أعضاء فاعلين من الأخصائيين والأخصائيات المتخصصين في علم النفس والخدمة الاجتماعية من أجل دعم التواصل الأسري من خلال «برنامج الإرشاد الأسري».

? هل هناك مراكز لإعداد الداعيات؟

- كما ذكرت فان الوزارة تهتم بإعداد مربية الأجيال اهتماما خاصة، وتهيئ لها كافة الظروف المناسبة لتعليمها وتثقيفها وتأهيلها دعويا وشرعيا وقرآنيا، وقد توسعت الوزارة توسعا كبيرا لإنشاء دور القرآن والمراكز الدعوية لتلبية الطلبات المتزايدة من النساء اللائي يقبلن بشكل كبير على طلب العلم الشرعي وحفظ القرآن الكريم بما لا يدع مجالا للشك ان الوزارة حريصة كل الحرص على إتاحة الفرصة أمام كل راغبة في التعلم.

فهيأنا 28 مركزا لتحفيظ القرآن تعمل في الفترة المسائية، و30 في الفترة الصباحية تستقبل أكثر من 10 آلاف دارسة من النساء والبنات والفتيات وربات البيوت، ومنها تتأهل المسلمة لتكون داعية، هذا بجانب المركز المتخصص لتأهيل الداعيات والذي أنشئ عام 2007 وتخرج منه عدد لا باس به من الداعيات المتمكنات واللائي يعملن في الأوساط النسائية بهمة عالية.

? كلمة اخيرة في ختام هذا اللقاء؟

- الكويت طبعت على الانفتاح على الجميع خارجيا وداخليا، فالابواب والقلوب مفتوحة، واحيانا فإن لمسات فيها ذوق وحكمة تحدث اثرا اكثر من العنتريات، وهذه امانه فالكويت حياتنا وحياة الاجيال القادمة.

ويجب المحافظة على الكويت والالتفاف حول الشرعية والاصلاح بالطرق السلمية والطرق المعبرة او الادوات المسموح بها، فالبرلمان موجود وساحة الارادة موجودة والصحافة الحرة موجودة، أما الشغب والهيجان وغيرها فإنها لا تؤدي إلى نتيجة والعاقل من اتعظ بغيره.

وزارة «ناشفة» بلا حوافز



أكد الفلاح ان وزارة الاوقاف اقل الوزارات حوافزا، فلا يوجد فيها حوافز مشجعة وبونص والكادر الخاص، وغير ذلك من الحوافز كما في بعض الوزارات والهيئات والمؤسسات، «فالوزارة في الحقيقة ان صح التعبير ناشفة، ولكن الروح المعنوية عالية ولله الحمد فعطاء الموظفين عال جدا».

وشدد على أن الموظفين متحمسون لتطبيق الاستراتيجية واستيعابها وبما يسمى بالثقافة الاستراتيجية، وكذلك الوظائف الاشرافية التي لا يوجد فيها ارتقاء لهذه الوظائف الاشرافية الا من خلال المقابلة واهم الاسئلة في المقابلة هي الاستراتيجية فتجد ان الموظفين حريصون جدا على ان يستوعبوا الاستراتيجية وان يلتزمو بها كما ان لدينا منسقين ما بين ادارة التطوير والتخطيط وكافة الادارت الاخرى، ولكن نعود ونقول ان الميزانية هي احدى الاشكالات الكبيرة وخاصة اننا نحتاج الميزانية في قضية رئيسية ومهمة لدينا في الوزارة وفي كل الوزارات وهي قضية التدريب.

المتطرفون في السجون لا يتجاوزون أصابع اليد



رد الفلاح على من ينتقدون عدم التفات الوزارة للمساجين من ذوي الفكر المنحرف، فقال إن تقارير وزارة الداخلية تقول إن القضايا في هذا الملف محدودة جدا، حتى أن الموجودين في السجون لا يتجاوزون عدد اليد الواحدة، «فكان هاجسنا والنار مشتعلة اقليميا كيف نحمي الشباب، فكان الجواب ان الوقاية خير من العلاج. فقررنا ان نعمل عملا وقائيا لنحمي المجتمع على قدر الامكان من هذه الافكار المتطرفة». وذكر أنه «تجاه ذلك كانت منهجية الوقاية، من خلال جهد اعلامي مكثف التلفزيون والاذاعة والصحافة والمؤتمرات وبعد ذلك على قادة الرأي الاعلامي الديني متمثل في الدعاة والائمة والخطباء ومدرسي التربية الاسلامية في وزارة التربية والموجهين وبعض المسؤولين الاعلاميين في الصحف والاخوة في التلفزيون والاذاعة، وركزنا على القادة هؤلاء وعملنا دورة مكثفة لهم مدتها 45 يوماً لاستيعاب موضوع الوسطية والشبهات التي يثيرها المتطرفون والرد عليها واكثر ما يتعرض لهذه المواضيع هم الائمة والمدرسون».

استراتيجية بمنهجية علمية وفهم الواقع



تناول وكيل وزارة الاوقاف الدكتور عادل الفلاح استراتيجية الوزارة التي تنطلق منها فقال إنها استراتيجية متكاملة ومنهجية علمية عملية بكل المقايس، حيث أحدثت نقلة نوعية في الوزارة في كل المجالات، وخاصة انها ترتكز على المنهجية العلمية وفهم الواقع الموجود، كما ترتكز على كل التفاصيل بمعنى ان كل البرامج المذكورة في الاستراتيجية ومؤشرات النجاح ومعايير هذه المؤشرات وفي نهاية العام هناك نوع من المسابقة بين الادارات فيما حققته من انجازات وفق الخطة الموضوعة ونسبة هذا الانجاز.

ودعا الفلاح الوزارات والهيئات والمؤسسات الحكومية لوضع خطة استراتيجية في عملهم توضح الرؤية للاهداف التي يريدون تحقيقها وهذه الخطوات العملية ووقفات التقويم والتقييم لكل مرحلة من المراحل ستبين للجميع اين الطريق الصحيح في العمل.

بالتسجيل نصوب للخطباء لغتهم وشواهدهم



شدد الفلاح على أن تسجيل خطب الجمعة كان فكرته، مشددا على أن التسجيل أفضل للخطيب ليحس بالمسؤولية، وكذلك لدينا ملاحظات في أدائه من حيث النحو والايات او الاحاديث التي يخطئ بها، حيث يورد احدهم احاديث ضعيفة او موضوعة وبعضهم ينقل عن علماء كلاما غير صحيح نقلا خطأ، وبعضهم ينقل عن علماء وكأنه الرأي الاوحد في الامة. ورأى ان على الخطيب ان يحدد ان هذا رأي فلان او المذهب الفلاني، وهو ما ترجح عنده، وايضا هناك آراء اخرى لعلماء اخرين افاضل تلقتهم الامة بالقبول.

وذكر أنه أحيانا يكون هناك التعرض للشخصيات او الناس وغير ذلك بشكل غير لائق او احيانا الاطالة في الخطبة، فلدى الخطيب 20 دقيقة، وبعض الناس تضج من بعض الخطباء الذين يطيلون الخطبة الى الساعة او 45 دقيقة.

احذروا النزعة الأفلاطونية المثالية



طالب الفلاح الشباب بالمحافظة على الكويت، وأن ينظروا نظرة واقعية حقيقية، فخطورة النزعة المثالية او الخيالية او «المدينة الفاضلة» لافلاطون أنها نزعات خيالية غير واقعية، فلا توجد دولة في العالم طبقتها بالتاريخ بنسبة 100 في المئة.

ويجب ان نخفف من النزعة المثالية الخيالية ونبحث في الادوات الاصلاحية التي لها اثر وثمرة حقيقية في اصلاح المجتمع ليس فقط في الاصلاح السياسي بل هناك جوانب كثيرة تحتاج الى الاصلاح.

«الملالوة» حققوا

إنجازات رياضية!



عرج الفلاح في اللقاء على النشاط الآخر للدعاة، فقال إنهم أجادوا في أكثر من مجال، «ففي الرياضة أثبت الملالوة كفاءة واكتسحنا الرياضة بالكامل واخذنا الكأس والدرع لعدة سنوات، وبعد ذلك قلنا دعونا ان نحجز واحدة من الاثنتين تقديرا لزملائنا في الوزارات الاخرى».

وأضاف أنه حتى في التنظيم والترتيب، على مستوى الحكومة كانت التجربة لدينا عممت على كافة الوزارات الاخرى، ومنها بعض الانظمة المالية والادارية، ومنها قضايا التخطيط والاستراتيجيات وغيرها.