إسرائيل والفلسطينيون تبادلا القصف بعد انتهاء الهدنة
| القدس - من محمد أبو خضير وزكي أبو الاحلاوة |
1 يناير 1970
04:34 م
أعلن الجيش الاسرائيلي، امس، استئناف ضرباته ضد حركة «حماس» بعد اطلاق عدد من الصواريخ من قطاع غزة مع انتهاء وقف النار.
واكد في بيان: «صباح اليوم (امس) وبعد استئناف اطلاق الصواريخ على اسرائيل، استهدفت القوات المسلحة مواقع ارهابية في قطاع غزة. وجاء ذلك بعدما امر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الجيش بالرد بقوة على الصواريخ القادمة من غزة».
وقال ناطق عسكري ان «الجيش الاسرائيلي شن ضربات جوية وقصفا مدفعيا» لكنه لم ينشر جنودا داخل الجيب الفلسطيني.
وتبنت «سرايا القدس»، الجناح العسكري لحركة «الجهاد الاسلامي» اطلاق اكثر من 20 صاروخا وقذيفة على المناطق الاسرائيلية بينها صواريخ عدة على عسقلان في جنوب اسرائيل.
وذكرت في بيان ان «العدو انهى التهدئة الموقتة برفضه مطالب المقاومة وهو يتحمل مسؤولية ذلك ولن ياخذ العدو منا بالسياسة ما عجز عنه في الميدان».
واكدت «لجان المقاومة الشعبية» انها اطلقت 12 صاروخا على المناطق الاسرائيلية.
وتحدث شهود ومصادر فلسطينية عن ضربات جوية في شمال القطاع ووسطه.
وقال مصدر امني فلسطيني ان «طيران الاحتلال شن عدوانه بالقصف الجوي ومن الدبابات من جديد على المواطنين في قطاع غزة». واضاف ان الطيران الحربي «نفذ 3 غارات جوية استهدفت ارضا زراعية في منطقة الشيخ عجلين (جنوب غرب مدينة غزة) وارضا زراعية قرب مخيم النصيرات (وسط القطاع) وفي محيط منزل شرق جباليا (شمال) حيث اصيب احد المواطنين». وتابع ان «طائرات اف-16 الصهيونية اطلقت عددا من الصواريخ قرب منازل المواطنين في رفح في جنوب قطاع غزة وقرب منازل المواطنين في مخيمي البريج والمغازي» وسط القطاع.
واكد ان «الدبابات الاسرائيلية اطلقت عددا من القذائف المدفعية على منطقتي الزيتون والشجاعية شرق مدينة غزة وكذلك عددا من القذائف على بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا في شمال القطاع، من دون ان تسجل اصابات».
وقال مسؤولون طبيون انه سقط أول قتيل فلسطيني في القطاع بعد انتهاء الهدنة حيث قتل فتى عمره 10 سنوات وأصيب 6 اخرون في غارة جوية اسرائيلية قرب مسجد بمدينة غزة.
وفي اسرائيل أصيب شخصان من جراء قذيفة هاون أطلقت من غزة.
وفر الاف الفلسطينيين من بيوتهم في المناطق الشرقية من مدينة غزة في وقت سابق خوفا من تجدد الضربات الاسرائيلية بعد الاعلان عن انتهاء التهدئة بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية.
وذكر شهود ان «الاف المواطنين غادروا منازلهم في مناطق الشجاعية والزيتون والتفاح شرق مدينة غزة اخذين معهم بعض امتعتهم كما فرت الاف العائلات ايضا من منطقة جحر الديك في مخيم البريج جنوب مدينة غزة».
الى ذلك، قال مصدر فلسطيني انه تم الخميس العثور على جثة الناطق السابق باسم «حماس» ايمن طه في منزل شرق مدينة غزة كان تعرض للقصف الاسرائيلي من دون توضيحات اضافية.
وافاد الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية ان 4 فلسطينيين قتلوا في انفجار غامض مساء الخميس في جباليا بشمال قطاع غزة».
واوقفت اسرائيل المفاوضات غير المباشرة الجارية مع حركة «حماس» في القاهرة بعدما انتهت التهدئة من دون تمديدها واستؤنفت اعمال العنف، رافضة مواصلة التفاوض طالما استمر اطلاق الصواريخ الفلسطينية على اراضيها.
وافاد مسؤول اسرائيلي، طالبا عدم كشف اسمه، ان «اسرئيل لن تفاوض تحت الصواريخ»، مشيرا الى ان «اسرائيل كانت ابلغت مصر استعدادها لتمديد التهدئة لثلاثة ايام قبل ان تنتهك حماس وقف النار».
من جهته، قال نتنياهو لشبكة «فوكس نيوز» أمس ان «كل شيء رهن بما اذا كانوا يريدون مواصلة هذه المعركة. اعتقد ان علينا ايجاد حل سلمي اذا كنا نستطيع». واكد ان «اسرائيل لا تعادي سكان قطاع غزة بل تريد مساعدتهم في «التخلص من طغيان» حركة حماس.
مسؤولون أميركيون: التوصل إلى حل في غزة يمتحن الدور المصري الجديد
| واشنطن – من حسين عبدالحسين |
في خضم الاحداث التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك، سأل أحد العاملين في الإدارة الأميركية الرئيس باراك أوباما عن رأيه، فأجاب أوباما: «ما أريده هو ان يحدث كل شيء بسرعة، وان يصبح ذاك الشاب الذي يعمل في غوغل (وائل غنيم) رئيسا». وأضاف الرئيس الأميركي: «لكن ما اعتقده هو ان هذه ستكون عملية طويلة ومعقدة».
ثم ما لبثت واشنطن ان وجدت نفسها في مواجهة وضع مستجد في مصر، فالمجموعة التي فازت في الانتخابات البرلمانية والرئاسية، أي «الاخوان المسلمين»، لم تكن على علاقة طيبة بالولايات المتحدة. لكن هذه المرة، قررت اميركا التعامل مع الأمر بواقعية وإعطاء الاخوان فرصة أخرى، وكان التفكير السائد هو أن الدخول في مواجهة مع حزب يسيطر على حكومة منتخبة من شأنه ان يعكر العلاقات بين البلدين لفترة طويلة.
ومع ان واشنطن الرسمية وغير الرسمية فتحت أبوابها للإخوان، وتوصلت معهم الى تجديد الهدنة في غزة في العام 2012، الا ان حلفاء اميركا الشرق اوسطيين عارضوا هذه العلاقة الى حد دفع أوباما لإلغاء دعوة كان وجهها للرئيس المصري السابق محمد مرسي لزيارته في البيت الأبيض.
ومنذ الإطاحة بمرسي ووصول عبدالفتاح السيسي الى الرئاسة، سارت واشنطن في طريق وعرة، وحاولت التزام الصمت وتعليق جزء يسير فقط من المساعدات السنوية الى الجيش المصري. لكن شبه الصمت الأميركي تجاه الاحداث في مصر لم يبعدها عن انتقادات السيسي ومناصريه، الى أن أفرجت إدارة الرئيس أوباما عن كل المساعدات وأيدت وصول جنرال مصر الى الحكم.
وفي آخر خطاباته حول الوضع المستجد في العراق ومكافحة الارهاب في اكاديمية وستبوينت العسكرية، اكتفى أوباما بتحديد مصالح أميركا الثلاث في مصر، والتي يمكن تلخصيها بأمن حدودها مع إسرائيل وحرية الملاحة في قناة السويس وحقوق التحليق العسكري الأميركي في الأجواء المصرية.
ومنذ احداث الصيف الماضي، لا يتطرق أوباما، او العاملين في فريقه، الى أوضاع مصر الداخلية الا بشكل عابر، مثل دعوته، أول من أمس، الى الافراج عن صحافيي فضائية «الجزيرة» القطرية، الذين صدرت بحقهم احكام سجن من القضاء المصري اخيرا.
ومع ابتعاد واشنطن عن الشأن المصري، لاحظ الخبراء الاميركيون ان القاهرة عادت لتتحول – مع وصول السيسي الى الرئاسة – لاعبا إقليميا ذي نفوذ. ويقول الخبراء ان حرب غزة الأخيرة شهدت نشاطا ديبلوماسيا مصريا لافتا، لم يناهز النشاط الأميركي التقليدي فحسب، بل تفوق عليه.
كما تقول مصادر أميركية ان السيسي وفريقه يشرفون مباشرة على المحادثات الفلسطينية – الإسرائيلية، وأن مصر تعمل حاليا على بناء تأييد إقليمي للحل الذي تقترحه، والقاضي بفك الحصار كاملا عن غزة وتخصيص مبالغ مالية ضخمة لإعادة اعمارها، في مقابل نزع سلاح حماس.
في هذا السياق، تضيف المصادر الأميركية، تأتي زيارة السيسي الى السعودية غدا، حيث من المقرر ان يلتقي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز.
وتتابع المصادر ان مصر معنية بموضوع حماس منذ ما قبل اندلاع الحرب في غزة، وانه قبل اندلاع الحرب بين حماس والإسرائيليين، قام الجيش المصري بتدمير عدد كبير من الانفاق العابرة للحدود المصرية مع غزة. كما يعتقد الاميركيون ان الضغط الذي مارسه المصريون على حماس، مقترنا بإغلاق الحدود مع غزة، ساهم في دفع الأمور في اتجاه المواجهة بين حماس والإسرائيليين.
«السيسي يفهم العلاقة بين الاقتصاد والاستقرار، وهو يعتقد ان مشاريع كبيرة في مصر وفي غزة من شأنها ان تخفض التوتر، وان تخلق فرص عمل تبعد الشباب عن المجموعات المتطرفة»، يقول مسؤول أميركي رفيع، «لذا نراه رمى بثقل مصر خلف التوصل الى اتفاقية بين الإسرائيليين والفلسطينيين لا تعيد الأوضاع في غزة الى هدنة 2012، بل تدفعها الى الامام وتؤدي الى انهاء الحصار الإسرائيلي وتحسين وضع الفلسطينيين».
هذا التفكير، يعتقد مسؤول أميركي سابق، «أكبر بكثير من رؤية إدارة الرئيس باراك أوباما للوضع في غزة، ورؤية السيسي تتضمن حلولا جذرية بما في ذلك القضاء على قدرة حماس العسكرية وتحويل القطاع الى منطقة منزوعة السلاح، وتاليا رفع الحصار عنها تماما ودفعها باتجاه النمو الاقتصادي».
ويختم المسؤول السابق أن «عيون العالم مسلطة على تجربة السيسي في غزة، فان قدم حلا مختلفا عن حلول الهدنة الماضية، وان قدم نجاحا، فان ذلك يؤذن بعودة كبيرة للدور المصري وللقاهرة كلاعب أساسي في المنطقة يمكنه التعاطي مع الأزمات الأخرى وفرض التوصل الى حلول اليها».