وفد إسرائيلي زار القاهرة وسلمها مطالبه... و«حماس» ترفض مجرد طرح «نزع سلاح المقاومة»

ترتيبات مصرية لجولة جديدة من مفاوضات وقف النار في غزة

1 يناير 1970 04:31 م
صمد وقف النار، امس، لليوم الثاني في غزة حيث بلغت حصيلة القتلى جراء القصف الاسرائيلي على مدى نحو شهر 1875 فلسطينيا وشرد نحو نصف مليون شخص، فيما بدأ بعض السكان يغادرون الملاذات التابعة للامم المتحدة ويعودون الى أحيائهم السكنية التي تفوح منها رائحة الجثث المتحللة في الهواء.

وبعد نجاح الحكومة المصرية في الوساطة بين إسرائيل وحركة «حماس» لوقف النار بين الجانبين، بدأ المسؤولون المصريون في التحضير لخطوات المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين، والتي تبدأ بتلقي طلباتهم.

وذكرت مصادر مصرية قريبة من إدارة المفاوضات، ان «الوفد الإسرائيلي، الذي حضر إلى القاهرة التقى كبار المسؤولين الأمنيين في مصر، وتم بحث التوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة، وغادر الوفد عائدا على طائرة خاصة إلى تل أبيب، بعد زيارة قصيرة استغرقت ساعات عدة».

واوضحت أن «الوفد ضم ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، بينهم رئيس الهيئة الأمنية والسياسية في وزارة الدفاع عاموس جلعاد والمستشار القانوني لرئيس الوزراء إسحق مولخو وورا كوهين، وتم بحث إمكانية التوصل إلى اتفاق تهدئة بين الفلسطينيين وإسرائيل، في ضوء المبادرة المصرية وتطبيق وقف النار الذي دعت إليه مصر».

وتابعت ان «مصر قامت بعرض مطالب وفد الفصائل الفلسطينية الذي تسلمته منهم قبل ساعات من وصول الوفد الإسرائيلي، والذي سلم قائمة بطلباته من الفلسطينيين وسيتم منح الفرصة لتبادل الطلبات والتشاور في شأنها مع قادة الجانبين لاتخاذ قرارات في شأنها أو التوصل إلى صيغة وسطية يعرضها المسؤولون المصريون على الطرفين خلال الساعات المقبلة وقبل انتهاء مهلة الـ 72 ساعة».

من جهته، تلقى وزير الخارجية المصري سامح شكري اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الأميركي جون كيري للتشاور حول المستجدات الأخيرة بالنسبة للأوضاع في قطاع غزة.

كما تلقى شكري اتصالا هاتفيا من وزير خارجية الأردن ناصر جودة حول الموضوع نفسه.

وأعلنت الولايات المتحدة، أنها ستشارك «على الأرجح» في المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين في القاهرة، مؤكدة أنها «اضطلعت بدور رئيس في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة».

وقالت الناطقة باسم الخارجية الاميركية جنيفر بساكي: «سنشارك على الارجح في هذه المفاوضات (...) سنحدد مستوى (هذه المشاركة) وموعدها». وحض كيري، كلا من إسرائيل والفلسطينيين، على «اغتنام وقف إطلاق النار في قطاع غزة والمحادثات المقررة في القاهرة حول هدنة دائمة، للجلوس مجددا إلى طاولة مفاوضات السلام والبحث في حل الدولتين».

وقبل بدء المفاوضات غير المباشرة بين وفدي اسرائيل والفصائل الفلسطينية، اكدت «حماس»، ليل اول من امس، من القاهرة رفضها مجرد الاستماع لطرح «نزع سلاح المقاومة» الذي تطالب به اسرائيل كشرط لتهدئة دائمة في القطاع.

وقال القيادي في الحركة عزت الرشق: «نحن كوفد لا نقبل ان نستمع الى أي طرح في هذا الشأن (...) ومن يظن انه انتصر في المعركة حتى يطلب هذا الطلب هو مخطئ، فالشعب الفلسطيني ومقاومته وصموده هم المنتصرون».

ووصف لقاء محادثات التهدئة مع رئيس المخابرات المصرية اللواء محمد فريد التهامي، بأنه «كان إيجابيا ومسؤولا وجدد الوفد الفلسطيني تأكيده خلال اللقاء، على المطالب الفلسطينية وأهمها وقف العدوان وفك الحصار».

واكد نائب رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» في بيان اسماعيل هنية ان «ما عجز عنه الاحتلال في ميدان الحرب والمواجهة لا يمكن أن يحصل عليه في ميدان السياسة».

في موازاة ذلك، ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن «الجيش قرر نشر مجموعات خاصة للتدخل السريع على امتداد حدود غزة إلى حين التوصل إلى اتفاق بتثبيت التهدئة ليتسنى لها التحرك سريعاً في حال اقتضت الظروف التوغل الميداني في القطاع أو عند اكتشاف نفق جديد». وقالت إنه «يستدل من معطيات إجمالية حول عملية الجرف الصامد في قطاع غزة نشرها الجيش أن نحو نصف القتلى الفلسطينيين كانوا من المسلحين». واعتبرت غالبية من الاسرائيليين ان «لا احد» انتصر في الحرب بين الدولة العبرية وحركة «حماس» اثر التهدئة حسب ما افاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه امس. وواصل موظفو الإغاثة، امس، أعمالهم في إزالة آثار الدمار في غزة خلال سريان الهدنة الإنسانية.

واعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، ليل أول من امس، ان «حصيلة الشهداء حتى اللحظة المسجلين لدى الوزارة منذ بدء العدوان الاسرائيلي على غزة قبل شهر هي 1875 شهيدا من بينهم 430 طفلا و243 امراة و79 مسنا».

واضافت ان «حصيلة الشهداء من الطواقم الطبية 21 شهيدا اضافة الى 85 جريحا». وتابعت ان «عدد الجرحى بلغ 9567 من بينهم 2878 طفلا».

من جانبها، واصلت الأمانة العامة للجامعة العربية اتصالاتها مع الفلسطينيين والجهات العربية المعنية لسرعة تقديم العون الإغاثي إلى الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأعلن السفير السعودي لدى مصر ومندوب المملكة الدائم في الجامعة العربية السفير أحمد قطان، أن بلاده «قامت بتحويل 200 مليون ريال، لحساب جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، لشراء مواد طبية وغذائية من السوق المحلية لمساعدة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة». وتحركت، أمس، قافلة الأزهر تحمل 10 أطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية الضرورية للمساهمة في إغاثة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وأكد مصدر مصري مسؤول في بيان إن «عدد الذين عبروا من القطاع إلى مصر منذ فتح المعبر وحتى الثالث من أغسطس تجاوز 3900 فلسطيني في حين بلغ عدد الذين عبروا من مصر إلي غزة نحو 2150 شخصا خلال الفترة نفسها».