«14 آذار» صوّبت على مسؤولية «حزب الله» عن توريط لبنان
«هبّة» عربية - دولية لدعم الجيش اللبناني: مليار دولار من السعودية ووصول سلاح أميركي
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
12:58 م
بدأ «حريق» عرسال الذي يشهد محاولات حثيثة لإخماده بناء على معالجة وفق شروط «الدولة» يتحوّل عنصراً في الأزمة اللبنانية المتشعّبة الفروع رغم الاحتضان «فوق العادي» السياسي والشعبي الجامع للجيش اللبناني في المعركة التي يخوضها منذ السبت الماضي ضد مسلّحين من «داعش» و»جبهة النصرة» في عرسال وجرودها.
فبعدما تمت مقاربة أحداث عرسال في الايام الثلاثة الاولى سياسياً على انها من «توابع» الأزمة السورية، أعادت قوى «14 آذار» ربْط هذا الملف المستجدّ ببُعده اللبناني معتبرة اياه من تبعات انخراط «حزب الله» عسكرياً في الحرب السورية ومحمّلة اياه مسؤولية التضحيات الضخمة التي يدفعها الجيش في المواجهة المستمرة في البقاع الشمالي عبر استدراجه الإرهابيين الى عرسال، ومعتبرة انسحاب الحزب من سورية عنصراً رئيسياً في «الخطة الانقاذية» من 12 نقطة التي اعلنتها بعد اجتماعها الموسع مساء الثلاثاء والتي تبدأ «بانتخاب رئيس جديد للجهورية لتحصين لبنان من الاخطار، واطلاق سراح المحتجزين من الجيش والقوى الامنية فوراً وانسحاب المسلحين غير اللبنانيين من عرسال» و»توسيع تنفيذ القرار 1701 ليشمل الحدود الشرقية مع سورية ومنع حركة تسلل المسلحين في الاتجاهين» بعدما «ربط تدخل حزب الله العسكري في سورية لبنان بحروب المنطقة وعرّض دولته وشعبه وجيشه لمخاطر كبيرة».
وما جعل هذا الموقف العالي السقف لقوى «14 آذار» يكتسب اهميته انه لاقى موقفاً مماثلاً أطلقته «كتلة المستقبل» البرلمانية، مع حرص بالغ على الفصل بين موجبات دعم الجيش حتى النهاية في معركته ضد الارهاب وبين تظهير مسؤولية «حزب الله» عن مآل الامور في عرسال وربما لاحقاً في بقع لبنانية أخرى نتيجة انغماسه في الحرب السورية التي يعتبر تحالف «ثورة الأرز» ان الحزب يخوض أشرس معاركه فيها وربما أكثرها كلفة له (بشرياً) في جرود القلمون المتاخمة لعرسال. وكان بارزاً ان هذه المقاربة «المحسوبة» لقوى «14 آذار» ترافقت مع اعلان الرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري امس من جدة ان السعودية قدمت مليار دولار اضافية للجيش اللبناني من اجل تعزيز قدراته في «المحافظة على امن لبنان».
وقال الحريري، الذي عاد وعقد مؤتمراً صحفياً بعد ظهر امس، في تصريح للصحافيين في قصر العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز في جدة «لقد ابلغني خادم الحرمين بانه اصدر امره الكريم بتقديم مساعدة للجيش اللبناني والامن الوطني بمبلغ مليار دولار وقد استلمنا هذا الدعم»، واضاف ان «هذا الدعم مهم جدا ولا سيما في هذه المرحلة التي يمر فيها لبنان (الذي) يحارب الارهاب».
وجاءت مبادرة خادم الحرمين الشريفين غداة الكشف عن اتصال أجراه بالرئيس اللبناني السابق ميشال سليمان أعرب خلاله عن دعم بلاده ووقوفها بجانب المؤسسة العسكرية في مواجهة الارهاب، مؤكداً عزمه على الاسراع في تنفيذ الدعم الاستثنائي للجيش اللبناني الذي كان العاهل السعودي عبّر عنه من خلال هبة الثلاث مليارات دولار التي قدمها للجيش في ديسمبر الماضي لتسليحه من فرنسا.
وفي حين سارعت باريس الى الاعراب عن استعدادها «كي تلبي سريعا احتياجات لبنان» بعدما طالبها قائد الجيش العماد جان قهوجي بتسريع تسليم الاسلحة التي من المقرر ان يحصل عليها الجيش بموجب هبة الثلاثة مليارات دولار السعودية، اشارت تقارير في بيروت الى ان دفعة اولى من السلاح للجيش وصلت اول من امس من الولايات المتحدة على ان تليها دفعة اخرى من فرنسا، ملاحظةً ان ثمة ما يشبه السباق بين الجهات المعنية لتسليح الجيش. وكانت هبة المليار دولار الاضافية للجيش اللبناني محور اللقاء البالغ الدلالات الذي عُقد مساء الثلاثاء في دارة الرئيس ميشال سليمان في اليرزة وحضره البطريرك الماروني الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، رئيس مجلس الوزراء تمام سلام والرئيس فؤاد السنيورة، ورئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط، والذي تخلله ايضاً بحث ضرورة انجاز الاستحقاق الرئاسي والانتخابات النيابية، اضافة الى الوضع الامني في بلدة عرسال.
وفي سياق مقاربة الواقع اللبناني «المعلّق» هذه الايام على مواجهات عرسال، جدد رئيس مجلس النواب نبيه بري تأكيد تقديم كل الدعم للجيش، داعياً الى «الالتفاف حوله في هذه المرحلة الدقيقة والصعبة»، ومشدداً على أن «الاستثمار في الأمن هو من أولويات المرحلة».
وأكد في «لقاء الاربعاء النيابي» اهمية تحضين الوحدة الوطنية، وقال انها «الكلمة الذهبية في هذه الظروف التي تمر بها البلاد»، مشدداً على «رفض التمديد للمجلس النيابي»، ومشيراً الى انه طلب من وزارة الداخلية الاعداد للانتخابات النيابية التي يفترض توجيه الدعوة لها في 20 الجاري اي قبل 3 اشهر من انتهاء ولاية البرلمان.
مصادر لـ«الراي»: «داعش» تخطط لعراق آخر في لبنان
الجيش اللبناني و«جبهة النصرة» يريدان مخرجاً من «عنق الزجاجة»
| خاص - «الراي» |
إستمرت الانظار مشدودة في بيروت الى ما يجري في عرسال وجرودها بعدما اختلط حابل العمليات العسكرية بنابل مساعي الحل، وسط مقاربات متباينة لما يحدث رغم «انتظام» اللبنانيين خلف جيشهم في معركة ضحيتها الرقم واحد بلدة عرسال.
وقالت مصادر خبيرة قريبة من «8 آذار» لـ«الراي» ان «تطورات الساعات القليلة الماضية دلت على انتهاء شهر العسل بين حركتي النصرة وداعش. فجبهة النصرة في عرسال رضخت ومعها الجيش السوري الحر وفصائل اخرى لمطالب الجيش اللبناني، كما كانت ترضخ في مناطق بيت سحم وحمص في سورية لتذهب الى التسوية بعدما تدرك ان لا فائدة من القتال العبثي، غير ان الدولة الاسلامية (داعش) كانت بالمرصاد لجبهة النصرة واشتبكت معها ومع آخرين من المعارضة السورية، لا سيما في جرود عرسال عند انسحابهم ليلاً، اضافة الى فتحها النار على الجيش اللبناني بهدف اسقاط الهدنة التي كان وافق عليها الجيش ومعه القوى السياسية اللبنانية افساحاً امام الجميع للخروج من عنق الزجاجة بعدما زجوا بانفسهم فيه».
وتحدثت هذه المصادر عن «مأزق يعانيه الجيش اللبناني الذي لم يكن يتوقع ان يكون عرضة لمعركة الان، وكذلك لنقص العتاد والعدة والعديد مما يحوّل دون تمكنه من اكمال الحصار، ليس على عرسال البلدة بل على بقعة جغرافية ضخمة تمتد على طول 76 كيلومتراً ملاصقة للحدود مع سورية، والتي كانت تستخدم تاريخياً كطرق للتهريب».
ولفتت المصادر عينها الى ان المسلحين وجدوا انفسهم ايضاً في وضع حرج، فهم خسروا ما يمكن وصفه بالجنة على الارض (عرسال) حيث لم يعد من مكان آمن لهم بعد اليوم، ووقعوا ضحية وجود عائلاتهم ضمن الـ 120 الف لاجئ سوري الى بلدة عرسال، وتالياً فانهم صاروا امام خيارين: اما الاستسلام واما الموت في المقلب الآخر من الحدود، اي من القلمون السورية حيث تنتظرهم قوات النخبة من حزب الله والمتربص بهم منذ اشهر عدة».
واوضحت تلك المصادر ان «الدولة الاسلامية (داعش) اختارت التمركز داخل بلدة عرسال وخارجها لمقاتلة الجيش اللبناني النصيري، بحسب تعبيرها، والذي تعتقد ان لا بد من التخلص منه لاحكام دولة الخلافة على العراق والشام ولبنان، كما وعد الخليفة ابو بكر البغدادي»، مستنتجة ان «الحرب فرضت على الجميع في هذه المنطقة (عرسال وجرودها) من دون ان يكون لاي من المتحاربين رؤية لحل افضل، خصوصاً الجيش اللبناني او جبهة النصرة وحلفائها. باستثناء جنود الدولة الاسلامية ورجال الله (اي حزب الله) الذين يحاربون بعقيدة، وتالياً فان الحرب لن تنتهي بينهما الا بهزيمة فريق للآخر»، كاشفة عن «تراجع عدد المسلحين السوريين نتيجة المعارك الدائرة في عرسال والقلمون الى حدود 2000 مسلح».
وابلغت مصادر معنية الى «الراي» ان «التحقيقات ما زالت جارية مع عماد احمد جمعة، الذي كان شكل توقيفه من الجيش اللبناني الشرارة التي اشعلت الحريق في عرسال وجرودها»، لافتة الى انه «ادلى باعترافات خطرة تشير الى انه كان للدولة الاسلامية حلفاء في اكثر من منطقة لبنانية ينتظرون الساعة صفر، وقد كشف عن بعض الاسماء»، موضحة ان «الضربة الاساسية كانت ستوجه لمناطق مسيحية كونها الحلقة الاضعف، خصوصاً تلك الواقعة على تخوم البقاع»، كاشفة عن ان «اعترافات جمعة دلت على ان العصب السياسي للدولة الاسلامية مزروع في جميع المناطق ضمن بيئة حاضنة، ليست لبنانية ابداً، بل موجودة في مخيمات النازحين السوريين»، معتبرة انه «لو تحرك 5 في المئة من المليون والـ 200 الف نازح سوري في لبنان لكان الامر في غاية الخطورة».
ولفتت هذه المصادر الى ان «الخطير في الامر ان الدولة الاسلامية تعي تماماً خريطة انتشار الجيش اللبناني على جميع الاراضي اللبنانية، وخصوصاً انتشاره في جنوب لبنان انفاذاً للقرار الدولي 1701 الذي اعقب حرب يوليو 2006، الامر الذي لا يسمح له بمجابهة التكفيريين في حال فتحت عليه جبهات عدة في آن واحد»، مشيرة الى ان «الدولة الاسلامية اثبتت قدرتها على خوض معارك على جبهات عدة في وقت واحد يوم هاجمت قواتها مدينة سامراء وتكريت على مدى يومين ليكون الهدف الحقيقي في الموصل فتتمدد قواتها الى تكريت وتلعفر وسينجار والفلوجة والرمادي والنخيب على تخوم كربلاء وعرعر على الحدود مع السعودية وخانقين على الحدود مع ايران، اضافة الى محاربتها قوات البيشمركة شمالاً».
وتخلص هذه المصادر الى القول ان «الدولة الاسلامية تمددت في العراق على رقعة 70 الف كيلومتراً مربعاً فكيف سيكون الحال معها في الـ10425 كليومتراً مربعاً (مساحة لبنان) لو كتب لخطة انقضاضها النجاح».
توقيف 3 في جرود تنورين بحوزتهم هويات صادرة عن «داعش»
| بيروت - «الراي» |
كشفت «الوكالة الوطنية للاعلام» اللبنانية الرسمية أن شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي أوقفت 3 اشخاص في حوزتهم بطاقات تسهيل مرور وهويات صادرة عن تنظيم «داعش» في منزل في جرود تنورين (شمال لبنان) وهم: م. س، ح.س وس.س.