جنبلاط زار عون عملاً بـ «نصيحة» نصر الله والإرهاب والرئاسة محورا النقاش «الوّدي والصريح»

1 يناير 1970 12:59 م
ملفان رئيسيان شكلا محور الزيارة البالغة الدلالات التي قام بها امس رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط لزعيم «التيار الوطني الحر» النائب العماد ميشال عون، الاول المعركة التي يخوضها الجيش اللبناني في عرسال ومحيطها ضد الارهاب والثاني الاستحقاق الرئاسي باعتباره مدخلاً لتحصين الوضع الداخلي حيال المخاطر المحدقة بالبلاد في ضوء تداعيات الأزمة السورية و»العاصفة» العراقية.

ورغم ان زيارة جنبلاط «النادرة» لعون جاءت في سياق الحِراك الداخلي الذي أطلقه وبدأ قبل ايام بلقائه الامين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله وسيُستكمل باجتماعات مع شخصيات أخرى، فان اهمية التواصل المباشر بين الزعيم الدرزي وزعيم «التيار الحر» اكتسبت رمزيتها في ضوء نقطتين:

* الاولى، ملامح المقاربة الجديدة لجنبلاط للواقع اللبناني انطلاقاً من «خطر داعش» وتحذيره من «ان «فكر «داعش» قادم وهو خطر كبير على الوطن لن يميز بين مسيحي ومسلم»، ورفضه الكلام على ان تدخل «حزب الله» في سورية استحضر «داعش» الى لبنان، ودعوته «الى التعاون بين الرئيس سعد الحريري الذي يمثل الاعتدال السني، ورئيس مجلس النواب نبيه بري والامين العام لـ «حزب الله»، فالمطلوب الحوار بين جميع الفرقاء من اجل حماية لبنان من هذا الفكر الظلامي الذي اتى من الجاهلية».

* والثانية ان هذا اللقاء جاء بعد دعوة السيد نصر الله جنبلاط خلال اجتماعهما الاخير الى بحث ملف الاستحقاق الرئاسي مع عون متوجهاً الى الزهيم الدرزي «وليد بيك... الرئيس موجود... انه العماد عون ونحن مستمرون في دعمه (...) وفي كل الحالات، الحكي ليس معي وحدي، اذهبوا الى الجنرال واتفقوا معه».

ورغم ان الملف الرئاسي بُحث في لقاء يوم امس حيث افاد بيان مشترك عن الجانبين أنه «تخلّل الاجتماع نقاش في سبل تحصين الساحة الداخلية إزاء التحديات المتنامية، وفي آليات تعزيز الاستقرار الداخلي، وهو ما يتحقق من خلال الابتعاد عن الحسابات الفئوية بين اللبنانيين، ويتعمق عبر تفعيل المؤسسات الدستورية والإسراع في ملء الشغور الرئاسي»، الا ان اوساطاً سياسية استبعدت اي تغيير في مقاربة جنبلاط للانتخابات الرئاسية التي كان قاربها بـ «فيتو» صريح وضعه على عون والدكتور سمير جعجع متمترساً خلف مرشح كتلته النائب هنري حلو، ومشجّعاً مع الرئيس بري (تحت الطاولة) الرئيس الحريري بعيد بدء حوار الأخير مع عون على عدم السير به مرشحاً توافقياً، وهو ما تداركه الحريري تاركاً للزعيم الدرزي ورئيس البرلمان ان يكونا في واجهة حرْق ورقة عون الرئاسية.

وكانت الاجواء التي تسرّبت عن لقاء نصر الله - جنبلاط خلصت الى ان الاول لم يمارس اي ضغط على الثاني للسير بعون بل طالب الزعيم الدرزي بالاتفاق مع زعيم «التيار الحر» في الملف الرئاسي تماماً كما كان فعل مع الاخير حين دعاه الى الذهاب الى «تيار المستقبل» لنيل موافقته على ترشيحه بحجة ان فريق 8 آذار لا يملك لوحده النصاب الكافي لتأمين وصوله.

على ان البارز ايضاً ان لقاء عون - جنبلاط جاء غداة مطالبة زعيم «التيار الحر» في «رسالة وجدانية» الحكومة اللبنانية بالتعاون الأمني والتفاوض مع «الحكومة والدولة في سورية»، محذراً من أي تفاهم مع الارهاب (في عرسال)، ومعتبراً ان «من يرفض ان يتكلم مع سورية لا يفاوض (داعش)، ومؤكداً «ان معاهدة الاخوة والتعاون مع سورية تتحدث عن المسؤولية المشتركة مع الحدود ونحن لم نقطع العلاقات مع سورية»، وموضحاً رداً على سؤال عن قتال «حزب الله» في سورية واذا كان السبب باستجلاب الارهاب، ان كل الدول العربية «اشتعلت» قبل دخول الحزب الى سورية و«بلا هالخزعبلات».

يُذكر ان البيان المشترك الذي صدر عن «التيار الحر» و«التقدمي» اكد ان «الاجتماع كان صريحاً وودياً، تم خلاله النقاش في عددٍ من الملفات السياسية أبرزها المعركة التي يواجهها لبنان في هذه المرحلة الحساسة ضد الإرهاب، حيث كان تأكيد مشترك على أهمية الدعم المطلق للجيش اللبناني، من دون أي شروط أو تفسيرات أو تأويلات من شأنها التشويش على المناخ الداعم للمؤسسة العسكرية».