حروف باسمة
ذكريات وعبر
| سلطان حمود المتروك |
1 يناير 1970
11:20 ص
بلدة طيبة أهلها مستقرون في منازلهم ينعمون بنعمة الله ويغرقون في نوم هادئ ومستقر وكلٌ في قلبه أمنية وفي ذهنه فكرة وأمام عينيه هدف كي يحققه في اليوم المقبل فإذا هم ينتبهون من نومهم على أزيز الطائرات وأصوات المدافع وغيوم سوداء تملأ الأفق الآمن والمطمئن.
ماذا حدث؟
هبّ الجار ليقتنص جاره أتت فلول هولاكو العراق لتدنس تربة هذه الأرض الطيبة وتنشر الدمار والمرض وتفتك بالشباب وتعذب الشيوخ وتروع الأطفال والنساء دون ذنب اقترفوه، فلول قادها العمى في يوم الثاني من أغسطس فتكت وظلمت وانتهكت ثم أتى يوم السادس والعشرين من شهر فبراير عام 1991 حيث تضافرت جهود الأشقاء والاصدقاء وكتب الله النصر بفضله وتأييده لهذه الأرض الطيبة.
فدحر الظالمون وروت دماء الشهداء الأبرار أرض هذه الديرة الطيبة وتضافر جهود أهلها وشمّروا عن سواعد الجد واتحدت قلوبهم فصار التعمير والبناء وأصبحت الكويت شامخة وهي سفينة وقد أصبحت كل البحار لها مجرى.
عزيزي القارئ ماذا عسانا أن نستخلص من عبر ودروس من تلك المصيبة الكبرى؟
هل نظل فرقاء مختلفين تفتك كل فرقة بالأخرى، تفرقنا الأهواء والأطماع والغايات الفردية والأنانية والاستحواذ على كل شيء من أجل الفرد وترك المجموعة فنفشل وتذهب ريحنا.
عسانا أن نستخلص عبرة مهمة وضرورية بأن تربة الوطن غالية ومقدسة والجميع يجب أن يحتضنها ويحافظ عليها من دنس العابثين والطامعين والذين يحيكون المكائد من أجل القضاء على تماسك الأمة ووحدتها واتحادها.
لعلنا أن نستخلص من الغزو الآثم البغيض ان الكويت خالدة وباقية رغم أنوف الحاقدين ومهما تلبدت السماء بغيوم سوداء على أرض هذا الوطن الطيب أو في سماوات الأوطان القريبة فإن هذه الغيوم ستنقشع وتهوي في مكان سحيق وتظل سماء هذه الديرة ناصعة البياض ولا يكون ذلك إلا بالاتحاد وصفاء النية ونقاء القلوب.
سلامٌ على أرواح شهداء الوطن الذين هم أكرم منا جميعاً والتحية لجميع المخلصين الذين يجدّون من أجل نمو الوطن وتقدمه وازدهاره وإسعاد أهله.
ولي وطنٌ وجدتُ بهِ نعيم العيش مقترنا
إذا يدعو لتضحيةٍ بذلت الروح والبدنا
سأحميه وأرفعهُ ليأخذ في العلا سكنا
وليس أبيعهُ مهما أتاح الخلد لي ثمنا
فيا وطني إذا ناديت من للبذل
قلت أنا