فليطي لـ «الراي»: مقتل 7 نازحين و3 من البلدة بقصف مخيمات للاجئين و«بيوت آمنة»
10 قتلى للجيش اللبناني في «معارك» عرسال وخطفْ 23 عسكرياً
| بيروت - «الراي» |
1 يناير 1970
11:49 ص
... هي عرسال مجدداً، تقفز من الخريطة الجغرافية للبقاع الشمالي الى قلب المشهد اللبناني بعدما تحوّلت منذ اول من امس بقعة توتر غير مسبوق وضعت لبنان للمرة الاولى «وجهاً لوجه» امام «كرة النار» السورية التي وجد نفسه في قلبها مع دخول الجيش في مواجهة ضارية مع الإرهاب شكّلت واحدة من تداعيات المعارك الطاحنة في جرود القلمون بين الجيش السوري و«حزب الله» وبين مقاتلي المعارضة السورية.
ورغم ان المواجهات العسكرية بين الجيش اللبناني والمسلحين المنتمين الى «جبهة النصرة» و«داعش» في جرود عرسال ومحيطها تحصل على بُعد 130 كيلومتراً من بيروت في اتجاه الشرق وعلى علو يصل الى 1895 متراً عن سطح البحر، فان أصداء المعارك التي اندلعت اثر توقيف الجيش المسؤول الميداني العسكري لتنظيم «الدولة الاسلامية» في منطقة القلمون أبو أحمد جمعة حضرت بقوة في العاصمة اللبنانية التي «حبست أنفاسها» امام حساسية الوضع في تلك البلدة النائية التي تحتل نحو 5 في المئة من مساحة لبنان (نحو 400 كيلومتر مربع) وتُعتبر «جزيرة سنية» في محيط شيعي، وتلعب دوراً استراتيجياً في موقعها الجغرافي الذي يضعها على تماس مع الصراع السوري الذي ترتبط بـه عبر جرودها بحدود بامتداد 55 كيلومتراً مترامية من محافظة ريف دمشق الى محافظة حمص. علماً ان تموْضعها الجغرافي يربطها من خلال حدودها الجنوبية بيبرود والنبك، في حين تتصل من خلال جردها الشمالي بأطراف ريف القصير.
وبين الوقائع الميدانية التي كانت تشير الى استمرار الاشتباكات العنيفة في عرسال بين الجيش الذي سقط له ما لا يقل عن عشرة شهداء وبين المسلحين، في محاولة من الجيش لاسترجاع بعض نقاطه التي احتلتها المجموعات المسلحة يوم السبت، كانت المخاوف تكبر من تداعيات هذه المعركة على البلدة البقاعية التي تجاهر بموقفها الداعم للثورة السورية والذي سبق ان استدرج في محطات عدة عمليات توغُّل سوريّة وسقوط عدد من ابنائها برصاص جيش نظام الرئيس بشار الاسد.
ورغم ان عرسال شغلت لبنان مرات عدة منذ اندلاع الثورة السورية، الا ان المواجهات التي انفجرت اول من امس اكتسبت طابعاً مختلفاً لأن الجيش اللبناني شكّل الطرف الآخر فيها بوجه المسلّحين الذين ينخرط «حزب الله» في معارك طاحنة معهم في المقلب الآخر من الحدود اي في جرود القلمون.
وما زاد من دقة الوضع ما علمته «الراي» عن خطف المسلحين لـ 13 عسكرياً من الجيش اللبناني من مركز الحصن التابع للعميد عبد الكريم هاشم، وهو ما ترافق مع صور نشرتها «جبهة النصرة» لثمانية عناصر من الجيش قالت انها أسرتهم في عملية تطويق للمراكز العسكرية، في موازاة بث «داعش» شريط فيديو لعناصر من قوى الامن الداخلي محتجزين داخل المستشفى الميداني في عرسال يعلنون فيه انشقاقهم عن الجيش اللبناني و«حزب الله» بسبب «قصفهما للمدنيين الآمنين في عرسال ومشاركة عناصر الحزب في الحرب في سورية».
وترافقت المعارك في الجرود ومحيطها مع صرخات أطلقها اهالي عرسال التي تستضيف 3 أضعاف عدد سكانها من النازحين السوريين (اي 120 الف نازح) وذلك بعدما سقط 7 مدنيين من اللاجئين السوريين و3 مواطنين من البلدة في قصف طاول أطرافها ومخيمات للنازحين وبيوتا لعرساليين.
وعلى وقع تقارير عن مطالبة الاهالي بهدنة لتمكينهم من الخروج من البلدة، اكد نائب رئيس بلدية عرسال احمد فليطي في اتصال اجرته معه «الراي» ان الضحايا من النازحين واهالي عرسال الذين سقطوا امس أصيبوا بقصف لمخيمات النازحين وبيوت آمنة تقع ضمن نطاق انتشار الجيش اللبناني عند اطراف عرسال، لافتاً الى «ان القصف الذي تتعرض له عرسال يحصل من أكثر من بلدة محيطة، وليوضح الجيش اللبناني المصدر».
واذ اعلن الوقوف وراء الجيش اللبناني «الذي ندعمه وهو من أبنائنا»، اوضح ان المعارك مع المسلحين تدور على أطراف عرسال وفي الجرود، نافياً كل التقارير التي تحدثت عن انتشار للمسلّحين داخل البلدة او اقامتهم حواجز، وموضحاً ايضاً «ان لا وجود لأي انتشار للجيش اللبناني في قلب عرسال».
وعن مصير نحو 20 عنصراً من قوى الامن الداخلي المحتجزين في المستشفى الميداني في عرسال، أوضح فليطي «ان هؤلاء كانوا في فصيلة الدرك في عرسال عندما حاصرها المسلحون الذين شارك سكان عرسال في التصدي لهم فسقط من اهلنا شهيدان»، لافتاً الى ان المسلحين اشترطوا للسماح بخروج عناصر قوى الامن وعدم التعرض لهم ان يتم وضعهم لدى جهة أخرى ورسى الامر على الشيخ مصطفى الحجيري، ورافضاً الردّ على سؤال حول اذا كان هؤلاء العناصر رهائن ومؤكداً «انه يوم السبت كانت هناك اتصالات مع جهات سياسية وأمنية في محاولة للوصول الى حلّ لقضية هؤلاء، من دون ان يفصح اذا كان الامر في إطار عملية تبادُل او لا.
وكانت وحدات الجيش تابعت طوال ليل السبت - الأحد ويوم امس عملياتها العسكرية في منطقة عرسال ومحيطها، حيث قامت بملاحقة المجموعات المسلحة والاشتباك معها، حسبما جاء في بيان صادر عن قيادة الجيش - مديرية التوجيه. علماً ان يوم السبت شهد احتجازالمسلحين جنديين من الجيش كانا ينقلان صهريج مياه قبل ان ينجح عناصر الفوج المجوقل في تحريرهما بعملية نوعية وأصيب 4 جنود بجروح خلالها.
وفيما ارسل الجيش اللبناني تعزيزات الى محيط عرسال واستخدم الاسلحة الثقيلة لقصف مواقع تجمع المسلحين في الجرود، اوضح قيادته ملابسات اندلاع المواجهات مشيرة الى انه بعد توقيف السوري عماد احمد جمعة السبت على حاجز عسكري قرب عرسال «توتر الوضع الأمني في المنطقة ومحيطها نتيجة انتشار مسلحين ومطالبتهم بالإفراج عنه (...) وعمد هؤلاء المسلحون إلى خطف جنديين من الجيش. كما أقدمت هذه المجموعات المسلحة الغريبة عن لبنان وعن منطقة عرسال تحديداً والتابعة لجنسيات متعددة، على الاعتداء على عسكريين من الجيش والقوى الأمنية الأخرى داخل البلدة وقامت بخطف عدد منهم»، اضافة الى «الاعتداء على احد مراكز الجيش واطلاق النار باتجاهه».
قيادي في «الحرّ»: «حزب الله» والنظام السوري يريدان زج الجيش اللبناني في صراع يخدم مصالحهما
| بيروت - «الراي» |
دعا القيادي في «الجيش السوري الحرّ» قائد «كتائب 77 العاملة في القلمون»، النقيب باسل ادريس، القيادة اللبنانية السياسية والعسكرية للتريث والحكمة في اتخاذ القرارات وعدم الانجراف للهاوية وزج لبنان واللبنانيين والجيش اللبناني في صراع اتخذتم انتم قرار النأي بالنفس عنه. وقال في بيان نشره على صفحته عبر «فيسبوك»: «الان وبعد افلاس حزب الله والنظام السوري، يريدان زج الجيش اللبناني في هذا الصراع لمصالحهما المشتركة، فالثورة السورية اشعلتها أظافر اطفال درعا، واجبرها على التسلح تعنت النظام وقمعه التظاهرات السلمية بقوة السلاح وقتل الابرياء».
واضاف: «لو تم اتخاذ قرار سليم وجريء من القيادة السورية آنذاك لجنبوا سورية ويلات الحرب الدائرة، فالحكمة ان نتعلم من غيرنا. لذلك احذروا ان تجروا بلادكم الى حرب طاحنة ارادها الاسد وحلفاؤه، فكل مشكلة لها حل وانتم اهل الحكمة والمعرفة، لذلك ندعو كل العقلاء اللبنانيين لحل هذا النزاع في عرسال بطريقة سلمية وتحييد الجيش اللبناني ولبنان عما يجري في سورية».